شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 37)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 37)
- المحتوى
-
د. رفعت سيّد أحمد لا
ففى الوثيقة الاولى لؤتمر كامب ديفيد جاء قي الديياجة: «ان السلام يتعزز بعلاقة السلام
بالتعاون مع الدول التي تتمتع بغلاقات طبيعية». ويلاحظ ان ذكر العلاقات الطبيعية جاء على نحو
عام مجمل .وق متن معاهدة السلام الموقعة في آذار (مارس) 15174 ورب النص التالي: «يتفق الطرفان
على ان العلاقات الطبيعية التي ستقوم بينهما ستتضمن الاعتراف الكامل والعلاقات الدبلوماسية
والاقتصادية والثقافية». وهنا يؤكد النص الزام الطرف المصري باعتبار العلاقات الطبيعية على
مستوى العلاقات الدبلوماسية . وفي الملحق الرقم ٠ من المعاهدة, يردء في البند الرابع, النص التالي:
«ويعمل الطرفان على تشجيع التفاهم المتبادل والتسامح, ويمتنع كل طرف عن الدعاية المعادية للطرف
الآخر». ويهذا انتقلت المطالب الاسرائيلية الى التحديد الدقيق. فالمطلب الاول تشجيع تغيير مفاهيم
الناس في مصر في عبارة «التفاهم المتبادل والتسامح»؛ والمطلب الثاني هى منع عمليات التحصين
الفكري لمفاهيم المجتمع في عبارة «يمتنع كل طرف عن الدعاية المعادية». وفي الاتفاقية الثقافية
المعقودة في 48/ 1540/0 ورد في البند الثاني: «يسعى الطرفان الى فهم افضل لحضارة وثقافة كل
طرف من خلال تبادل المطبوعات الثقافية والتعليمية والعلمية وتبادل المنتجات التكتيكية والاثرية
وتيادل الاعمال الفذية وتشجيع اقامة المعحاررض العلمية والتكنولوجية ومعارض الفنون اليصرية».
وهكذا ينكشف الغرض الاسرائيلي كاملا في هذا النصء سواء أمن حيث تحديد الغايات, والاهداف
وهي تبديل مفاهيم المصريين ليتحولوا الى ما يسميه النص «فهم أفضل لحضارة وثقافة الاسرائيليين»,
أى من حيث تحديد الوسائل العلمية والثقافية الواردة في النص؛ وهي شاملة لمعظم وسائل الحياة
التربوية والفكرية في مصر.
وبعد توقيع الاتفاقيات, تتابعت اشكال التطبيع العقليء والثقافي. وما يهمناء هناء هو ذلك الجانب
المتصل بالاختراق العقلي للمجتمع المصريء كنموذج مصغر لما ينتظر العقل العربي. وهنا نلحظ
تداخل الادوار والوظائف التي قام بها بعض الباحثين الاسرائيليين والاميركيين في مصر مع العديد من
الهيئات والمنظمات الصهيونية المعروفة. . وتنوعتء أيضاًء عمليات التطبيع الاخرى في مجالات
السياحة والاقتصاد والطب النفسي'). ولعب المركز الاكاديمي الاسرائيلي دوراً بارزاً في هذه الانماط
من التطبيع» من خلال شبكة ابحاثه؛ ورجال المخابرات الاسرائيلية الذين يحتلون مواقع قيادية فيه,
منذ انشائه العام 19/5().
الظلة الاميركية للاختراق التقاق الاسرائيلي داخل مصر
للولايات المتحدة الاميركية ركائز عديدة للاختراق الثقافي داخل مصر والمنطقة العربية .وهي - كما
أشرنا ركائز تمارس وظيفتين: الاولى» الاختراق الثقافي المنظم » ومحاولة فهم المجتمع المصري,
وتفاصيل عملياته السياسية:؛ والاجتماعية؛. وتصديرها الى واشنطنء: حيث وكالة المخابرات المركزية
الاميركية (.ث.0.1) ) بهدف اعادة برمجتها باساليب ونظم علمية تمهيداً للتحكم في العقل وفي المجتمع
ككل؛ والثانية» خدمة الاستراتيجية الاسرائيلية. من خلال ممارسة دور » «قناة الريط» بين الجهات
المصرية الثقافية. والعلمية. وبين الجهات الاسرائيلية المعروفة, والتي يخشثى البعض التعامل معها
علانية: أما خوقاً من المعارضة المصرية , أو خشية من «المقاطعة العربية النفطية: لهم ان هم كشفوا
وبانت عوراتهم السياسية؛ وأحياناً تمتد تمتد هذه الوظيفة الى حيث العملاء الجدد لخدمة الاستراتيجية
الاسرائيلية في مصر والعالم العربي, » فيتم تجنيدهم على مراحل» ووفق وسائل متدرجة» يأتي التعامل
مع الجهات الاميركية وجيوش الباحثين الاميركيين في مقدمها؛ فاذا. ما اطمئن «العميل الجديد» لهاء
تمّ ربطه عبر «قنوات الربط المعروفة» بالجهات الاسرائيلية التي تصب, بدورهاء في جهاز المخابرات
ان اشَيُونُ فلسطيزية العدد 184.: كانون الأول ( ديسمير ) ١5448 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)