شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 57)
- المحتوى
-
د يزيد صايغ ل
الاسرائيلية: للياحث فوّاد جاير «اسرائيل والاسلحة النووية» (/151). صحيح ان الكتاب بات قديماً
بنواح عدة؛ وتجاوزته الاحداث الى حد ماء ؛ لكنه ما زال مميزاً بسبب وضوح الطرح فيه, وفهمه للقضايا
الفنية والسياسية. 1 ان الامر.الاهم من ذلك هو ليس فقط ثبات صحة تقدير جابر للموقف النووي
الاسرائيلي المحتمل أي الردع القائم على أساس الغموض المقصودب, أو «القنيلة في القبى» المزعومة
بالممارسة. يل 20 الخيارات التي رسمها للسياسة الاسرائيلية بداية السبعينات صحيحة الى
حد كيير في أواخر الثمانينات: مما لا يزال يدفع محللين غربيين واسرائيليين الى استخد امها. حتى انه
تحق الاضافة الى ما سيق ان ما حث على ظهور دفعة جديدة من الكتابات حول المسألة النووية
وأبعادها الاستراتيجية في اسرائّيل» منذ العام ١9/5١ (خصوصاً) » هى ليس ظهور المعلومات المؤكدة
الجديدة: يل اشتداد الجدال حول الخيار الذي ينبغي تبنيه في السياسة الرسمية. ان السؤال
المركزي في هذا الجدال» هو هل يترتب على اسرائيل: الآن»: ان تتخلى عن سياستها لخدي لتنتئل
الى خيار الاعلان النووي الصريح (أي الاعلان عن الاستعداد والنيّة على اللجوء الى الاسلحة النووية
مع نشرها فعلياً ام بدونه) كأساس للردع ؟
ان المؤشر الرئيس الى انتقال السياسة الاسرائيلية نحو الاعلان النووي جاء من شاي فيلدمان»
الذي قدم مناقشة وافية متجانسة. فقد اصدر كتاب «الردع النووي الاسرائيلي؛ استراتيجية لعقد
الثمانينات» في العام 57١»ء ونادى فيه بتبني موقف الردع النووي العلني, » وشى الموقف الذي كان
موشي دايان وشمعون بيرس قد اتخذاه"3١) . ويتمثل جوهر هذا الطرح في ان الاعلان الرسمي عن
الاستعداد لنشر الاسلحة النووية. لى تم تهديد بقاء اسرائيل بجديةء سيقدم رادعاً أقوى بكثير من
الموقف الغامض الحالي. وفي نظر فيلدمان» فان عدم اليقين (الغموض) ربما سيشجع الدول العربية
اما على تجاهل الرادع الاسرائيلي أو على اختباره. يضاف الى ذلك» ان الموقف الغامض لا يتوقف على
الاستخيارات ت الدقيقة المعرفة المسيقة بالنوايا الحقيقية العربية فحسب, وهو أمر محفوف بالمخاطر,
بل ولا يترك مرجعاً بديلاً في حال فشل تلك الاستخبارات ت (أي ستضطر الى استخد امهاء ٠ اذا وجدت).
اما الردع النووي العلني: في المقايل, فهو أقدر, على الارجح: » على منع حدوث هجوم رئيس » » أو يترك
لاسرائيل خيار الاستخدام الفعلي لو فشلء في أسوأ الاحوال . ولا يبدي فيلدمان تخوفاً كبيراً ازاء
احتمال نشوء سباق تسلح نووي في المنطقة » معتبراً ان ظهور «ميزان الرعب»ٍ العريى الاسرائيلي
سيكون: في الواقع. مصدر الاستقرار والأمن . وقد كرر هذه الآراء مؤّخراً » علماً بأنه يشدد على رأيه
الاصلي القائل ان امتلاك الاسلحة النووية لن يمنع اندلاع الخرب مجدداً ٠ الا اذا رافقته التنازلات
الجغرافية الاسرائيلية والتسوية السياسية الشاملة مع العرب.
يقف فيلدمان وحيداً: تقريياً بين الاكاديميين والمعلقين والمسؤٌولين الاسرائيليين لجهة المناداة
العلنية بتبني السياسة النووية: علماً بأنه قد يجسّد كتلة .أوسع من الآراء التي يمثلها بيريس خير
تمثيل. وكان البروفيسور شلومو اهرونسون اتخذ موقفاً مشابهاً حتى العام ,»١58١ حيث أيّد
السياسة النووية الصريحة اذاء وفقط اذاء أرفقت بالمساومة الجغرافية65). إلا انه انقلب: لاحقاً؛ الى
معارضة الموقف النووي العلني» فيما واصل تأييده لفكرة تطوير الاستراتيجية النووية(5١).
ان اسباب تبدل مواقف اهرونسون تكشف امراً هاماً ؛ اذ يعتبر «الربط» أي الريط بين الردع
النووي العلني"ويين الانسحاب من الاراه ضي التي احتلتها اسرائيل العام ١171/ مسألة خطيرة. ففي
تلك الظروفء «ان الانسحاب... سيضع اسرائيل تحت رحمة الردع النووي وحدهء ولن يتيح لها الوقت
والمساحة الكافيين للمناورة» ولاستباق استخدام الاسلحة النووية ضد أي خصم ينوي مهاجمتها
امك اشوُون فلسطيزية العدد 185. كانون الأول ( ديسمير ) ١9/44 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)