شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 59)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 59)
- المحتوى
-
د. يزيد صايغ سل
ان المؤلفين اللذين يتعمقان في الحساب الاسرائيلي للقوة النووية (مقارنة الرددع التقليدي والنووي,
والفرضيات والتيريرا تّ زيف ايتان ورويرت هركابي يتجاهلان, تماماًء مساألة الردود العريبية,
علماً بأنهما يناقشان العواق الاخرى للاعلان النووي الاسرائيلي واقترب هركابي من تأييد الموقف
والماليء رداً على ذلك.
ان الرد الاميركي المحتمل هى الذي يثير الاهتمام الاكبرلدى غالبية المحللين في كتاب بيرسء بينما
يحتل القلق ازاء الموقف السوفياتي المحتمل مرتبة متدنية للغاية» بالمقارنة. ولعلّه يبدو لغير الاسرائيلي
ان جدية هذه المخاوفء في سياق الدعم الاميركي لاسرائيل» مشكوك فيهاء خصوصاً وان الولايات
المتحدة قد تجد ان الحجج الاسرائيلية لتبني السياسة النووية العلنية (مثل انتشار اسلحة الدمار
الشامل كيميائية» أى بيولوجية» أو نووية لدى العرب) تقدم تبريراً كافياً لعدم الاقتصاص من
حليفها. وقد سبق لمسؤولين اميركيين ان اقرّوا بأن الولايات المتحدة تدرك «الحاجة الى التمييز بين
تلك البلدان, التي هي صديقة وحليفة وثيقة, ولا تشكل تهديد أ بالانتشار [ التووي] وبين تلك اليلدان
والمناطق في العالم حيث نشعر بقلق حقيقي حيال انتشار الاسلحة النووية»!: "). لكن لا يمكن التنبق
بالموقف الاميركي سلقاً. سلباً أم ايجاباً » على الرغم من تلك الميول الاولية؛ وتبقى القضية النووية
مسألة حساسة في العلاقات الثنائية الاميركية الاسرائيلية. وقد لا يجعلها قضية تسيء للعلاقات
وتربكهاء سوى حدوث رد عربي واضح ينذر بتعميم السياسة النووية.
ويتمثل جانب آخر من جوانب الدور الاميركي الممكن في تقديم بديل من الرادع النووي
الاسرائيلي؛ على شكل معاهدة تحالف اميركية اسرائيلية رسمية. وتضمن الولايات المتحدة. يموجب
المعاهدة, أمن اسرائيل» ويكون ذلك؛ جزئياً: عبر بسط الرادع النووي الاميركي الخاص ليشمل
اسرائيل(١” . ويفترضء في هذه الحالة» ان يضمن الالتزام الامني الاميركي حماية اسرائيل في حال
انسحايها 1 حدود العام /1571. الا ان الضمان الاميركي يتسم, في نظر بعض المراقبين» «.
بالمصداقية المتدنية. وستكون النتيجة المرجحة هي زيادة الاتكال الاسرائيلي على التهديد النووي,
الذي ستتضاعل مصداقيته هو الآخر كلّما نمت القوة النووية العربية»( 00 ). ومهما كانت الحصيلة
النهائية» فان اسرائيل تقدر على استثمار الرغبة الاميركية بمنع الانتشار النوويء من أجل المطالبة
بالدعم المالي والعسكري والسياسي الهائل: لقاء عدم الاعلان عن سياسة نووية علنية.
لعله أمر غير مفاجىء ان تغدب التعليقات الاسرائيلية التي ترفض الخيار النووي تحت كل
الظروفء رفضاً مطلقاً . لكنه أمر ملحوظ على الرغم من ذلك . فمعارضة تبني الموقف النووي العلني من
قبل اسرائيل» بما يتضمن من زيادة خطر نشوء سياق تسلح اقليمي واندلاع الحرب الذرية ٠لا تعني»
بالضرورة:؛ معارضة تبني سياسة نووية سرية. تشمل تطوير التكنولوجيا التسليحية وتضمن استمرار
ردع العرب بواسطة التهديد النووي الضمني. ويلاحظ ان الباحث بورنز ويستون هو الوحيد»ء بين
مؤلفي كتاب بيريسء الذي شدد على «عدم تجانس الاسلحة النووية بجوهرها مع المنطلقات الاساسية
للقانون الدولي». علماً بأنه محام اميركي يفتقر الى روابط خاصة باسرائيل7""). ولا يقترب من رفض
الخيار النووي, صراحة. سوى كوهين بين الاسرائيليين؛ اذ أكد ان «اسرائيل مضطرة الى المحافظة
على سياستها المعادية للموقف النووي [كذا] والى عدم ادراج سياسات الاسلحة النووية في الشرق
الاووسط»(؟'). انما يتفق جميع المعلقين» على أية حال على ان الانتقال من الموقف النووي الغامض
الى الموقف العلني سيكون نهائياً. ول عوبة عنهء متى تم الافصاح عنه.
يلك لشُوُون فلسطيزية العدد 1865١كء كانون الأول ( ديسمير ) ١98/ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)