شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 70)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 70)
المحتوى
دافيد غروسمان؛ من الأسطرة الى الواقع
الى الاعتقاد بأن ذلك جاء استجابة لرغبة في نفس غروسمانء: ككاتب؛ كما انها قد تكون رغبة من
الكاتب لتضخيم شخصية حلمي واعطائها ابعاداً اخرىء قد لا تكون متوفرة في الواقع الذي يعالجه
الكاتب.
في رأيي فشلت شخصية حلمي في تمثيل أي شيء؛ كما انها لم تنجح في تمثيل نفسها أيضاً,
فبدت مؤسطرة أكثر من اللازم ومبالغاً بهاء مع ان الارضية التي تعيش عليها والتي خلقها غروسمان
(معرفته بالمنطقة ويتفاصيل الحياة) كان من الممكن ان تخلق شخصية اكثر تكاملاً » وأقل قولبة؛ وأكثر
اقناعاً. هذا من ناحية اما من الناحية الاخرى» فان اسطرة حلمي قد يكون مبعثها القلق وعدم القدرة
على الامساك بشذرات الواقع المرعبة: من هذه الناحية» تنجح شخصية حلمي في عكس مخاوف
الكاتب الصميمية. فالاسطورة أقوى من الانسان. لذلك كانت» علي هذا الصعيد ‏ صعيد القوة »2
لصالح العمل عامة. وحين نرى ان اوري يلجاً الى حلمي ربما بحثاً عن اب بديل من أبيه فهويلجاً
الى اسطورة اكثر مما يلجاً الى شخصية عادية طبيعية: فالواقع يدفع باوري الى البحث عن شخصية
اسعاورية لتحميه من كل ما يحدرث معه . وهى لا يستطيع بضعقه الانساني ‏ مجابهة الواقع. هنا
تتحول اسطرة شخص ية حلمي الى امر ايجابي: الاسطورة تنتصر على الانسان الشرير (مقتل
تسمان) وقد تحمي الضعيف (مثل اوري). وبناء على ذلك تتحول شخصية حلمي الى شخصية
اسطورية؛ مختلفة وغير حقيقية: وغير ملموسة: وتعاملنا معها يجب ان ينطلق من كونها اسطورة» او
نوع من النمط الاوليء اى اللاوعي الجماغي اليونفي (نسبة الى يونغ): الذي يجمع.ء في طياته: الكثير
من الامور والترسشيات وما اليه .لهذا نرى ان نجاح شخصية حلمي المؤسطرة هو في تفعيلها في النهاية,
وفي تحريك هذا اللاوعي الجماعي ليفعلء وليوّكد أهمية التذكير بالفظائع التي يرتكبها الاحتلال»
ونقدرة الانسان الذي يقع تحت الاحتلال على ان يحرّك وان يغير هذا الواقع اللاانساني.
العنوان؛ الد لالة
ثمة دلالة رمزية في عنوان الرواية «ابتسامة الجدي» يجدر الاشارة اليها . فالعنوان يرتبط بقصة
ابراهيم في سفر التكوينء الذي امتحنه الله بابنه. ففعل حسيما طلبه الله منهء لكنه يجد جدياً في
النهاية بدلا من التضحية بابنه(1) . قصة ابراهيم الواردة في التوارة هامّة لفهم المدلول الذي يكمن في
العنوان. فكاتسمان يطلب من اوري الانضمام اليه والعمل معه كمساعد في الضفة الغريية. كاتسمان
يستغل براءة اوري واستعد اده للتضحية . وأوردي» بدوره: يلعب ف الرواية دور البريء الذي تعلق
وجهه ايتسامة ساذجة ويسيطة الى ان يصاب بانيهار.
يستفل غروسمان القصة التوراتية المألوفة لكي يقدم موازياً (مشابهاً) لها في الحياة اليومية
الحالية. وبالطبع؛ ثمة اختلاف بين تطور القصتين: ابراهيم؛ في النهاية» يأمره الله بألا يضحي بابنه
ويظهر له الكبش؛ اما كاتسمان؛ الذي يحاول استغلال اوري» يكون هى الضحية: لكن الجدي
(اوري) يظل حياً.
على أي حال, ينجح غروسمان في الايحاء بالعلاقة القائمة بين العنوان وما جاء في التوراة: ويظل
استغلاله للقصة موفقاً. فالاحداث, في الرواية: تثير تداعيات شتَّىء وخاصة الثمن الباهظ الذي يدفع
مقابل هذا الاحتلال الغاشم.
الفساد التعسفي والنفسيغ...
الغدد 185١ء‏ كانون الأول ( ديسمين) 1184 لشُيُون فلهحطيزية 15
تاريخ
ديسمبر ١٩٨٨
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)