شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 30)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 30)
المحتوى
سس الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
ومع نشوبي الانتقاضة الفلسطينية» فقد القى الجيش الاسرائيلي بجنوده على شوارع ويساحات
الضفة والقطاع؛ في مواجهة الجماهير الفلسطينية الثائرة حيث احتدم, منذ ذلك الوقت, صراع ادواته
الحجارة والزجاجات الحارقة والمقاليع والهراوات: وحيث لمس الجنود» في عيون الرجال والنساء.
الكراهية الشديدة للاحتلال الذي يجسّده الجندي الاسرائيي. وليس من قبيل الطرفة ان العديد من
الجنود الاسرائيليين اكتشفواء للمرة الاولى» أنهم جنود احتلال. قال ضابط في سلاح المظليين: «لقد
تحوّلتا الى جيش احتلال يقوم بملاحقة الاولادء ويدأتا نشعر بأنفسنا وكأننا جيش احتلال:("").
فالجيش الاسرائيلي لم يكن» قبل الانتفاضة:؛ متورطا في صراع مباشر ضد الجماهير الفلسطينية. أما
اليومء فانه أصبح في ميدان الصراعء وجها لوجهء ضد الجماهير الفلسطينية المكافحة في سبيل
تحررها. ولعل هذا هو ما قصده يورام بيري: حين كتب: «أن الجيش الاسرائيليء الذي لم يكن جيش
احتلال في سنة ‎,١571‏ سيكون على هذا النحو بالتأكيد» منذ الآن»0 *). فالجندي الاسرائيلي: الذي
كم إعداده لخوض حرب نظامية خارج الحدوب: يجد تقسه محاصراً بجماهير غاضبة: تقذفه بالحجارة
والكراهية. ويجد نفسه أمام مهمة مستحيلة . قال ضابط اسرائيلي خدم في مخيم جباليا » في قطاع غزة:
«انني انهي خدمة الاحتياط هذه بشعور ثقيل جدأً. الجيش لا يستطيع ان يعطي ردأ بدلا من
المؤسسة السياسية. وهناك حد للفترة التي يمكننا فيها السيطرة على القطاع... تسأل اذا كنا خفنا ؟
بالتأكيد, ثمة خوف. نخاف من الوقوع وسط جمهور هائج . نخاف من الحجارة التي تطير في الهواء؛
فجأة ودون توقعء ترتج من الحجر أو الزجاجة الحارقة؛ الجو مليء بالنار وصرخات النساء المسنّات,
والاحساس بالوهن»7"). لقد أصبع الخوف والاحباط هما الجامع المشترك لغالبية الجنود
الاسرائيليين المنخرطين في الصراع الدائر في المناطق المحتلة. وقد قدم جويل غرينبرغ الوصف التالي
لمجموعة من الجنوب الاسرائيليين المرابطين في منطقة رام الله: «ان الاستنزاف المعنوي والجسدي يبدى
واضحاً على وجوه الجنود الذين يروحون ويجيئون على شوارع رام الله؛ يفتحون ال محال بالعتلات» ثم
يعودون لفتحها بعد ان يغلقها أصحابها. انهم متعبون من الوقوف على أقد امهم لساعات طويلة مثل
شرطة المرور؛ متعبون من هذا الطقس اليومي من الدورياتء وفتمح المتاجر بالقوة؛ متعبون من
الانذارات الليلية؛ ومن البحث؛ بلا جدوى؛ عن راشقي الحجارة»(2). وصور أحد الجنود
الاسرائيليين الحالة المعنوية لجنوب وحدته؛ العاملة في قطاع غزة, ب «ان روحهم المعنوية» جميعاًء
منهارة. عندنا مجموعة من اليساريين: وأخرى من اليمينيين. هناك أعضاء كييوتسات وهناك سكان
مدن, ولكن بعد الكابوس الذي مرّ علينا هذه الرة؛ يقول لك كل من تتحدث معه: من يحتاج الى وكر
الدبابير هذا ؟ فليخرجونا من القطاع؛ فليعيدوا غزة وخان يونس الى مصرء أ الاردن» فليعطوا جبالياء
النصيرات: دير البلح» والبريج» وكل مخيمات اللاجتين هذه؛ الى من يريدها. نحن لسنا بحاجة
اليها»(*"). وقال ضابط مظلي من كيبوتس شعار هغولان: «انني, كقائد؛ أشعر بأن الامور تسير نحو
الاسسوا. فأنا غير مدرب لهذه الغاية. انك تركض وراء اولاد لا تتجاون أعمارهم العاشرة» وكأنك
مجنون... انه لا مستقيل لنا هناك, بالمقارنة مع الكراهية المتزايدة. ان الكراهية تزايدت مع مرور
السنواتء ومن الضروري التفكير ماذا ستكون بعد ذلك 6("
لقد بدأ المعنيون بالحالة المعنوية للجيش الاسرائيي يقرعون ناقوس الخطرء خاصة بعد ان تفشت
مظاهر الاحباط وتردي الروح المعنوية بين الجنود العاملين في الضفة والقطاع. كما برزت تخوّفات من
انعكاسات استخدام العنف على الجنود وعلى المجتمع الاسرائيلي ككل. قفي شياط ( فبراير ) الماضي,
حدر طاقم من علماء النفس في الجيش الاسرائيلي من سياسة «القبضة الحديدية: على
العدد 188: تشرين الثاني ( توفمبر ) ‎١544‏ شُون فلسطيزية 53
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 7283 (4 views)