شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 32)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 32)
- المحتوى
-
ححح الانتفاضة ومؤسسة الامن الاسرائيلية
للانتفاضة الشعبية الفلسطينية؛ فاستطلاعات الرأي العام التي تمّت في اسرائيل: منذ مطلع العام
4: تشير الى أن حوالى نصف الاسرائيليين يؤيدون سياسة «القبضة الحديدية» التى يمارسها
الجيش الاسرائيني ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة والقطاع؛ بينما يرى حوالى 5٠ بالمئة ان
اسلوب الجيش في معالجة الاحداث لين للقاية» ويطالبون بالمزيد من القسوة في معاملة الفلسطينيين.
وعلى الرغم من ان نتيجة مثل هذا الاستطلاع, تشير الى مدى التطرف والفاشية المتزايدة في المجتمع
الاسرائينيء الا انها تكشفء في الوقت ذاته؛ ان قسماً من الجمهور الاسرائيلي غير راض عن اسلوب
عمل الجيش الاسرائيي.
ومع استمرار الانتفاضة الشعيية» وتصاعدهاء وعجز الجيش الاسرائيلي عن اخمادهاء فان ثقة
الجمهور بقدرة مؤسسة الامن على مجابهة التحديات بدأت تتراجع. بل ان ضباطاً كباراً في الجيش
الاسرائيلي أصبحوا غير متفائلين بقدرة اسرائيل على حسم أي حرب شاملة لصالحها في المستقبل(*").
وأشارت دراسات واستطلاعات اجراهاء مؤّخراًء مركز الدراسات الاستراتيجية: التابع لجامعة تل -
أبيب» الى ان الجمهور الاسرائيي؛ أصبم. في الآونة الاخيرة, أقل ثقة من ذي قبل بقدرة اسرائيل على
مجابهة التحديات المستقبلية").
ان المحتوى السياسي للانتفاضة الفلسطينية قد حال دون خلق حالة اجماع وطني اسرائيلي
خلف الجيش الاسرائيلي الغارق في صراعه اليومي في الضفة والقطاع. فالخلاف بين الكتل والاحزاب
السياسية الاسرائيلية حول أهداف الحرب» وجدواهاء امتد الى د اخل مؤسسة الامن ذاتهاء حيث بات
العديد من ضباط وجنود الجيش الاسرائيلي يعريون» علانية» عن عدم اقتناعهم بهذه الحرب» وبأن
المخرج من هذا المأزق الصعب ينبفي ان يتم من خلال حل سياسي وليس من خلال القوة وحدها.
ولقد عبّرت عن ذلك العرائض العديدة التي وقع عليها مئات الضباط والجنود. التي يعترضون فيها
على استمرار زج الجيش في حرب سياسية.
وتزداد احتمالات تعمّق الشرخ بين المجتمع الاسرائيني ومؤسسة الامن, بسبب استمرار
الانتفاضة الفلسطينية» واستمرار الجيش الاسرائيلي في محاولاته المحمومة لاخمادها؛ «فعقب حرب
مضادة لحرب ثورية متواصلة: قد ينشاء أيضاًء شرخ بين الجيش والشعب... وهكذ! لن يبقى الجيش
طرفاً قومياً شاملا ومؤثراً. وهيئة فوق حزبية؛ محايدة, ومقبولة لدى المجتمع بأسره. ويهذا تتسع
شقة الخلاف بين المجتمع والجيش»7".
وبعدء فقد استطاعت الجماهير الفلسطينية, عبر انتقاضتها الباسلة» أن تفرض على مؤسسة
الامن الاسرائيلية نموذجاً متميزاً للصراع في وسائله وأساليبه وشموليته. بحيث شكّل مفاجأة
استراتيجية للجيش الاسرائيني» الذي عجزء ولا يزال عاجزاً: عن ايجاد ردود مناسبة للانتفاضة,
باستثناء عمليات القتل والقمع والعقوبات الجماعية: التي لم تنجح في اخماد الانتفاضة الفلسطينية,
أى الحدّ منها. ولقد فرضت الانتفاضة الفلسطينية على الجيش الاسرائيلي أسلويها في الصراع,
وأحدثت جملة تأشيرات عميقة ف بنيته» وانتشارهء واستعد اده القتالي» ومعنوياته» وثقة المجتمع
الاسرائيلي به. لقد لخّص المعلق الاسرائيلي زيف شيف جوانب من تأثيرات الانتفاضة الفلسطينية في
مؤسسة الامن الاسرائيلية حين كتب: «نتيجة لحرب الاستنزاف الجديدة: اضطر الجيش الاسرائيلي
الى تغيير تمركزه؛ وباتت هناك حاجة الى مواد اضافية ؛ والتدريبات تضررت؛ وسوف تتضرر؛ وقد تأجلت
أبحاث وقرارات حول مواضيع مختلفة؛ كما ان مجلس الوزراء المصمّر يكرّس وقتاً طويلل
العدد 18 تشرين الثاني ( نوفمبر ) /15 شُيُون فلصطزية 7 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10728 (4 views)