شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 26)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 26)
- المحتوى
-
ب الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
الضفة والقطاع أخذ الحيز الاهم من خطة عمل الجيش الاسرائيلي. فقد أعلن نائب رئيس الاركان
الاسرائيليء الجنرال اهوب براك» «ان الافتراضات الاساسية لخطة العمل انه في العام 205484
سيكون على الجيش الاسرائيلي الاستمرار في الاحتفاظ بعدد كبير من القوات في المناطق [المحتلة]» وأن
الجيش الاسرائيلي سيستمر في تطوير أساليب عمل الجنود في المناطق»(*؟)
وهكذاء أصبحت مهمة الجيش الاسرائيلي: هي ممارسة الاحتلال اليومي: ليس للمناطق المحتلة
فحسبء بلء وبالدرجة الاولىء للسكان أنفسهم. «فبعد عشرين سنة من احتلال الضفة والقطاع,
اكتشف الاسرائيليون أنهمء في حرب العام 1571.: نجحوا في احتلال الارضء ولكنهم لم ينجهوا في
احتلال الانسان الفلسطيني»9“). ولهذاء فان التمركز الكثيف في المناطق المحتلة انما يجسّد الرغبة
الاسراكيلية في احتلال السكان, استكمالا للمهمة التي بدأت في العام /19717 ولم تنته بعد.
لقد سقطت, بفعل الانتفاضة الفلسطينية, مرحلة الاسترخاء العسكري الاسرائيلي؛ في الضفة
والقطاع؛ ويسقطت معها السياسة الامنية التي بلورهاء عقب حرب حزيران ( يونيى )؛ مباشرة» وزيد
الدفاع الاسرائيلي الاسبق, موشي دايانء والتي تقوم على التمييز بين القدائيين المعنيين بمواصلة
الصراع ضد اسرائيل» وبين غالبية السكان في الضفة والقطاع؛ المعنيين بمواصلة حياتهم العادية.
لقد صاغ دايان تكتيكه الامني وفق مقولة «انتشال السمك من الماء»» المستمدة من مبدأ «ماوتسي
تونغ» حول العلاقة العضوية بين رجال العصابات وبين الجماهير, والتي تشبه علاقة السمك بالماء.
فالفدائيون لا يستطيعون التحرك بحرية» والتغلب على القوة الاجنبية: الاقوى منهم: الآ بمساعدة
السكان لهم.
وقد حدد دايان» وشلومى غازيت: وسائر رؤساء الادارة المدنية يعدهماء دان هدفنا هو انتشال
السمك من الماء. فلن نضرب الآ [الفد ائيين]» وستسمح للسكان بممارسة حياة عادية» بل سوف نقوم
بتحسين مستوى معيشتهم, » حتى لا تكون لهم مصلحة في مدّ يد العون لمقاتلي حرب العصايات. وقد
شكلت هذه النظرية قاعدة لمبدأ العقاب المحوري [الفردي] تمييزاً له عن العقاب الجماعي»"؟).
وتطبيقاً للمبد؟ هذاء فقد تمّ تشديد العقوية؛ ليس ضصد الفد ائيين الفلسطينيين فحسبء بل ضد كل
من يبدي أي شكل من أشكال الارتباط» أو التعاون, معهمء حتى لو لم يقدم على ممارسة النشاط
الفداكي. لقد أمر دايان بنسف مثات البيوت. وسجن الالوف من الفلسطينيين بتهم لا تتجاوز تقديم
وجبة طعامء أوشرية ماء, الى أحد الفدائيين» أو عدم الابلاغ الى السطات الاسرائيلية معلومات تتصل
بالنشاط الفدائيء وذلك في الوقت الذي كان دايان يتبجّح بأن «الفد ائيين لم يستطيعوا تحقيق
أهدافهم؛ لأن القرويين لم يتجاوبوا معهم»(7). ولأن اسلوب العقاب المحوري حقق فعالية الي
حيث ارهاب المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع والحد من تعاونهم مع رجال المقاومة؛ فقد عمو
كأسلوب عام وداثم للتعامل مع سكان المناطق المحتلة.
ومع انطلاقة الانتفاضة الفلسطينية, يعمقها وشمولها الشعبيء فان اسلوب العقاب المحوري لم
يعد مجدياً. كتب يورام ابيري: «ان قلق القيادة الاسرائيلية يرجع الى حقيقة انه في هذه المرحلة تغلّبت
النظرية القورية على التكتيك المضاد الذي يتبعه الجيش الاسرائيلي منذ صيف العام /19517... فقد
نجح مديرى الحرب الثورية في المناطق [المحتلة]ء منذ كانون الاول ( ديسمبر )» في الغاء التمييز بين
المصاريين ويين السكان, بين السمك وبين الماء»(!*). فالجماهير الفلسطينية متخرطة: بكاملهاء في
النضال ضد الاحتلال. وازاء هذا الوضع, فقد «تخلى الجيش الاسرائيي عن منهجه الاساسي
العدد 144: تشرين الثاني ( توقمبر ) 158/4 لمُؤُون فلسطزية 5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10384 (4 views)