شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 24)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 24)
المحتوى
لس جدود الفرصة الفلسطينية
الكبير التضحيات التي قدّمها الفلسطينيون في مواجهته, لتثبيت حقوقهم القومية؛ ودفاعاً عن هويتهم
الوطنية. هنا تبدى أهمية الانتفاضة في كونها زمان ومكان انعقاد التناقضات الاقليمية (الاسرائيلية
والعربية) وما تمذّله هذه من رموز لتناقضات دولية؛ اميركية أساساًء تتغيّر بوتاكر متسارعة: يدة
الفلسطينيون تحت الاحتلال الكثير من دمهم واملاكهم ومستقبل وجودهم ا معيشي والاجتماعي ثمنا
لها.
السؤال الدامي الذي طرح نفسه. بقوة» هوهل كانت الانتفاضة الفلسطينية» مرة أخرى؛ زمان
ومكان انعقاد تناقضات الموقف الأميركي ؟ نجيب عن ذلك بداهة:ء بأن ما هى تاريخي في مواقف
الانتفاضة هو انها فرضت على كل الأطراف اعادة ترتيب الأولويات, حتى على الطرف الاميركي نفسه.
وهنا يكمن السر في التجاوب السريع والمتطابق للولايات المتحدة التي سارعتء في شخص وزير
خارجيتهاء الى طرح مبادرة للتوصل الى تسوية للنزاع انطوت على محاولة مزاوجة بين ما انتهت اليه
اتفاقيتا كامب ديفيد وبين الحد الأدنى من أهداف المؤتمر الدولي على أرضية «الجوهر»ء أي مبادلة
الارض بالسلام. وبمعنى آخر, كانت المبادرة تنطوي على ثلاثة أهدافء اثنان منهما تكتيكيان من بقايا
كامب ديفيدء والثالث استراتيجي يلتقي» شكلياً. مع فكرة المؤتمر الدولي. الهدف الاول؛ اخماد
انتفاضة الارض المحتلة, وانسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن والقرى الى مواقعه العسكرية؛
تمهيداً لاجراء انتخابات بين الفلسطينيين. والهدف الثاني منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً. وانتعاشاً
اقتصادياًء وترتيب وفود المحادثات الاردنية - الفلسطينية التي سوف تفاوض الاسرائيليين في لجان
كنات ثية» يبدأ العمل بها انطلاقاً من الهدف الثالث» وهو عقد مؤتمر دولي ؛ كمظلة» يدشن تحت ظلها بدء
المقاوضات المباشرة يرعاية القوتين العظميين أساساً.
ونا كان شكل الحلء وفق أصول اللعبة الدبلوماسية بين «ثلاثية» شولتس ويين ما تراه تل -
أبيب» بعيد المنال» انتهجت واشنطن خطين أساسيين لتحقيق ما تصبى اليه: خط ممارسة اقصى
الضغط على اسرائيل للجمها عن القيام بأي عمل عسكري يعيد جميع الاوضاع في المنطقة الى نقطة
الصفر؛ وخط يسعى الى اشراك الفلسطينيين في عملية السلام مع اسرائيل. واذا كان الضغط على
اسرائيل هو الخط الاول لدى واشنطن:ء فان السؤال الذي بات يطرحه صائع القرار السياسي الاميركي
هو ما الذي سينتجه زخم الحدث الراهن في الارض المحتلة, بعد قرار الملك الاردني فك العلاقة
القانونية والادارية بها ؟ وكيف يُربّطء في نتائجه وتوجهاته. بالذي سبقهء أو بالذي سيليه. لتشكيل
نسق سياسي واضح يفرز استراتيجيته, ذاتياً. ويتداعيات احداث مضبوطة الايقاع ؟
في مقدم ما يجدر التنبّه اليه, ثمّة حقيقة كانت قائمة, على الرغم من الاقنعة التي تخفيهاء وهي
ان اهتمام وأشنطن بالفلسطينيين قد ازدادء ولا عجب ان تتحرك باتجاههم في اطار السعي الى اقرار
السلام في المنطقة. في هذا الاتجاهء يمكن رصد توألد عدد من التصريحات الاميركية: منذ آب
(أغسطس) الماضيء الداعية الى البحث في صيغة حل فلسطيني ‏ اسرائيلي» وتحريك هذا الحل. ولم
يكن من قبيل الصدفة ان يعلن وكيل وزارة الخارجية» جون وايتهيدء عن «ان الولايات المتحدة قد
تقبل اشتراك وفد فلسطيني منفصل في مباحثات السلام». وفي السياق عينه, أكد ممثل الولايات
المتحدة في المنظمة الدولية» فيرفنون وولترز: بعد صدور قرار الملك الاردني» دان المشكلة:ء الآن» هى
مشكلة التمثيل الفلسطليني للارض المحتلة... فقد أصبحت هذه المشكلة أكثر تعقيداً: وان كان ذلك
لن يؤدي الى عرقلة الجهود» . أما السفير ا لاميركي السابق لدى المملكة السعودية» رويرت نيومان: فقد
ذهب الى تاكيد ان «لا يديل من م .ت.ف. شاءت الولايات المتحدة ذلك أم أَبَتَ» . وحذّر من أنه داذ!
سمحنا للاحداث بأن تسير على غير هدى, كما تفعل الادارة الحالية؛ فمن المؤكد ان الوضع
العدد ‎15١‏ كانون الثاني ( يناير ) 1544 شْيُون فلسطزية ؟
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)