شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 82)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 82)
- المحتوى
-
ل الصراع المدني العسكري في المجتمع الاسرائيلي
وانتهى الكاتب الى انه لى نفذت سياسات بن غوريون كلياً. لما تطورت ونشات التناقضات الخمسة
السايقة. حيث ان العلاقات بين المؤسسة الدفاعية والقطاع المدني قد حددت بوضوحء بحيث تلائم المزاج العملي
لبن - غوريون؛ فيما لم تحدد بوضوح, من الناحية القانونية؛ او الطبيعية. وتكمن المفارقة في ان بن - غوريون»
الذي كان يحاول ان يخلق حدوداً متكاملة بين النظامين: العسكري والحزبيء قد ترك الباب مفتوحاً لاستمرار
الارتباطات غير الرسمية بين الجيش والمباي ؛ والنتيجة كانت ان عملية التسييس لم تكن كاملة: وبالتالي انعكست
على حالات التعيين في المناصب الحسّاسة والكبيرة. وهكذاء فشرعية بن غوريون كانت ثنائية. فمن ناحية. عمل
على الحد من تورط الوزارة؛ والكنيست عبر لجنة الشؤون الخارجية والدفاع» في تسيير المؤسسة العسكرية ؛ ومن
ناحية أخرىء كانت هناك مثابرة على أيقاء حدود مجزأة بين قيادتي الجيش والمباي: على مستوى غير رسمي.
وتابع الكاتب ميرزاً دور ليفي أشكول في اتخان مواقف غير متطرفة؛ الا انه ذهبء قبل حرب العام /1571, الى
تدمير الحدود المتكاملة بين القوات العسكرية والوزارة ولجنة الشؤون الخارجية والدفاعية في الكنيست؛ كما
شمّع الصناعات العسكرية. وذكر ليساك ان الوجود المتنامي للضباط الذين تحوّلوا الى سياسيين قد ترك اثره في
مجرى الحياة السياسية: وتوصّل الى ان التراجعات التي جرت في بداية حرب العام 117/7 قد سلّطت الاضواء
على العلاقات فيما بين رئاسة الوزراء ووزير الدفاع ورئيس الاركان: كما وان بعض الضباط الكبار السابقين»
الذين كانوا دخلوا الحياة السياسية لاحقاً. قد عاد الى الخدمة كضباط احتياط: مما زاد في حصة النزاعات
السياسية. وادرج ليساك قضية «لجنة اغرانات» التي اوصت باجراء تغييرات في القانون الاساسي الذي يحكم
القوة العسكرية. وعلى الرغم من ان تغييراً قد حدث العام 2151/5 الآان النتيجة لم تكن مختلفة كثيا عدا سبق,
فما لبث تعيين اريئيل شارون وزيراً للدفاع ان خلق واقعاً جديداً» هو انتقال عملية احتكار القرار الاستراتيجي
. والتكتيكيء وما يتعلق بالدفاع والسياسة الخارجية؛ له, أي لوزير الدفاع.
ولاحظ ليساك ان نوعية السلوك العسكريء في اغلب الوحدات (الدفاعية) العسكرية» وخاصة على صعيد
مراعاة الرتب. هي اضعف بكثير مما هو عليه في الدول الفربية. وحول التداخل فيما بين «العسكري»
و«السياسي», لاحظ ان القوة العسكرية الاسرائيلية كانت تورطت, مراراً» في نشاط ديبلوماسي ؛ كما ان ضباطاً من
هذه القوة هم ديبلوماسيون مرتدون للزي العسكري؛ كما ان هذه القوة لها صوتها في التخطيط الاستراتيجي
والذي يشملء ايضاًء المسائل الاجتماعية والاقتصادية.
وانثهى ليساك الى ان الحدود بين القطاعين» العسكري والمدنيء في اسرائيل متنوعة من حيث طبيعتها. فهي
في جزء منهاء متكاملة؛ وفي جزء آخر محطمة:» كما في العلاقة الضبابية والمضطرية في المجال السياسي وق العلا
بالمجالات الاقتصادية؛ من حيث التعامل بين الصناعات العسكرية والقطاع المدني: كما هو الحال في المساعدة
التي توفرها الصناعات العسكرية للمشاريع المدنية بهدف التطوير المديني والريفي. كذلك, فان نظام النخبة
الاجتماعية:المميز للمجتمع الاسرائيلي يقدم مثالا آخر عن الحدود غير السليمة؛ فهذه النخبة تكون مؤّلفة من
ضباط في الخدمة الفعلية والاحتياط, وفنانين وكتّاتٍ وصحافيين وأكاديميين. وقد عملت هذه النخبة على منع عزل
الضباط: اجتماعياً وسياسياً وثقافياً. كما يحدث في الدول الغربية.
وغلى الرغم من ان ليساك رأى ان العلاقات بين القوات العسكرية والمجتمع لا تزال ثابتة» وان هذا الثبات
تى من الاجماع الايديولوجي واجماع القيمة» فاننا قد لانرى هذا الثبات بنيوياً بقدر ما يشكل موقفاً طاركاً على
ركية سجينة؛ ؛ أن ان الثبيات ينطوي في داخله على عملية مخاض كبيرة: ريما بدأ بن - غوريون بتحسنسها مبكراً
لكنه لم ينته الى حل هذه الاشكالية البنيوية. ش
«التكثيرات التراكمية للصراع العربي - اليهودي
على المجتمع الاسرائيي» (باروخ كميرلينة)
في هذا البحث الذي اقتطع من كتاب آخر بعنوان «نظام المقاطغة؛ المدنيون في. الروتين والحرب»» بدأ
الغدد185:كانون الأول (.ديشميزن ) 11/48 لشُوُون فلسطيزية 53م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)