شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 25)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 25)
- المحتوى
-
عمر سعادة
المحتدم بينه وبين الجماهير الفلسطينية في الضفة والقطاع. فبعد شهور من توريط الجيش الاسرائيلي
في مهام مواجهة الانتفاضة الشعبية, بدأت مردودات هذا التورط تنعكس على مؤسسة الامن
الاسرائيلية بشكل موّثر. ومع ان الحرب لم تضع اوزارها بعدء ولم تتبلور النتائج التهائية ة لهاء الآ ان
رصيد المنجزات التي حققتها الانتفاضة الفلسطينية على الصعيد العسكري, حتى ألان, تبرز قدرة
الجماهير المنتفضة على احداث تأثيرات عميقة في مؤسسة الامن الاسرائيلية» يمكن رصد جوانبها في
طبيعة الانتشار الجغرافي الذي فرضته الانتفاضة على الجيش الاسرائيلي» وفي تدني أستعد أده
القتالي «يسبطاديع المعنوية لافراده, وتغيّر نظارة المجتمع الاسرائيلي الى مؤسسة الامن بشكل عام.
الانتشار الجغرافي للجيش الاسرائيلي
كان الانتشار الجقرافي للجيش الاسرائيلي قبل نشوب الانتفاضة محكوماً باعتبارات الصراع
الخارجي في مواجهة احتمالات الحرب المقبلة, ولم يكن هناك داع لتواجد عسكري مكثف في الضفة
وقطاع غزة. وعقب نشوب الانتفاضة الفلسطينية؛ أصبحت السيطرة على المناطق المحتلة تتطلب
انتشاراً جديداً ودائماً للجيش الاسرائيلي على امتداد الضقة والقطاع, على الرغم مما يقتضيه هذا
الانتشار من تفيير في خطة الانتشار العام للجيش الاسرائيي» وما يستلزمه من امكانات» مادية
وبشرية. كتب زيف شيف: «سيكون من الواجب على الجيش الاسرائيلي ان ينتشر في المنطقة من جديد»
سواء في وقت الهدوء النسبي أو في حالة الحرب أيضاً. وستكون هناك حاجة الى تحويل المزيد من
القوات الى الداخلء ولانجاز عملية تأمين البنية الاساسية العسكرية بطريقة أخرى. كما ستتخذ
العناية بالامن الجاري في المستقبل طابعاً آخر. يختلف عم كان ن عليه في الماضي, ليس على الحدود فقط:
بلء بشكل أكبرء في مواجهة سكان معادين»7!*). وبالنظر الى زيادة حجم القوات الاسرائيلية: التي
ستقيم في الضفة والقطاع بصورة دائّمة: فقد تقر في القيادة العامة للجيشء في آذار (مارس) الماضيء
«تفيير بنية القيادة العسكرية ف الضقة. » ورقع درجة القيادة, بحيث يكون قائد القوات برتية عميد
بدلا من رتبية عقيدء كما جرى العمل به سابقاً. كما تم تقسيم الضفة الى ثلاث مناطق عسكرية,
واعتماد تنظيم جديد للقوات الاسرائيلية في الضفة الفربية» 7 . وبالطبع؛ فان الانتشار الدائم
للجيش الاسرائيني يستوجب انتشار بنية تحتية للخدمات»: مع ما يقتضيه ذلك من امكانات: مادية
وبشرية. ففي نيسان (أبريل) الماضيء أعلن مصدر عسكري كبير في الجيش الاسرائيلي: «ان توظيفات
جيش الدفاع في ناطق [المحتلة] كانت حتى الآنء في اقامة أرضية مؤقتة؛ مثل نصب الخيام
للوحدات التي انتشرت بأعداد كبيرة في الضفة والقطاع. ولكن حالياء وفي ضوء الافتراض أن تواجد
جيش الدفاع سيستمر لشهور طويلة» فان هناك ضرورة لاقامة خطوط كهرباء ومياه ومباني خدمات
ومنشآت دائمة لاستخدام القوات»7”*). كذلك: فان خطة الانتشار الدائم تتطلب تحسين شبكة الطرق
الحالية في المناطق المحتلة. وشق المزيد منها لمتطلبات حركة الجيش والمستوطنين ضمن المعطيات
الجديدة؛ كما تتطلب تأمين الحماية العسكرية على امتداد هذه الطرق. وقد أعلنت مصادر عسكرية
أسرائيلية: «ان الجيش قام باتخاذ خطوات عدة لتحسين الوضع الامني على طول طرق الحركة في
الضفة الغربية. حيث توجد على كل طريق سيارة عسكرية تقوم بفحص الطريق وفتحه للحركة. كما
عزز الجيش تواجده في الاماكن التي حدثت فيها اضطرابات» وتقوم طائرة مروحية بالتحليق فوق
محاور الحركة. ومن جهة أخرىء فقد صادق وزير الدفاع» رابين» على تعبيد طريق من أجل تفادي
المرور في مدينة قلقيلية» حيث يجد الجيش صعوية في حماية الطريق التي تصل المستوطنات اليهودية
في السامرة بمنطقة هشارون وكفار ساباء»!*؟). ويبدى ان الانتشار العسكري الاسرائيلي في
53 لشوون فلسطنية العدد 184, تشرين الثاني ( نوفمير ) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)