شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 87)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 189 (ص 87)
- المحتوى
-
عماد شعيبي لل
والعلاقات المدنية العسكرية» إدان هوروفيقتس)
انطلق دان هوروفيتس من عبارة اسحق رابين عن حالة اللاحرب واللاسلم بتعريفها بأنها الحرب النائمة.
ووصلء من خلال عرضه الى ان مخططي نظرية امن اسرائيل ليسوا اتباعاً لدرسة الدراسات الاستراتيجية
الاميركية, » بل انهم قد سبقوها في تبني الفرضيات المتصلة بأوضاع الصراع, ٠وعملوا على تعتيم الحدود بين الحرب
والسلم. ووصودٌ الى حرب لبنان: رأى الباحث ان عملية «سلامة الجليل» قد كسرت الاجماع «القومي»
الاسرائيلي» حيث انه عندما أعطيت حقيبة الدفاع لشارونء فان رئاسة الاركان: وقد كانت بقيادة ايتان: قد
سببت وضعية مفادها ان وزارة الدفاع ومسؤولية الأمن «القومي» الاسرائيلي سرعان ما قد اصبحت مقادة من
قيل اشخاص يمثلون التطرف ( الصقور ): مما أدى الى اخلال بالاجماع «القومي»؛ ان قاد شارون عملية مثّلت
تحدّياً للمصداقية التي يمثلها وزير الدفاع» حيث حاول ان يستغل المواجهة العسكرية للحصول على مكاسب
سياسية؛ يحيث منع بعض المعلومات» ونشر التقارير الكاذبة, للتأثير في الرأي العام وصانعي القرارء الأمر الذي
لا يمكن ان يفسر بأنه يخدم اهداف تضليل العدى او القوى العظمىء كما ادعى شارون . كذلك حدثت مغالاة,
او تضخيم. في الادعاءات عن كميات الاسلحة التي وقعت في أيدي القوة الاسرائيلية في جنوب لبنان» على الرغم
من ان هذه الكميات كانت ذات أهمية لا تذكر, »من الناحية العسكرية. وكل هذا انعكس أزمة في الثقة في ميادين
القتال وفي الجبهة الداخلية على حد سواء.
وتكمن الاشكالية في ان بدء وتوسيع الحرب كان تقرر دون اجماع شاملء مما أدى الى تشكل الخلفية
النفسية والسياسية لظواهر الشك في ما يتعلق بنوايا القيادة الامنية» ويادعاءاتهاء ويالمعلومات التي نشرت من
قبلها. وفي الواقع, ان الميل الى التعامل مع العنصر العسكري في الأمن الغومي: باعتباره ذا استقلال ذاتي فعلي؛
والذي يجب على الديبلوماسية ان تخدمه لا ان تكمله. كان يجتذب» دائماً: عددا من المؤيدين بين اعضاء
الحاشية النشطة في المؤسسة الامنية الاسرائيلية. وكان بن غوريون عيّر عن ذلك 3-8 بقوله: «ان مهمة
وزارة الدفاع هي قيادة السياسة الدفاعية, بينما يتمثل دور وزارة الخارجية في شرح هذه السياسة».
وفي نموذج حرب لبنان» كان شارون يسعى الى ابدال المفهوم القديم «الدفاعي» بآخر هجومي يعتمد حروب
استغلال الفرص. وهو ما يستدعي حروياً عبر الاكثرية وليس الاجماع. وقد سعى شارون الى تبني وجهة النظر
التي ترى ان اسرائّيل يمكنها ان تحسّن وضع المساومة لديها عبر لعبها دور الدولة الحمقاء التي لا يمكن التنبوٌ
بأعمالها المستقبلية. وهكذاء فاسرائيل تذهب الى الحربء وفق المفهوم الجديد» ليس عندما تتعرض للتهديد: او
عندما تفتقر للثقة في قدراتها المستقبلية على هزيمة العرب» وانما عندما تكون الشروط الاستراتيجية المحيطة بها
ملائمة لاستغلال الفرص. وبالتالي» فان الافتراض القائل ان اسرائيل القوية هي اسرائيل الهادئة والمعتدلة لم
يعد صحيحا .
لقد كشفت الحرب في لبنان ن الصراع بين اتجاهين:» أحدهما يتمثل في مفهوم الامن الاسرائيلي التقليدي الذي
يفرض قيوداً سياسية مسبقة قبل دخول الحرب, وبالتالي يحافظ على نظام فعّال للمراقبة السياسية؛ ويؤمن
تحقيق التوازن بين الاعتبارات العسكرية والسياسية والايديولوجية؛ والثاني يدعو الى مفهوم استراتيجي ذي
توجه هجومي يتمثل في استخدام القوة العسكرية لتبديل الوضع الراهن ويُبّط هذا الاتجاه بالميل الى اعطاء
استقلال ذاتي زائد للمؤسسة العسكرية المتخصصة, في ما يتعلق بصنع القرار العسكري. ويبدو في ضوء
التطوّرات الناجمة عن الحرب في لبنان» ان الصراع بين هذين الاتجاهين لم يحل حتى الآن.
بدأ اليكس مينتز بتعريف المجمّع العسكري باعتباره وصفاً علمياً للجمع المرن بين المجموعات القوية
81 اشوُون فلسطيزية العدد ١184 كانون الأول ( ديسمير) ١984 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 189
- تاريخ
- ديسمبر ١٩٨٨
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)