شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 71)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 71)
- المحتوى
-
هاني العبدالله سد
جداً ان نتابع - ولى باقتضاب سريع تطور ميزان القوى البرلماني بين الحزبين الكبيرين» الى ان وصل
الى الوضع المعقد الحاليء وما ترتب على ذلك من حالة عدم تكافقٌ في القدرة على الفعل السياسيء الأمر
الذي حوّل الليكود الى الحزب الاقدر على صنع السلامء وكذلك على احباط مسيرته.
بعد سنوات طويلة من الهيمنة العمّالية بقيادة حزب مباي, ثم العمل لاحقاً على مقاليد السلطة
في اسرائيل» بدأ اليمين «القومي» في اسرائيل؛ ممثّلاً بتكتل اال ثم الليكوب. مسيرته نحو السلطة
في اعقاب حرب العام .١971/ وساهمت في هذه المسيرةء التي استغرقت عشر سنوات: عوامل عديدة,
ابرزها مسار الانزلاق نحى طروحات وايديولوجية اليمين القومي داخل المجتمع الاسرائيلي» بعامة,
وداخل معسكر الاحزاب العمالية وحلفائها في المعسكرين, الدينى والليبرائي. فالهزيمة العسكرية التى
انزلتها القوات الاسرائيلية بالجيوش العربية في حرب العام 1577. والتي ترتب عليها احتلال القوات
الاسرائيلية لما تبقى من ارض فلسطين الانتدابية» جدّدت الجدل داخل المعسكر الصهيونى بشأن
«ارض - اسرائيل الكاملة». فقد رأى حزب العملء وحلفاوه: ان نتائج الحرب (احتلال الضفة وقطاع
غزة ومساحات أخرى من الارض العربية في سيناء والجولان) خلقت فرصة ذهبية لاسرائيل
باستخدام المناطق المحتلة ورقة مساومة لانجاز تسوية سلمية للنزاع العربي الاسرائيليء تضمن
لاسرائيل تحقيق انجازين استراتيجيتين: الاول» ارغام الدول العربية على الاعتراف باسرائيل ويحقها
في الوجود ؛ والثاني تصفية القضية الفلسطينية» في سياق مساومة تاريخية جديدة مع الاردن» تؤمن
لاسرائيل احتياجاتها الأمنية» من جهة, وتحررها من الاخطار الديمغرافية الكامنة في ضمٌ الاراضي
الفلسطينية وسكانها واخضاعهما للسيادة الاسرائيلية» من جهة أخرى. ومثل هذا الضمّ وفقاً لوجهة
نظر حزب العمل محفوف بالمخاطر؛ اذ سوف يحول الدولة اليهودية الى دولة ثنائية القومية؛ في حال
منح الفلسطينيين حقوقاً سياسية أسوة باخوتهم داخل «الخط الاخضر», أوسوف يحولها الى دولة على
غرار النظام العنصري في جنوب افريقياء اذا لم تمنحهم تلك الحقوقء وبالتالي فان سمعتها ومكانتهاء
كدولة «ديمقراطية. سوف تتعرضان للاهتزاز.
في المقابل» كانت رسالة اليمين القومي» وخطابه السياسي» يرتكزان على رفض الانسحاب: تخديداً
من الضفة والقطاعء على اعتبار انهما جزء من ضفة نهر الاردن الغربية» التي تشكل مع الضفة
الشرقية «ارض - اسرائيل الكاملة» في حدوبهاء غرياً وشرقاً . وخلافاً لحزب العملء فقد اعتبر مجرد
الاستعداد لتقديم تنازلات اقليمية في «ارض - اسرائيل» يشكل طعناً في شرعية الوجود الصهيوني كله
فاذا كانت نابلس والخليلء على سبيل المثال: أرضاً محتلة, فكذلك الامر هى بالنسية الى حيفا واللد
والرملة. أما موضوع السلام مع المحيط العربيء فكان شعار الليكود بهذا الشأن «السلام مقابل
السلام».
وفي ظل اجواء النشوة بالانتصار العسكري, واليناء الايديولويجى الجامع والموحد للاحزاب
والتيارات الصهيونية المختلفة, والمتمحور في «الحقوق التاريخية الطبيعية» لليهود في ما يسمى «أرض
- اسرائيل»» وغيرها من الاساطير الدينية الكامنة في صلب العقيدة الصهيونية: كانت ربسالة «أرض -
اسرائيل الكاملة» هي الرسالة الاقدر على استقطاب الجمهور الاسرائيلي. ووجد هذا الأمر تجسيداً
ملمووساً له في أنقسام حزب العمل على نفسه في هذا الموضع. . فعلى الرغم من التقاء جناحي الحزب
للضم الفوري للضفة الغربية وقطاع غزة الى اسرائيل» فان جناح «الصقور»»؛ بزعامة موشي دايان: في
مطلع السبعيناتء طرح المساومة مع الاردن: على أساس التقاسم الوظيفي للسلطة في المناطق
7ق نشؤُون فلسطيزية العدد ,١141/ تشرين الأول ( اكتوبر ) /114 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)