شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 102)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 188 (ص 102)
- المحتوى
-
سسب اشكالية «التفوّق» في الاستراتيجية الاسرائيلية
البشرية المتاح لسد الاحتياجات الاقتصادية؛ وقطاع الأمن, مما يطرحء في رأيهء ضرورة القيام بنشاط مكتّف
يؤْدي الى استثناف الهجرة الى أسرائيل: باعتبار أن ذلك الحل هو الوحيد للمشكلة الديمغرافية.
قيود الجغرافيا
يكمن في عاملي المكان والموقع أحد أهم قيود اسرائيل الاستراتيجية؛ فجغرافية أسرائيل» الطويلة والضيفة»
تثقل على حركة جيشها المحصور بين جبهتي الشمال والجنوب» وتترتب على هذه الخارطة الجغرافية مشكلة تدخل
في صميم المعادلة الامنية, تتمثل في قابلية إسرائيل للتعرض للاصابة؛ حيث لا يوجد, واقعياً. نقطة في اسراكيل
بعيدة أكثر من ؟ © دقائق طيران من الحدود المجاورة. والامر عينه ينطق على انكشاف مساحة اسراكيل
للصواريخ من أي نوع كان.
ويؤدي النقص في المساحة الى احداث قيود على مسائل حيوية » مثل التدريبء أو تطويى أسلحة ذرية مثلاً.
ولهذاء فان اسرائيل تعتبر من أكثر الدول استغلالاً لحجم مساحتها في الشؤون العسكرية (حوالى ٠٠ بالمئة).
وتبرز هذه القيود» الى حدّ كبير: في ما يتعلق بالمسائل المناخية» والطبوغراقية؛ وذلك لأن الحدود الاسرائيلية تعمل
هي الاخرى بصورة غير مريحة لاسرائيل؟ وتبرز هذه العيوب الحدودية على الحدود اللبنانية خصوصاً. فنظراً الى
خطوطها الجبلية الوعرة: فهي تنطوي على مزايا لحرب عصايات تشن ضد اسرائيل. وبصورة غير مباشرة, يساهم
قرب السكان الفلسطينيين من الحدود في فرض قيود أخرىء, اضافة الى مغزى الزيادة الديمغرافية للقلسطينيين
داخل حدود العام 1514/8
والخلاصة؛ أن دراسة العوامل الجغرافية البنيوية؛ هي, في اغليهاء عوامل سلبية؛ تثقل على أمن اسرائيل
وقوتها. وما دام من غير الممكن تغيير المعطيات الجغرافية (الطبيعية؛ والبشرية أيضاً), فلقد دعا الباحث الى بذل
الجهد الاكير في كل ما يتعلق بالمتغيرات الاخرى في «معادلة الامن القومية»؛ من أجل احداث توازن مع هذه
القيود.
كيف يمكن, اذأء سد الفجوة في توازن القوة؛ التى تفرضها الضغوط سابقة الذكرء على الاخص ضغوط
الميزانية والديمغرافيا والجغرافيا ؟ 1
حسمب المداخلة التي طرحها اللواء ابراهام تامي. هناك خياران يمكن أن يوؤْمّنا الاجابة عن هذ! السؤال: امّا
التسوية السياسية؛ وأمًا الوسائل العسكرية.
في مجال الخيار السياسيء» يتلخص الهدف الذي ينبغي ان تعمل اسرائيل على تحقيقه في اقامة سلام دائم
مع جيرانهاء وذلك على أساس ثلاثة انواع من الحدود: حدود اقتصادية تكون حدود السوق المشتركة؛ حدود
أمنية تكون حدود النظام الأمني الاقليمي؛ حدود سياسية مفتوحة طابعها اداري لا أمني. وفي حال عدم
التوصل الى هذا الهدف. فانه ينبغي السعي ألى تحقيق تسويات أقليمية مرحلية تحول دون نشوب حرب؛ على
غرار التسوية مع مصر. اما في مجال الخيار العسكري, فليس من الممكنء اطلاقاًء مسد الفجوة الكمية في ميزان
القوى بين اسرائيل واعد ائها بواسطة الكمية. وعلى ذلك؛ فان التفوق العسكري يجب أن يستند الى تحقيق التفوق
في النوعية. ويقتضي ذلك توفّر القدرة على استغلال موارد الدولة من القوى البشرية حتى الحد الاقصىء أي ليس
لدى اسرائيل من خيار غير الاعتماد على ذاتها؛ وذلك يتم باقامة ميزان قوى على أسأس شعب يعتبر كله جيش.
وفي رأي باحث آخر, هو العقيد شلومو, فان السبيل الوحيد للحفاظ على قدر من التوازن ازاء القيود التي
تطرحها الميزانية» ونقص الكمية, يتأمن من خلال ايجاد قدر من التوازن بين الاستثمار في «شريحة البقاء»؛ وبين
«شريحة التعاظم» في يناء القوة. والاسلوب الملائم لتحقيق مثل هذا التوازن يمكن أن يتم من خلال الدمج
الصحيح بين قيوب الموارد والتهديدات الخارجيةء من جهة؛ وبين مفهوم الامن وقيود التكنولوجياء من جهة أخرى.
ومن وجهة نظرهء فان تحليل كل عنصر من هذه العناصر الاربعة يجب ان يتم على أسس متوازنة وواقعية. ففي
مجال قيود الموارد» ينبغي ان يتلاءم بناء القوة مع الحدود التي يمكن ان تسمح بها موازنة الدولة. وفي
العدد .١184 تشرين الثاني ( ثوقمير ) 1584 لُؤُون فلصطفية 1١5 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 188
- تاريخ
- نوفمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 6698 (5 views)