شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 66)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 66)
المحتوى
سب اليوتسكو والصراع العربي ‏ الاسرائي
كانت اسرائيل لا تزال تعيش نشوة الاتتصار الخاطف والمذهل في العام /1571. وكانت نجحت»
من قبل؛ في أن تروّجء عن نفسهاء في أذهان الرأي العام العالمي» صورة الدولة الصغيرة المسالمة,
والمحاطة ببحر من الاعداء الاقوياء؛ وها هي تستائف هجومها الديبلوماسي على العرب؛ من خلال أكبر
متير قكري في العالم؛ وهى اليونسكىء وتتهمهم بأنهم عنصريون: ومحرضون على سفك الدماء. الخ»
تثبت الصورة التي رسمتها الحركة الصهيونية, وتقنع الرأي العام العالمي بأن العرب يستحقون
ما جرى لهم.
كان هذاء في الواقع, هى الجزء الظاهر من جيل الثلج. أما الجزء الخفي» والاكبر» فيكمن في حقيقة
أن هذا الهجوم الديبلوماسي الاسرائيلي كان يخفي خطة جهدّمية لطمس معالم الثقافة الفلسطينية
وتمبيع الهوية العربية والاسلامية لسكان الارض المحتلة, كمقدمة لاستيعابهم وانهاء روح المقاومة
لديهمء بعد أن قررت اسرائيل ضم بقية الاراضي الفلسطينية؛ نهائياً وإلى الابد.
وعلى الرغم من أن المفوّض العام لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين أرسل الى المدير العام
لليونسكو تقريراً أكد فيه ان خبراء الوكالة قد فحصوا كتب الحساب والرياضيات ولم يعثروا على أي
دليل على الادعاءات الاسرائيلية(), الا ان اسرائيل أستمرت في اثارة قضية مناهج الكتب المقررة في
مدارس ال «أونروا»: وطالبت يقحصها ككلء دون أن تتمسك بحرفية تصريحاتها السابقة عن كتب
الحساب.
ومن الجدير بالذكر أن اليونسكو كانت عقدت اتفاقاً؛ في العام ؟1505١.‏ وجددته في بداية العام
577 مع وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين. وبموجب هذا الاتفاق تتولى اليونسكى المسؤولية الفنية
للاشراف على البرنامج التعليمي لهؤلاء اللاجئين الذين كانوا استقروا في أربع دول عربية: هي الاردن
ومصر ولبنان وسورياء وذلك بالتنسيق مع حكومات هذه الدول. وكانت الكتب المقررة على مد ارس
ال «أونروا» في كل هذه الدول الاربع هي الكتب ذاتها المقررة على التلاميذ المصريين» أى السوريين,
أو الاردنيينء أو اللبنانيين» فلم يكن طلاب مدارس ال «أونروا» خاضعين لنظام تعليمي منفصلء وائما
كان يطبق عليهم النظام التعليمي عينه السائد في مصر. أو سورياء أى الاردنء أو لبنان؛ وفقاً لأماكن
تواجد هذه المدارس في مواقع اللاجئين الفلسطينيين.
في هذا السياق» ويصرف النظر عن المشكلات القانونية العديدة التي يثيرها الطلب الاسرائيلي»
فان القبول بفحص اليونسكو للكتب المقررة على مدارس ال «أوثروا» كان يعنيء بشكل غير مبلثي
اعترافاً بأهلية اليونسكو في الاشراف على» أومراجعة: النفلم التعليمية في مصر وسوريا والاردن ولبنان»
وأي ادانة» أولوم, لمحتوياتها يعني ادانة أولوماً لهذه النظم بأسرهاء وهي مسألة في غاية الحساسية.
وكان هذا هى أحد الاهداف التي تسعى اليها اسرائيل.
من ناحية أخرى, كانت الدول العربية تدرك ان اسرائيل تحتل الارض؛ ومن ثمٌ؛ فهي تستطيع
فرض الامر الواقعء وانها لن تقيم وزناً لأي اعتبان, أى قانون» دولي. وفي هذا الاطار. يصبح الهدف
الرئيس هو الحفاظ على دور اليونسكو ودعمه بكل الوسائلء ولكي يستمر تلقي التلاميذ والطلاب 3
الارض المحتلة تعليماً عربياً دون أن يضطروا الى ترك الارض أو الهجرة. والواقع؛ ان اسراكيل لم
تنتظر معرفة ما تنوي أن تتخذه اليونسكو من اجراءات؛ اذ ما لبثت الحكومة الاسرائيلية أن احاطت
اليونسكو علماً بأنها «قامت» بالفعلء باتخاذ ما يلزم لتصحيح التجاوزات وحذف كل الفقرات التي من
الممكن ان تحض على الكراهية والعداء من مناهج الكتب المقررة على غير اللاجئين في المداربس
العدد 188 تشرين الثاني ( نوفمير ) 1514 دون فلسطزية 16
تاريخ
نوفمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22476 (3 views)