شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 22)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 22)
المحتوى
الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسراكيلية
نهاية آذاى ‏ مارس من العام التالي)؛ لمدة 50 يوماً على الاقل» وان قراراً بهذا الشأن تتم بلورته في
هيئة الاركان العامة»(4). غير ان القرار الذي صدر عن هيئة الاركان الاسرائيلية: والذي اعلنه؛ بعد
ذلكء نائب رئيس الاركان الاسرائيلية» الجنرال اهوب براك: حدد «أن مدة الخدمة السنوية للاحتياط
ستكون ؟5 يوماً وان ايام الاحتياط سيتم تكريسها للانشغال التنفيذي في المناطق المحتلة»[1").
لقد كشفت الانتفاضة محدوبية القوات الاسرائيلية» وأرغمت المؤسسة العسكرية الاسرائيلية
على تقديم عرض ميداني للضعف في مجال الطاقة البشرية. فالوحدات النظامية المختارة من الجيش
الاسرائيليء مثل 1 ألوية غولاني وغفعاني والمظليين» وعشرات الآلاف من قوات الاحتياط: والشرطة وحربس
الحدودء لم تستطع تحقيق سيطرة فعلية على المناطق المحتلة؛ واضطر قادة الجيش الاسرائيلي الى
الدخولء مجدداً؛ في دوامة البحث عن المزيد من حملة البنادق والهراوات لرْجّهم في الصراع اليومي
ضد الجماهير القلسطينية في الضفة والقطاع. ومع تفاقم أزمة الطاقة البشرية الاسرائيلية؛ بفعل
امتداد وتصاعد الانتفاضة الفلسطينية؛ بدأت قيادة الجيش الاسرائيني بالتطلع الى جذوب التاحال»
والى شبيبة المدارس العسكرية الدينية؛ لتجذيدهم في مهام الامن الجاري في المناطق المحتلة. وفي
العادة: فان جنود الناحال يمضون خدمتهم السنوية المجانية في الكيبوتسات؛ وفي آب (أغسطس)
الماضيء رفض اعضاء الحركة الكيبوتسية الموحّدة؛ بشدة, العرض الذي قدمه اليهم رئيس شعبة
القوى البشرية في شعبة الاركان: العميد متاي فيلنايء والمتضمّن تقليص الخدمة المجانية لاعضاء
الناحال في الكيبوتسات, وتوجيههم الى المناطق المحتلة, لاداء الخدمة الاحتياطية هناك. وقالت مصادر
في الحركة الكيبوتسية: «اذا قرر الجيشء في نهاية الامرء القيام بهذه الخطوة من طرف وأحدء على
حساب الخدمة المجانية للناحالء فاننا سنقترح على الحركات الكيبوتسية القيام باجراء مناقشات
جديدة بشأن موضوع الناحال بكامله»7"'). ويبدى ان النقاش حول موضوع الناحال قد حُسم في
أيلول ( سبتمبر ) 15184 لصالح الجيشء حيث «توصل قسم الطاقة البشرية في هيئة الاركان» في
الجيش الاسرائيي» الى اتفاق مع اتحاد المدارس الدينية العسكرية: ومع قسم الشباب في وزارة الدفاع
الاسرائيلية» حول اشتراك طلاب المدارس الدينية العسكرية؛ وشباب الناحال في تحمّل اعباء قمع
الانتفاضة»(03).
وهكذاء فقد استنفد الجيش الاسرائيلي معظم قوته التعبوية في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية,
وبدا يلعق أرضية البرميل في مجال الطاقة البشرية» دون ان يتمكن من قهر ارادة الجماهير
الفلسطينية المنتفضة. لقد فرضت الانتفاضة الشعبية على مؤّسسة الامن الاسرائيلية مستوى عالياً
من التشغيل لقواتها البشرية المحدودة» ولفترة زمنية طويلة؛ لم يعتدها الجيش الاسرائيلي» مع ما يترتب
على ذلك من مردودات على صعيد بنية الجيش الاسرائيلي: ومستوى استعداده القتالي.
ثالثاً: القدرة على السيطرة الميد انية
يرتبط مفهوم السيطرة الميدانية؛ في العلم العسكري الكلاسيكي» بقدرة قوة عسكرية على التحك
في مسان القتال» وفرض اوضاع معيّنة على القوة ‏ الخصمء من حيث الانتشارء أى الحركة في الميدان,»
أو استخدام الوسائط القتالية. وفي العادة» فان التفوق في حجم, ونوعية؛ الحشد العسكريء والعوامل
الطبوغرافية, تعتير عناصر اساسية لتحقيق السيطرة الميدانية لجيش من الجيوش.
أمّا في حالة الانتفاضة الفلسطينية؛ فان مفهوم السيطرة الميدانية يكتسب مضامين خاصة»
تفرضها خصوصية الصراع المحتدم في الضفة الغربية وقطاع غزة. فالجيش الاسرائيلي حدّد
العدد 184: تشرين الثاني ( نوقمبر ) 157 ششؤون فلسطيزية 5
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 10384 (4 views)