شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 86)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 187 (ص 86)
- المحتوى
-
سلسلسلب حلقة نقاش «المائدة المستديرة»...
ابتلاعها الضفة الغربية» من جهة أخرى. ولقد جاءت الانتفاضة لتعبّر عن تصحيح لموازين القوى لغير صالح
اسرائيل» وهذا ما يدفعها إلى ان تفكر في الانسحاب منها. تفرض موازين القوى الحالية برأي عشاوي شكلاً
من الحل.
وقد عبّر كميل منصور عن اعتقاده بأن النقاش الداشس الآن» حول الاعتراف باسرائيل يعيدنا الى النقاش
الذي أجري قبل خمس عشرة سنة؛ وهى امر يبدو فيه وكأن هناك ثباتاً في حركة الاحد اث منذ برنامج النقاط العشر
في العام .١4174 وفي الحقيقة: فان الامور ليست كذلك. لقد تطورت الاحداث الى درجة فرضت فيه؛ الآن» امكانية
وجود سلطة فلسطينية بديلة تنظم حياة الناس. وهي سلطة أخذت تنشاً على الارض من خلال اللجان الشعبية.
ان انشاء حكومة فلسطينية هو تعزيز وتقوية لهذه السلطة. ولقد نشاء الآن» ما يمكن تسميته بحدوث مأزق دولي
لا بد من تفجيره. فبعد قرارات الاردن بفك الارتباط: نشأً هناك وضع دستوري محرج. وعدم انشاء حكومة
فلسطينية سيتيح لاسرائيل الفرصة ان تملأ الفراغ الدستوري الحاصل. وما تريده اسرائيل هو العمل على ملء
هذا الفراغ لصالحها. وهو وضع يشكل تحدياً للنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتهاء لآن الهدف هى اقامة سلطة
بديلة. ومن الممكن لاعلان الحكومة الفلسطينية أن يستند الى قرار العام 477 ١5 بالتقسيم. ويذلك يفتح الباب
واسعاً لمجال جديد من المطالبة: الغاء مكاسب الحربء أي حرب العام 1554 وحرب العام 57177١؛ عودة
اللاجئين» وغير ذلك, وهى يعني البدء بمرحلة جديدة من النضال يطرح وجود اسرائيل كلها على بساط البحث.
ثمة مشكلة تطرح في رأي منصور هي مشكلة عاطفية وايديولوجية كبيرة تتنازع كل واحد منا. فالحكومة تتطلب
تحديد الحدود؛ وهي حدود ستكون «أقل من فلسطينء مما يعني الاعتراف باسرائيلء وبالتالي فان الصراع
النفسي في هذه الحالة سيكون كبيراً». وقد أضاف د. محمد مخلوف على ما قاله منصور ان قيام حكومة فلسطينية
سيخلق دينامية جديدة في النضال التاريخى الدائر بين الامبريالية والصهيونية وبين وجود الامة العربية. يبقى
السؤال الذي تجدر الاجابة عنه هو «وماذا يعد ؟
هناك مبادىء, وهناك موازين قوى - - هذا ما قاله فايز ملص. فعلى ارض الواقع؛ ثمّة قوى محلية ودولية تحول
دون وصول الشعب الفلسطيني وتحقيق حقوقه. ولقد عدّلت الانتفاضة موازين القوى لصالح الشعب
الفلسطيني واحالت الصراع؛ فعلياً ودولياًء الى مستوى الداخل ذاته. ان انشاء حكومة فلسطينية سيتيح للشعب
الفلسطينى حرية اكبر في حركته المقيدة والتى تعيقها الهيمنة أو محاولات احتواء شعب فلسطين. وهل يحق لأي
كان أن يمنع شعب فلسطين من ان يقطف ثمار نضاله ؟ ان المطلوب» الآن؛ هو تعبئة كل القوى من أجل ذلك.
وفي اجتهادي - اضاف ملص - ان الحكومة الموّقتة ينبغي ان تكون من الداخل؛ وان تسمي مندوبين لها في
الخارج؛ وهذا لتلافي الانقسام» من جهة, ولقطع الطريق على المزايدات السياسية؛ من جهة ثانية» ولتعزيز الكفاح
الفلسطينيء: من جهة أخيرة.
بدوره؛ أكد كاتب هذه السطور أن الندوة الحالية ليست في موضع اتخاذ القرارات» ولا هي في موضع يتيح
لها ان تنصحء أوتشير بقرار معين. «فنحن هنا لنتد اربس, بشكل جماعيء في الوضع الراهن الذي تعيشه القضية
الفلسطينية؛ وفي الحقيقة القضية العربية ككلء وكذلك لنتعلم؛ ومما يعزز امكان ان نتعلم هو تعددية الآراء
والتوجهات الفكرية والسياسية للسادة المشاركين. فبالاضافة الى تعلمنا ان نفكرء كمقفين, بشكل جماعي
وديمقراطي وبروح مسؤولة تعترف بالآخر وبحقه في الوجود والحياة, فان الحالة الخصوصية التي نتدارس
ونتناقش ونختلف حولها هي حالة تستحق الدراسة المتأنية. فلأول مرة يواجه الفكر السياسي العربي حالة
مشابهة؛ وهو وضع يشكل تحدياً للعقل السياسي العربي وللحركة السياسية العربية؛ ما دامت المسائل المطروحة
تتعلق بانتزاع حقوق وبالانتقال» لأول مرة في تاريخ الصراع ضد الغزو الامبريالي من حالة التراجع الى النصر
والهجوم. وثمة؛ من ناحية اخرى, مسؤولية خاصة تقع على عاتق الجميع؛ وهي ضرورة التفكير والعمل بطريقة
تحرص على وحدة الكفاح الفلسطيني وعلى تعزيز دعمه العربي, أي عدم التفكير والتصرف بطريقة تش تشق النضال
القاسطينى أو تدفعه الى الانشقاق». وأضاف ان القانون الدولي المتعلق بالدول ينشأ بالتجرية التاريخية
وبالمقارنة. وسيكون للتجربة الفلسطينية» من غير جدال. مكانها الخاص في القانون الدوليء وذلك الى
العدد :١41/ تشرين الأول ( اكتوير ) 198/4 لشُرُون فلصطيزية 46 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 187
- تاريخ
- أكتوبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22440 (3 views)