شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 63)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 63)
- المحتوى
-
محمد خالد الأزهري
فلسطين »)١193- ١5548( أ حتى منظمة التحرير الفلسطينية في المراحل الاولى من قيامهاء
بقادرتين على تغيير الرؤية الاوروبية الى القضية الفلسطينية؛ والتي تمحورت حول مقولة «اللاجئين
الفلسطينيين»: وعدم وجود طموحات في بعث كيان سياسي للفلسطيتيين.
واذا أهملنا الحديث عن بعض الحيثيات التي قادت انقلاباً في هذه الحالة من التشتت السياسي
الفلسطيني والتجاهل الاوروبي وحتى حرب تشرين الاول ( اكتوبر) 11177,. سوف نجد ان الحوار
العربي الاوروبي قدم فرصة مواتية عملت منظمة التحرير الفلسطينية على انتهازهاء لتوسيع حركتها
السياسية الاعلامية في دول الجماعة الاوروبية.
سعت المنظمة؛ ضمن ما'طرحه الجانب العربىء الى توضيح أبعاد القضية الفلسطينية» ولفت
انتباه الحكومات الاوروبية نحوها. ولم يكن تقبّل الاوروبيين للمشاركة الفلسطينية في ذلك الاطار
بالأمر الهين. ومن هنا ركزت الدبلوماسية الفلسطينية على ضرورة فتح سبل الاتصال بالجانب
الاوروبي لتفادي اعتراضاته والتعريف بالمنظمة. وضمن هذا السياق» أجريت لقاءات «استطلاعية»,
في منتصف السبعينات, بين عدد من الاطر القيادية الفلسطينية ووفود اوروبية على مستويات مختلفة,
سواء تم ذلك في بعض العواصم العربية: او خلال زيارات» أى جولات قام بها مسؤولون فلسطينيون
على مختلف العواصم الاورويية(08) . ويبدى ان العمل السياسي الفلسطيني وجد صداه خلال العامين
الأولين من تجرية الحوار العربي الاوروبي . فقد وجد الاوروبيون أنفسهم وجهاً لوجه تجاه قوى
نشطة لها منصطقها المتكامل بشأن الصراع العربي الاسرائيلي (والذي يطلقون عليه في أورويا
مصطلح أزمة الشرق الاوسط) . وعلى الرغم من ان النشاط الفلسطيني كان ملحوظاً, الا ان مساندة
الجانب العربى لعبت دوراً بالغ الأهمية. فقد ساند العرب مبداً المشاركة الفلسطينية في الحوار؛
اردفوا ذلك بالعمل على ابراز دور الوفد الفلسطيني في دورات الحوار وجلساته. ومن يقدّر له مطل
الوشائق المتعلقة بتجربة الحوارء يدرك ان العامل العربي «كان حاسماً في حث الاوروبيين على
الاحتكاك المباشر بالمطالب الفلسطينية». لقد بدت تلك المطالبء والحال كذلك: كمطلب عربي واحدء
بحيث توافق الجميع على ان القضية الفلسطينية قد انفردت بالجانب السياسي من الحوار. يؤّكد هذه
الحقيقة ما ذكره رئيس الجانب الفلسطيني في الحوار, حين قال: «كان الاخوة العرب يساندوننا دائماًء
بحيث تبرز القضية الفلسطينية»(5").
من جانب آخرء اعتنت الدبلوماسية الفلسطيذية بمستوى «التعامل الثنائي» مع دول الجماعة
الاوروبية ودول اوروبا الغربية عموماً. ويبدى ان الفلسطينيين أدركواء من خلال تجربة الحوار. ان
القناعات الذاتية لدول الجماعة الاوروبية. وبخاصة قواها الكبرى (فرنسا والمانيا الاتحادية
وبريطانيا وايطاليا) لها أولوية هامة عند الاقدام على المواقف الجماعية التي يعلن عنهاء على مستوى
رؤبساء دول وحكومات الجماعة في لقاءاتهم الدورية!"').
اتجهت منظمة التحرير الفلسطينية الى فتح مكاتب لها في العواصم الاوروبية . ونجحت:ء في بعض
الاحيانء في الوصول بممثلياتها في بعض الدول الى مستوى «سفارة», كما هو الحال في اليونان
واسبانيا. وقد كان التوجه السابق هو افتتاح مكاتب اعلامية يشرف عليها بعض العاملين في اطار
الجامعة العربية. ويمرور الوقت ويبعض الجهدء أضحت المنظمة ذات وجود ملموس بمكاتب خاصة
في معظم العواصم الاوروبية. ومع ذلك يجب الاحتراز والالتفات الى ان كل دول الجماعة الاوروبية
(عدا اليونان واسبانيا) لا تعترف بالمنظمة «كممثل شرعي وحيد» للشعب الفلسطينيء على الرغم
15 اشوُون فلسطيزية العدد /141, تشرين الأول ( أكتوير ) ١9484 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22438 (3 views)