شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 23)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 23)
- المحتوى
-
عمر سعادة
هدفه من خوض الصراع بقمع الانتفاضة:» أي بايقاف النشاطات الشعبية الفلسطينية المناهضة
للاحتلال. ونظراً الى شمول الانتفاضة الفلسطينية لكل شارع وساحة داخل المناطق المحتلة» فان
السيطرة الاسرائيلية على المناطق المحتلة باتت تتطلب سيطرة ميدانية على كل شارع وساحة في مدن
وقرى ومخيمات الضفة والقطاع. وهنا تبرز واحدة من مفارقات الصراع العربي ه الاسرائيلي. ففي
حزيران ( يونيى) ,١571/ تحققت السيطرة ة الاسرائيلية على الضفة والقطاع بمجرد هزيمة د
الاردني والمصريء حيث تم التسليم - عسكرياً بالسيطرة ة على الضفة والقطاع. ولم تكن اسرائيل»
طوال عقدين ونيف من الزمن. مضطرة الى تأكيد سيطرتها الميدانية على الضفة والقطاع؛ من خلال
تواجد عسكري مكثف . كتب المعلق العسكري يوارم بيري: : «كان الشيء الذي أثار الذهول في سيطرة
الجيش الاسرائيلي على المناطق [المحتلة ]» طيلة عشرين عاماً »٠هى العدد الضئيل من الجنود في المنطقة.
فمنذ سنة ل1951 ع الحكم العسكري بأقل من آلف جندي للاشراف على سكان يزيد عددهم على
المليون فلسطيني»9) أما اليوم: وبعد ان حشدت اسرائيل أضعاف تلك القوة العسكرية: فانها لم
تستطع ان تحقق السيطرة ة الميدانية على الضفة والقطاع, » في مواجهة سكان مدنيين: صمّموا على ادارة
الصراع بأنفسهمء ويأمكاناتهم الذاتية المحددة.
فالسيطرة الميدانية باتت تتطلب تواجداً عسكرياً مكثفاً وموازياً للتواجد البشري الفلسطيني
المقاوم للاحتلال. وازاء حالة العجز الاسرائيلي عن توفير مثل هذا الحشد العسكريء فقد امتنع
الاسرائيليون عن ارسال قواتهم الى العشرات من القرى في الضفة والقطاع؛ وخاصة البعيدة منها من
كادر الطرق الرئيس. «لقد قلّل الجيش بهذا من نقاط الاحتكاك بينه وبين السكان المحليين؛ ولكن
الثمن الذي دفعه مقايل ذلك هى فقدان السيطرة الكاملة على ما يجرى في هذه القرى. وقال ضابط
احتياط خدم ٠ مؤخرأً » في الضفة الغربية: ان هناك قرى لا يدخلها الجيش الاسرائيلي؛ بعد ان اعلن
السكان قراهم ' قرى محررة ' ومن هذه القرى دير الغصون» وعتّيل: وكفرالديك...»(77).
ان عدم القدرة على تغطية مهام الامن الجاري على امتداد المناطق المحتلة يشكل جانياً واحداً
من جوانب فقدان السيطرة الاسرائيلية؛ امّا الجانب الاهمء والاكثر خطورة؛ فهو انه حتى في القاطق
التي يتواجد فيها الجيش الاسرائيليء فانه يبدى عاجزاً عن التصدي للجماهير الفلسطينية الثائر:
كتب شيف: «ان الشيء الذي يبعث على القلق بشكل أكبر هى الاحساس بأن الجيش الاسرائيلي قد
فقد الكثير من قدرته على رددع عرب المناطق [المحتلة]. فقد ذهل الكثيرون من افراد الجيش من جرأة
السكان العرب؛ واستعد ادهم للانقضاض على جنود يحملون السلاح: وضربهمء وطعتهم بالسكاكين,
دون ان يخشوا الاصابة»(؟'). لقد أصبح العديد من المراقبين لمجريات الاحداث في المناطق المحتلة -
بمن فيهم الاسرائيليون يدركون» » اليومء «ان الفلسطينيين هم الذين يحددون قدرء ومستوى.
التصعيد» وهذا هى الخطر الحقيقي الذي يواجه اسرائيل: لأنها لا تسيطرء يصورة فعلية, على قوانين
اللعبة»(").
ان فقدان اسرائيل للسيطرة على ميد ان الصراع ناجمء بالدرجة الاولى. عن طبيعة الصراع, الذي
استطاع الفلسطيتيون ان يفرضوا أساليبه وقوانينه على جيش نظامي معدٌ لحروب مختلفة. قال أحد
الضباط الاسرائيليين الذين خدموا في الضفة الغربية: «ثمة مشكلة خطيرة هنا. فالجيش يضع جنوده
النظاميين في أوضاع لم يتدربوا على مواجهتها ؛ فأنت تأخذ مظلياً يتدرب كل السنة على الاتقضاض
على العدى وقتله. وخوض الحرب كما هى مكتوب في الكتب, ثم تخرجه الى شوارع الضفة:؛ وتجبره على
مواجهة أطفال ابناء ٠١ -؟١ سنة..,560),
5 شْوُون فلسطيزية العدد »١88 تشرين الثاني ( توقمير ) 154/4 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)