شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 82)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 82)
المحتوى
ل حلقة نقاش «المائدة المستديرة»...
كانت اسرائيل ستدمج في النظام الاقليمي. ويعتقد رشوان بأن اسرائيل لن تقبل بدولة فلسطينية دون ان تنتزع
اقراراً فلسطينياً بانهاء الصراع العربي ‏ الاسرائيي ككل.
أما نبيل حبيقة ونصري الصايغ فقد لمساء كل على طريقته؛ الامر من زاوية مغايرة. ففي حين ذكر الاول ان
الحوار الذي يجرى في الجلسة يثير في نفسه المخاوف العميقة؛ وذلك من حيث التبسيطية التي تسود فيه. كما
قالء ان ثمة اسئلة ثلاثة تتطلب الاجابة المعمقة. أولاء هل هناك توافق مصلحيء على المدى البعيد بين الاردن
واسرائيل» والا يعني الغاء فلسطين الغاء الاردن كذلك ؟ ثانياًء هل من مصلحة اسرائيل القبول بكونفدرالية اردنية
فلسطينية فعلية أم بدولة فلسطينية ؟ ثالثاً. هل هناك امكانية لاستعادة الجماهير لمكانتها في المرحلة المقبلة ؟
أما نصري الصايغ, فرأى ان القرار الاردني» في معناه العميق» هو التخلي عن الشأن الفلسطيني؛ فما هو مطلوب
هو دحر أسرائيل وتأمين انسحابها. وتساءل الصايغء معبراً عن تشاؤمه, ألا يعني ما يجرى ضرب البعد العربي
ل م.ت.ف. وذلك بدفع الكفاح الفلسطيني الى كيانيته ؟ ‎١ ١‏
بدوره» اعترض الياس صنبر على المنهج الذي استخدمه عبد الفتاح. فالقرار الاردني لا يسيطر على جميع
التناقضات السائدة في الساحة, والقضية ليست «ملعوبة سلفاً»؛ فهناك العوامل الاضافية الاخرىء الدولية
والاقليمية المحلية والفلسطينية. ان الاردن يتصرف, الآن, بشكل دفاعي؛ والخطوة الاردنية» موضع النقاش,
هي تكتيك دفاعي أملته ظروف المرحلة الحاضرة؛ وخاصة ظروف الانتفاضة. والنقاش الذي يدورء الآن: يتعلق,
في جوهره؛ باسرائيل ذاتهاء أي بوجودها من حيث هي كذلك: وربما كان مصدر التريث في استصدار القرارات
وعقد المجلس الوطني الفلسطيني هو هذا الوعي بدقة المرحلة الحاضرة. ثمة ما تجدر الاشارة اليه كذلك ‏ كما
أضاف صنبر ‏ فالوضع العربي الحالي هو وضع مطمئن من وجهة النظر الاميركية؛ بمعنى انه وضع «مضبوط»
ولا يشكل خطراً حقيقياً على المصالح الاستراتيجية الاميركية, بحيث تضطر الولايات المتحدة الى تغيير
استراتيجيتها. هذا يشرح لماذ! لم يحدد الاميركيون, .حتى الآنء مأ الذي يريدونه فعلاً ؟ ومع ذلكء, فان الصورة
هي حسب صنبر ‏ ليست دقيقة تماماً؛ فالوضع العربي الحالي عرضة للتغيرات الكبيرة المقبلة؛ وريما كانت
الانفجارات المحتملة هى الانفجارات المتعلقة بالحريات اليومية؛ أ بالحريات العامة. أما بالنسبة الى الطرف
الفلسطيني في هذا الصراع: فان لديه ‏ كما يعتقد صنبر ‏ سلاح الانتفاضة التي لم تقل كلمتها الاخيرة بعد.
وقد تكون الفترة التاريخية الافضل للمقارنة مع الفترة الحالية هى فترة ‎١975‏ - 1915 في فلسطينء وذلك لما
تحتويه من عناصر تشابه. أول هذه العناصر هو ان تنظيم مقاومة الشعب امتاز بنقطتين: اولاهما ان مقاومة
الشعب قائمة على أرض الصراع ذاته؛ وثانيهما هي ان ثمة وعياً سائداًء لدى القيادة ولدى الشعب على السواءء
بعدم امكانية طرد الاستعمار من قبل الفلسطينيين وحدهم: بل ضمن ميزان قوى عربي شامل؛ أي ضمن اطار
وحدة نضالية عربية. ويسمح الوضع السائد: الآن: بالقول ان ميزان القوى ما زال؛ على الارضء مختلاً لصالح
العدو. وهدف الانتفاضة ‏ باعتقاد صنبر ‏ ليس الهزيمة العسكرية للعدى. فهذا تدركه الحركة الفلسطينية الآن
كما أدركته في الماضي؛ ووصلت الاوضاعء الآنء الى حالة يمكن وصفها بحالة لا انتصار ولا هزيمة. ولذلك: فان
المطروح على م.ت.ف. هو التحولء أي بناء سلطة جديدة: ومن نوع جديد. غير ان السؤال الكبير الذي تجدر
الاجابة عنه يتعلق بالاداة التي ستحدث هذا التحول. فهل تستطيع هذه الاداة ان تتجدد بما يتناسب مع
التحولات والتجديدات التي يتطلبها الوضع؟ تبقى نقطة أخرى تتعلق بالوضع الاسرائيلي الداخلي سأل صنبر:
هل هي صدفة انه لا توجدء حتى الآن» حركة سلام في اسرائيل ؟ كل التوقعات تشير الى ازدياد التطرف
واحتمالات فوز اليمين الاسرائيليء التقليدي والمتطرف. والسؤال هولماذا ؟ أجاب صنبر: لأن الوضع الآن صار
محرجاً للوعي السياسي الاسرائيلي؛ فأية معارضة عقلانية ستجد نفسها في مواجهة الفكرة الصهيونية من
اساسها؛ وريما يشرح هذا صعوية المعارضة في اسرائيل. ومن ناحية أخرىء من يضمن الآ تقدم أسرائيل على
خوض حرب جديدة تغير الخيارات المطروحة من أساسها ؟ وما الذي يستطيع الطرف الفلسطيني ان يفعله؟ وما
الذي سيفعله فعلاً ؟ هذه هي الاسئثلة المركزية.
العدد /141١ء‏ تشرين الأول ( اكتوير ) 194 لَتُوُون فلعطيزية ‎4١‏
تاريخ
أكتوبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22440 (3 views)