شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 20)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 20)
المحتوى
سل الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
وشلّ فاعليّته, لم يفقد الاسرائيليون قدرتهم على معرفة ما يجرى في المناطق المحتلة فحسبء بل فقدوا,
كذلك. قدرتهم على التحكم بمسار الاحداث. فهم يملكون القوة العسكرية لتوجيه ضربات مؤثرة
للفلسطينيين في المناطق المحتلة» ولكنهم لا يعرفون» بالضبطء أين وكيف ومتى ينبغي توجيه مثل هذه
الضربات. وعلى سبيل المثال, فان اعتقال اكثر من عشرين ألف فلسطيني من مواطني الضفة والقطاع,
وقتل المثات, وهدم عشرات المنازل: وابعاد عشرات المناضلين» وفرض حظر التجول» ومحاصرة عشرات
المناضلين, ومحاصرة المدن والقرى لايام» واسابيع طويلة» كلها اجراءات تتسم بالعتف والهمجية؛
ولكنهاء على الرغم من ذلكء لم تؤد الى الخماد الانتفاضة: أى الحد من زخمها. والسبب في ذلك أن هذه
الاجراءات بقدر ما هي قاسية؛ وعنيفة» فانها ضربات عشوائية وطائشة: تفضح عجز مؤسسة الامن
الاسرائيلية عن تسديد ضيرباتها الى المنطقة الاكثر حساسية في الجسم الوطني الفلسطينيء داخل
المناطق المحتلة. ان واحداً من أبرز تجسيدات العجز الاستخباري الاسرائيليء في المناطق المحتلة,
يتمثل في المحاولات الاسرائيلية المتعددة؛ والفاشلة: للقبض على اعضاء القيادة الموحدة للانتقاضة:
أو أعضاء اللجان الشعبية الفلسطينية» على مستوى المدن والقرى والمخيمات.
لقد بتر الفلسطينيون ذراع اسرائيل الاستخبارية في المناطق المحتلة؛ وأصبحت السيطرة على
الضفة الغربية وقطاع غزة تتطلب حشد طاقات عسكرية ضخمة؛ لفرض سيطرة اسرائيل المباشرة على
كل مدينة: وقرية؛ ومخيمء في الضفة والقطاع.
تانياً: القدرة على الحشد البشري
يعتبر الجيش الاسرائيلي واحداً من الجيوش المتطورة في العالم. من حيث استخدامه للوسائط
القتالية الحديتة: واعتماده المكثف على التقنيات والمبتكرات العلمية العسكرية. وفي واقع الامرء فان
التطور النوعي للجيش الاسرائيلي هو تعويض عن القصور الكمّي. فاعتماد هذا الاسلوب المكلف جداًء
من أجل رفع الكفاءة العملياتية للجيش الاسرائيليء انما يرجع الى محدوبية الطاقة البشرية المتوفرة
للكيان الصهيونيء بالمقارنة مع المحيط العربي الذي يمتلك طاقات بشرية أكبر وأكثر مرونة. وتبعاً لهذا
الوضعء فان الجيش الاسرائيلي على الرغم من قدرته العالية على ادارة معارك نظامية ؛ يعاني مما تعاني
منه معظم الجيوش الحديثة في العام على صعيد البنية القتالية. فالجسم المقاتل في الجيش الاسرائيلي
محدود للغاية بالنسبة الى الحجم العالم للجيش.
لقد توقف العديد من الباحثين الاستراتيجيين والعسكرين الاسرائيليين عند هذه الظاهرة التى
يطلقون عليهاء في العادة» عبارة «ازدياد قوة وطول الذنب على حساب الاسنان الحادة». ونيّه العقيد
عمانوئيل فالد, الذي شغلء في مطلع الثمانينات» منصب قائد شعبة الطاقة البشرية» الى خطورة هذه
الظاهرة, في تقريره الذي رفعه الى رئاسة الاركان» ثم نشرهء فيما بعدء في كتابه «طعنة الاواني المكسورة»
والذي يصور فيه بعض المظاهر السلبية في الجيش الاسرائييء مثل: «نمى واتساع القيادات على
حساب القوة المقاتلة» حيث ان الذي يحظى بأفضلية كبيرة في الجيش الاسرائييء فعلاً, هو القيادات
والخدمات والادارات المختلفة, وليس المقاتلون, وذلك على حساب السلك المقاتل: الذي انخفضت
نسبته في حجم القوات»9'). وأشار فالد الى ان «نسبة السلك المقاتل في حجم القوات الاسرائيلية
انخفضت من ‎١5‏ بالمئة أيّان حرب عيد الغفران: الى 1" بالمئة في العام 91215485"
ان بنية الجيش الاسرائيلي» على الرغم مما يعتريها من ثغرات» تشكل الحل الامثل بالنسبة الى
الحالة الاسرائيلية» حيث تعوض التكنولوجياء الى حد كبيره نقص الطاقة البشريةء وحيث يكتسب
العدد 184 تشرين الثاتي ( توقمين ) 1184 للؤوة فلسطزية 1
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7280 (4 views)