شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 18)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 18)
المحتوى
للب الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
ينسجم مع بنية الجيش الاسرائييء الذي تمّ اعداده وتسليحه وتدريبه لخوض حروب مختلفة. ان ما
اسماه شيف ب «الشرك الصعب» هى. بالضبط هذه الوضعية الشاذة: التي يتم فيها زج جيش
عصري جيد التسلّح لخوض حرب ذات مواصفات خاصة؛ وضمن قيود واعتبارات سياسية وأمنية
معقدة؛ في مواجهة جماهير شعبية غير مسلّحة.
لقد تمخضت المواجهات اليومية المتواصلة بين الجيش الاسرائيلي والجماهير الفلسطينية عن
كشف العديد من جوائب الضعف والقصور في بنية الجيش الاسرائيلي. وإقد تبدت جوانب الضعف
والقصور هذه. في ثلاثة من أخطر مجالات القدرة العسكرية» وهي: القدرة الاستخبارية» والقدرة على
الحشد البشريء والقدرة على السيطرة ا ميد انية.
أولً: القدرة الاستخبارية
شكلت الانتفاضة الفلسطينية مفاجأة على المستوى الاستراتيجي بالنسبة الى الكيان
الصهيوني: حيث جاءت خارج سياق التوقعات: سواء في توقيتها أم في نوعيتها. وسرعان ما استعار
المحللون الاسرائيليون مصطلح «التقصي» للاشارة الى اخفاق اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية في
توقع حدوث الانتفاضة الشعبية الفلسطينية؛ وهى المصطلح الذي' استخدمء للمرة الاولى» في اعقاب
حرب تشرين الاول ( أكتويسر) 1917: للاشارة الى فشل الاستخبارات الاسرائيلية في رصد
الاستعدادات العربية لشن الحرب. بل ان بعض المحللين الاسرائيليين يعتبر ان ما حدث في التاسع
من كانون الاول ( ديسمبر) ‎١1417‏ أسوأ مما حدث في العام 191/7. كتب شيف: «ان المفاجأة
الاخيرة [الانتفاضة] كانت مذهلة أكثر. فلم تنجح اسرائيلء في العام 151/5: في فهم ما كان يجرى في
القاهرة ودمشق. وفي سنة 15417., لم تنجح اسرائيل في ملاحظة ما يحدث في بيتهاء في حجرة
نومهاء !09 ).
لقد كانت أجهزة الامن الاسرائيلية: عشية أندلاع الانتفاضة: منهمكة في مهمّات الامن الجاري
ف المناطق المحتلة. وقد وضعت خطط عملها على اساس التصدي للنشاطات الفدائية الفلسطينية
داخل المناطق المحتلة وعلى الحدود. ويعد تصاعد موجة العمليات الفدائية الفلسطينية؛ التي تمّ
معظمها بمبادرات ذاتية من الفلسطينيين داخل الوجان المحتل: وخاصة عمليات الطعن بالسكاكين:
أخذت السلطات الاسرائيلية تكثف تواجدها الامني داخل المناطق المحتلة. وفي العام 1145. بدأت
أجهزة الامن الاسرائيلية ببلورة سياستها الامنية داخل المناطق المحتلة: وفق الاسس التالية: ‎١١‏ -
أعمال المخايرات: حيث من الممكن, بعد الانسحاب من لبنان» تعزيز قوات المخابرات في المناطق
المحتلة؛ بالاضافة الى تعزيز قوات الامن والشرطة وحرس الحدود في هذه المناطق. ؟ ‏ العمل مع حرربس
الحدودء وكأنه جيش تابع للشرطة. ؟ ‏ تعميق التعاون بين الشرطة وحرس الحدود»!(؟".
لقد كانت اسرائيل في تلك الفترة, معنيّة بالتصدي لما أسمته ب «الارهاب المحلي», الامر الذي
لا يتطلب زج المزيد من القوات النظامية في الضفة الغربية وقطاع غزة» بل و «المزيد من رجال الامن
السريين. والمزيد من الحراسء والمزيد من المتتبعين والمتنصتين السريينء والمزيد من مستخدمي
العملاء...»(١0).‏ وهكذا حشدت أسرائيل في المناطق المحتلة معظم طاقتها الاستخبارية قبيل تفجر
الاحداث. وعلى الرغم من ذلك؛ فقد اخفقت في رصد.ء وتوقعء الانتفاضة الشعبية الفلسطينية. ويرجع
ذلك إلى ان أجهزة الامن الاسرائيلية ركزت جهودها على رصد ومتابعة نشاطات الإفراد» دون متأيعة
الحالة الجماهيرية الفلسطينية داخل المناطق المحتلة, من جوانبها. السياسية والاقتصادية
العدد 1848: تشرين الثاني ( نوقمبر ) 1584 لَتُيُون فلسحزية /1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)