شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 68)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 68)
- المحتوى
-
دافيد غروسمان؛ من الأسطرة الى الواقع
باخلاء المناطق المحتلة صباحاً : «وها ان حلمي الذي آمن» دائماً؛ في النضال بدون عنف وسلاح يئس»
الآن» من ذلك» (ص ؟١١)؛ ويأسه ليس نايعا من فراغء, انما من لاجدوى الايمان بالحكايات
والخرافات والهذيانات فقط. فيتحول حلمي من شخصية سلبية» خاملة: الى شخصية ايجابية تريد
المشاركة. مشاركة فعالة, في تغيير الواقع الذي قتل يزدي وحطم اوري. وهذا التغيير هى الذي يجعل
كاتسمان يرى ب «حلمي في اعينهم» لسبب ماء كمن باستطاعته ان يذيب الواقع كرغيته. قير . قرر
كاتسمان ان الامر الاكثر الحاحاً للقيام به هو اذابة هذا الانطباع الغامض» (ص :»)5١8 فتحول
حلمي ليس بسيطاً انما هو جذريء» وكاتسمان: الحاكم العسكريء» يرى ان عليه مهمة اساسية؛ وهي
اذابة الاتطباع بأن حلمي يستطيع ان يغير الواقع كما يريد. والشخص الذي يقتلء في النهاية هو
كاتسمان: مع انه كان في استطاعته تجنب ذلك. . ويرى الناقد بيري بذلك: «فعلة حلمي الاخيرة تمثل
كذب الآخرين في محاولة يائسة للحفاظ على عالمه الخاصء يجب ان يتصرف حسب القواعد المناقضة
لعالمه الخاص»272). وعلى افتراض ان حلمي يتصرف خلافاً للقواعد المناقضة لعالمه الخاص. فانه ينجح
في الخروج من اطار الحكايات والخرافات الى مجال الفعل: بمعنى آخرء التحول من شخصية سلبية
الى شخصية ايجابية فاعلة. ومع ان النهاية» الى حد ماء كانت نهاية مفتعلة وغير مقنعة, الآ انها
تحملء في طياتهاء التنبؤ بالمستقبل البشع الذي ينتظر المحتل في المناطق المحتلة ؛ فهذا المستقبل يبزر
التفجر والنهاية الدرامية الزائتدة للرواية ويضعنا ازاء اسئلة مستقبلية تجد صداها في شخصية
حلمي واوري. والمستقيل الذي تنبا به المفكر ليفوفيتش - كما أسلفنا في البداية يتحول الى واقع
حقيقيء يمكن لمسه عبر شخصيات واحداث هذه الراوية
أجمع معظم النقاد العبريين» الذين تناولوا رواية «ابتسامة الجدي» بالدراسة والتحليل؛ على ان
شخصية حلمي هي الشخصية الاكثر اثارة وابداعاً بين شخصيات الرواية7؟) ٠ اضافة الى كونها
محاولة اضافية ايجابية لتصوير العربي على هذا النحوى في الادب العبري الحديث. وتجنباً لاثارة
نقاشات جانبية» اعترف الناقد مناحيم بيري بأن حلمي «مثير ومتميز بين الشخصيات العربية في
الادب العبري. ومع ذلك: يبدو مستحيلاً تجنب الافكار النمطية المقولبة في وصف الآخر. بالنسبة الى
غروسمان أيضاًء حلمي العربي قريب الى الطبيعة» لا يتكلم, , وتستحوذ عليه الاوهام واحلام اليقظة,
كما انه خامل ومجنون»7©).
باعتواف بيري هذا نلاحظ ان من الصعب تجنّب القولبة: حتى ان القولية تصل الى درجة التعميم
الشامل: «ولا يقتلون الفتاة دائماً في الحال على اساس شرف العائلة, كما يقولون: وانما يحاولون قبل
ذلك حل الامر يهدوء» رص 7 .)١
ان مبررات حماس النقاد العبريين لشخصية حلمي ليس غريباً؛ فما يفتشون عنه في العربي (عبر
القولبة بالطبع) هو الاسطورية والغرائبية. ويتم التصريح بذلكء على نحو علمي ومكشوفء في الرواية
ذاتها على لسان اوري»: حين يعترفء في احد مونولوجاته, قائلا : «ماذا فيه حتى يذيبني هكذا ٠ أكيد
ستقول شوش: : انه يخترع لك افلاماً ملونة من الاذنين» وانت تقف وتبتسم .وانا افك ر الآن : أي انسان ,
رائّع هو حلمي. لى انهم اخبروني عن وجود شخص كهذا عندهم ما كنت لاصدق ذلك. حقاً: كم نحن
لا نعرفهم . وكيف قبرناهم تحت استهتارنا لهم» (ص )١١٠١ .لذاء نرى انهم يفتشؤن عما ينقصهم في
العربي. فالعربي - في الرواية هو الاكثر غرابة ( شبيه بشخصيات ماركيز ) والاكثر جذباً؛ وهذا
يجعلنا نتساءل عن مدى واقعية, وحدئن امكانية, وجود مثل هذه الشخصية: » مع ان قوليتها وتنميطها
أمرواضح جداً على طول الرواية.
الغدد :»١185 كانون الأول ( ديشمير )198 لَتُوُون فلسطيزية /1 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)