شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 27)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 27)
المحتوى
محمد خالد الأزهري
مما دفع عدداً كبيراً من شيوخ العشائر وكبار الملاك, وعلى رأسهم الاميرنفسه, الى التوجه الى الوكالة
اليهودية. بحثاً عن امكانية استثمارروؤوسن الاموال والخيرة الفنية الصهيونية على اراضيهم
والثاني: تزايد الهجرة اليهودية الى فلسطين؛ عقب صعود الفاشية في أوروباء الامر الذي حف
الوكالة اليهودية على توسيع نشاطها الاستيطاني عبر الاردن!").
لقد مهّد هذان العاملان أرضية مواتية لدفع الانشطة الصهيونية في شرق الاردن. وينظرة
موضوعية؛ يمكن القول انهما لم يكونا كافيين لتوسيع تلك الانشطة. فقد ينتشر القحط في منطقة ما
دون ان يفكر زعماؤها في مواجهته من طريق التعامل مع الخصوم؛ كما ان باب الاردن كان مغلقاً بحكم
صك الانتداب وموقف بريطانيا ذاته في وجه التوجهات الصهيونية نحو شرق الاردن. ولكن عناصر
أخرىء مواكبة» شجعت صعدد الخيار الصهيوني للتوسع شرق النهر من مدخل الانشطة
الاقتصادية. وهذه العناصر. كما تدل الوقائع» تمثلت في:
© اعتقاد الامير عبد الله بأن تنمية العلائق الاقتصادية؛ وغير الاقتصادية؛ مع الصهيونيين؛ قد
تقنع بريطانيا بتوحيد شرق الاردن مع فلسطين تحت حكمهء كحل وحيد للمشكلة الفلسطينية؛ وفي
الوقت عينهء قد تقنع الحركة الصهيونية بأن هذا النوع من الوحدة يكفل لها موافقة عربية على
نشاطها الاستيطاني في مجال أوسع يشمل ل ضفي الاردن.
© وعي الوكالة اليهودية بأهمية توثيق علاقاتها مع رجالات القبائل وشيوخ العشائر في امارة
شرق الاردن. فهذه الشريحة (الزعامة) تشكل الركيزة الاجتماعية للنظام السياسي»: وهي التي تؤثر في
التوجهات السياسية للامير.
وهكذاء كانت العلاقات الاقتصادية أحد مداخل الارتباطات السياسية المطلوبة مع شرق الاردن؛
كما ان الطرفين» الصهيوني من جهة: والامير وشيوخ العشائر من جهة أخرىء التقيا على ضرورة
التفاعل مع بعضهما البعضء وان من منطلقات مختلفة: لتحقيق أهداف مختلفة أيضاً. . فقد سعى
الصهيونيون الى تنفيذ مخططهم التوسعي في شرق الاردن بوسيلة تجعل المعارضة البريطانية أمراً
شاذاً في مواجهة قبول المتنفذين في هذه المنطقة. وقد حقق ذلك الاسلوب نجاحاً ملحوظاً. حين رفع
شيوخ القبائل ‏ بمعرفة الامير على الارجح ‏ مذكرات الى سلطات الانتداب» يطلبون فيها فتح باب
الاردن الاقتصادي للنشاط الصهيوني؛ لأن أراضي شاسعة معطلة('").
والملاحظ ان لقاء المصالح المتوقعة لدى كل من الامير والوكالة اليهودية لم يمنع وجوب الحذر
المتبادل بينهما. فالامير وقع في تناقض بين مصالحه؛ كمالك أرض يسعى الى استثمارها وحاكم يحاول
توسيع رقعة حكمه؛ وبين مخاوفه من رب فعل الحركة الوطنية في شرق الاردن» التي عارضت النشاط
الصهيوني تماماً » ومخاوفه. أيضاً. من النفوذ الصهيونيء وتحوّل اليهود الى عنصر معارض لسلطته:
لو توطد نفوذهم في شرق الاردن. وفي الجهة المقابلة, تحدثت الوكالة اليهودية عن مشروعات اقتصادية,
ولكنها كانت تدرك محدوبية المنافع العائدة من كثير من هذه المشاريع؛ وأهمية العوائد السياسية
فقطء والتي لى أفصحت عنهاء صراحة, لاثارت مخاوف الاميرء وعمّقت الرفض البريطاني الموجود في
الاصل( فا
وبين العامين 15737 وى 1574.: كانت الثورة الفلسطينية الكبرى أكثر المتغيرات تأثيراً في
الخيارات الصهيونية في تلك المرحلة» وكذلك في سياستي الامير والسلطات البريطانية تجاه
55 شْوُونَ فلسطيزية العدد 185.: كانون الأول ( ديسمير ) ‎١544‏
تاريخ
ديسمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17770 (3 views)