شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 21)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 21)
المحتوى
عمر سعادة
مفهوم «التفوق النوعي» دلالة تقنية؛ تتصل بسرعة الحركة: وغزارة النيران» وتطور الاسلحة
المستخدمة في الحرب» وكلها شروط تنسجم مع نظرية الامن الاسرائيلية» القائمة على خوض حروب
خاطفة ذات طابع هجوميء تتم فوق أراض معادية؛ أو يتم نقلهاء بسرعة» الى الاراضي المعادية.
ومع نشوب الانتفاضة الفلسطينية؛ وجدت مؤسسة الامن الاسرائيلية نفسها ازاء نوعية جديدة
من الصراع: تتطلب حشداً بشرياً مكثقاً, وانتشاراً جغرافياً واسعاً, للسيطرة على حالة التمرد الشعبي.
وفي صراع كهذ! لا وجود لخطوط القتال الهجومية:؛ أو الدفاعية» أو للخطط القتالية المعدة سلفاً في هيئة
الاركان» ولا فعالية للتكنولوجيا العسكرية. فالجنديء في هذا الصراع؛ تنحصر فعاليته, على الارض»
في قدرته على استخدام الهراوة» أى البندقية» وليس في مستوى الدمار الذي يمكن ان يلحقه بالخصم»
باستعمال وسائل القتل والتدمير الحديثة» من بعد.
لقد فرض الصراع الجديد على مؤسسة الامن الاسرائيلية تواجداً بشرياً ميدانياً على امتداد
المناطق المحتلة. وبالنظر الى ان الجيش الاسرائيلي لم يكن يحتفظ في الضفة والقطاع ألا بعدد محدود
من الجنود قبل اندلاع الانتفاضة» فقد اضطر الى ذقل الآف من الجنود من معسكراتهم الى المناطق
المحتلة» وزجهم في الصراع اليومي في مواجهة الجماهير الفلسطينية الثائرة.
لقد اكتشف العسكريون الاسرائيليون: خلال الانتقاضة الفلسطينية» أن احتلال منطقة ما
بالقوة العسكرية أسهل بكثير من السيطرة عليهاء في حال وجود مقاومة شعبية فيها ضد المحتلين. فبعد
أيام محدودة من تفجر الاحداث في الضفة والقطاع؛ أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي؛ دان
شومرونء عن «ان حجم القوات الاسرائيلية العاملة في قطاع غزة» في أعقاب الاضطرابات:؛ أكير بثلاثة
أضعاف حجمها العاديء وأكبر بكثير من حجم القوة التي احتلت قطاع غزة خلال الحرب [/1571].
وفي الضفة الغربية: تمّت مضاعفة القوات العاملة في معالجة التظاهرات وعمليات خرق النظام!؟").
وعلى الرغم من ضخامة القوات الاسرائيلية التي تمّ حشدها في مواجهة الانتفاضة الشعبية؛ فقد أعلن
قائّد اسلحة الميدان» الجنرال اروي ساغيء في شباط ( فبراير ) 1984: عن «أن الوضع يتطلب زج
المزيد من القوات العسكرية للعمل في الضفة الغربية وقطاع غزق(*").
ان قدرة الانتفاضة الفلسطينية على استنزاف الجهد العسكري الاسرائيلي» ومشاغلة القسم
الاكبر من القوات الاسرائيلية في عمليات الامن الجاري في المناطق المحتلة» أصبحت مقياساً لقوة
الانتفاضة الفلسطينية ومستوى فعاليتها. كتب يورام بيري: «بالامكان التعرف على حجم الانتفاضة
من خلال حقيقة انه منذ التاسع من كانون الاول ( ديسمبر ): اضطر الجيش الاسرائيلي الى زيادة
قوته [في الضفة والقطاع] الى أريعة: أى خمسة أضعاف»(21).
ومع تنامي الانتفاضة الفلسطينية: واتساعهاء ازدادت الحاجة الاسرائيلية الى زج المزيد من
القوات في الصراع المحتدم على امتداد المناطق المحتلة. وسرعان ما جويه العسكريون الاسرائيليون
بواقع قوتهم البشرية المحدوبة؛ ويأنه «بدون اعلان حالة تعبئة واسعةء فان الجيش الاسرائيلي لا
يستطيع توفير قوة بشرية للاحتفاظ بقواعد عسكرية دائمة في أكثر من مئة قرية فلسطينية»(""). وكان
طبيعيا ان تتجه انظار قادة الجيش الاسرائيلي نحو قوات الاحتياط لسد النقص في الطاقة البشرية.
في البداية» تمّ الحديث عن تمديد الخدمة السنوية لجنود الاحتياط في مجال تنفيذ العمليات في المناطق
المحتلة» دون تحديد مدة الخدمة الجديدة. وفي آذار (مارس) /158: عُلم من مصادر عسكرية
اسرائيلية «ان جندوب الاحتياط سيخدمون في سنة العمل المقبلة (من بداية نيسان ‏ ابريل حتى
5 نشؤون فلسطنية العدد 18: تشرين الثاني ( توفمير) ‎١154/‏
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 6706 (5 views)