شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 77)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 77)
- المحتوى
-
هاني العبدالله ا
وبعد واحد لهاء هي انها دفعت الكرة الى الملعب الفلسطيني. ويقدر ما تتمكّن منظمة التحرير
الفلسطينية من سد هذا الفراغ (عملياً كانت القيادة الوطنية الموحٌدة للانتفاضة شرعت في اقامة البنى
التحتية لملء هذا الفراغ في سياق عملية المواجهة والصراع على السلطة في المناطق المحتلة) بقدر ما
تتحول خطوة الملك الى واقع سياسي جديدء بغض النظر عن النوايا التي كانت خلفها.
وهكذاء فاذا اعتبرنا ان الخيار الاردني لحزب العمل قد سقطء أو أن عملية احيائه ليست بالأمر
الهيّ والقابل للتحقيق» علاوة على الاشكاليات التي كان يتضمنها هذا الخيار أصلاٌ؛ فما الذي سوف
تكون عليه آفاق التحرك السياسي الاسرائيلي في ظل حكومة بقيادة حزب العملء وفقاً لشروط الاحتمال
الاول لنتائج الانتخابات ؟ المرجحء هناء واحد من أمرين: فاما مواصلة حزب العمل والحكومة
الاسرائيلية التى يشكلها لأسلوب المناورة السياسية؛ على أمل اعادة الحياة الى الخيار الاردني
وبالتاليء فالنتيجة العملية لمثل هذا النهج سوف تكون تكريس الوضع الراهن؛ بكل ما يحمله من
مخاطر تفاقم الازمة واحتمالات انفجارها؛ وامّا ان يحاول حزب العمل تطبيق مشروع الحكم الذاتي,
ولى من جانب واحدء بهدف امتصاص الاحتقان السياسي في المناطق المحتلة وعلى صعيد المنطقة.
ولكن: وفي كل الأحوالء ليس هناك؛, حتى الآن» أي موّشر في اتجاه اقدام حزب العمل على خطوة
دراماتيكية» من خلال تبني الخيار الفلسطيني. فمثل هذه الخطوة لا يزال في حكم المستبعد» في ضوء
الواقع السياسي الاسرائيلي الحالي واحتمالات تطوره في المدى المنظور.
ولكن كيف ستكون صورة الوضع اذا اسفرت الانتخابات الاسرائيلية عن فوز الليكود في تلك
الانتخابات, وفقاً للاحتمال الثاني ؟ في مثل هذا الحال: فالخيار السياسي الذي طرحه الليكود هوخيار
كامب ديفيدء أي مواصلة عملية السلام وفقاً للشروط المحددة في الشق الفلسطيني من اتفاقيتي كامب
ديفيد. لكن الليكوب» وان كان لا يزال يتمسك بالاتفاقيتين؛ على أساس انهما خياره السياسي الاول:
فانه؛ في الوقت عينه؛ لم يتراجع؛ بعدء عن فهمه لمضمون مشروع الحكم الذاتي» كتسوية مرحلية على
طريق المطالبة بالسيادة الاقليمية على الضفة والقطاع. وهكذاء فالمرجح ان يبادر الليكوب؛ اذا وصل
الى الحكم؛ الى محاولة اجراء انتخابات في الضفة والقطاع لمؤسسات الحكم الذاتي؛ وربما للمجالس
البلدية والقروية, كخطوة اولى في هذا المسارء كما اعلن رئيس الطاقم الانتخابي لليكود في معركة
الانتخابات» الوزير موشي آرنس. وهناء نرى ان الليكود, أيضاًء غير مرش لتبني الخيار الفلسطيني
الذي دفعته الى الواجهة قرارات الملك حسين. فعلى الرغم من ترحيبه بتلك القرارات: الا انه (أي
الليكود) لم ير فيها الا تأكيداً لجوهر موقفه السياسيء وهى ان عملية السلام مع الاردن لا يجب ان
ترتبط بأية مطالب اقليمية من جانبه. فالاردن - وفقاً لمفهوم الليكود كان بمثابة قوة احتلال على جزء
من «أرض - اسرائيل», وبالتاليء فوجوده هناك ليس له أي صفة قانونية, أو شرعية.
لكن هناك من المراقبين من يطرح احتمال اقدام الليكود على ضمٌ المناطق: رسمياً» الى اسرائيل,
بفعل الضغوطات التي قد تمارس عليه؛ سواء أكان ذلك من داخل صفوفه أومن جانب الاحزاب التي
قد يتحالف معها والمحسوبة على المعسكرين, الديني واليميني المتطرف. لكن مثل هذا الاحتمال لا يبدو
امراً متوقعاً في القريب العاجلء مع انه يبقى وارداً كاحتمال, اذا توفرت الظروف الملائمة لمثل تلك
الخطوة.
اذن» ففى حالتى الاحتمالين الاول والثاني: لنتائج الانتخابات: نرى أن الحد الاقصى للتحرك
السياسي الاسرائيلي في اتجاه الفلسطينيين لا يذهب الى ما هى أبعد من خيار الحكم الذاتي»
82 اشُون فلسطيزية العدد 141: تشرين الأول ( اكتوبر ) ١9544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)