شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 31)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 31)
- المحتوى
-
رضا هلال
لأنه, أي السيدء «ليس ممن يتشبثون بوجوب تعليم دين بعينه أى قاعدة اخلاقية معينة»(*).
ّم تكن تلك الافكار التي طرحها لطفي السيد هي ذاتها التي انبنى عليها الخطاب الليبرالي كما
مثله حزب الوفد وانشقاقاته: حزب الاحرار الدستوريين: والحزب السعدي والكتلة الوفدية» وكما عبر
عنه المثقفون الليبراليون: طه حسين؛ ومحمد حسين هيكل؛ ومحمود عباس العقاد؛ وهمء وان اختلقوا
فيما بينهم؛ فقد اتفقوا على «تلازم ضروري» بين النهضة/ التقدم ( الاستقلال والدستور ) و
الوطتية الليبرالية العلمانية. ولذلك؛ عندما قامت ثورة 1914 في مصرء كان ذلك تحت شعار الجامعة
المصرية بحسبانها قومية مصرية محددة. وعلى الرغم من انه كان مضى على وعد بلفور عامان, الاائم,
يدعوى «القومية المصرية», لم تستشعر الجماعة الليبرالية في الصهيونية خطرا. فقد كان الخطر
يتجسد لها في الاحتلال البريطاني. وبدعوة علمانية ليبرالية مغلوطة؛ تعاطف بعض الليبراليين
المصريين مع الوجودب اليهودي في فلسطينء وتسامح البعض الاخر مع الوجود الصهيوني في مصر. وظل
الامر كذلك حتى منتصف الثلاثينات.
وبعدما توصلت الليبرالية المصرية الى معاهدة مع المحتل البريطاني» ونشبت الانتفاضة
الفلسطينية ووصل الاخوان المسلمون ومصر الفتاة الحركة الوطنية في مصر بالحركة العربية في
فلسطين» بدأت الجماعة الليبرالية تستشعر الخطر الصهيونيء لتدرك: متآخراًء ان الحقاظ على
الجماعة المصرية أكبر من أن تستوعبه الجامعة المصرية» وأن الخطر على فلسطين هو خطر على مصر
ذاتهاء وان ردّ ذلك الخطر لا يكفله الا الانتماء الى جامعة سياسية أعمّ.
وعندما أعلنت الصهيونية عن اقامة دولتها اسرائيل على أرض فلسطين. في ١١ أيار ( مايو)
إ.د دخلت الليبرالية المصرية معركتها الفاصلة هناك؛ فلقيت هزيمتها وسقط مشروعها . وبالاجمال,
ان الخطاب الليبرالي الذي لازم بين النهضة والوطنية؛ أوبين الاستقلال والحياة الدستورية والجماعة
الوطنية المصرية؛ كان يعكس وعياً مزيقاً بالذات المصرية. وقد تبدّى ذلك الوعى المزيف في سحبه للذات
من الجامعة العربية» وفي اختزاله للخطر الذي يواجهها بالاستعمار البريطاني دون الاستعمار
الصهيوني. وكان ذلك التلازم هى الاساس الموضوعي للهزيمة والسقوط.
لقد استخلص سعد باشا زغلولء زعيم ثورة 1114 وحزب الوفد. ان فكرة الوحدة العربية معادلة
صعبة وفاشلة فكان يرددء دائماًء أن «صفراً زائد صفر يساوي صفراً . فكيف نقيم وحدة عريية
وبلادنا ما زالت محتلة؛ فلا بد من الاستقلال أولً؛ ثم الالتفات, أى الاهتمام, بعد ذلك؛ يما هى خارج
حدوب بلادناء().
وعلى الرغم من ان زغلول رفض ان يجمع الصفر على الصفرء وركز على استقلال مصر أولً, فانه
لم يتصور استقلال مصر دون السودان. . ففي حديث اجراه مع صحيفة المانية» في حزيران ( يوني )
44,» قال: «لا يمكن القول ان مصر حرة دون السودان... ذلك ان امتلاك السودان معناه حكم
مصرر... ان لانجلترا بالسودان وسيلة للضغط تستطيع بها ان تخفق كل رأي سياسي يدلي به الشعب
المصري»(")
بيد ان تركيز زعيم الوفد على قضية استقلال مصر أولاء وقضية السودان ثانيًء جعله يفض
الطرف عمًا يحدث خارج «وادي النيل». هذا من جانب. ومن جانب آخرء فان علمائية «الوفد» كانت,
في البداية» وراء الحرص على شعور يهود مصر وتجاهل ما يحدث لعرب فلسطين.
وفي هذا السياقء «عامل سعد زغلول باشا اليهود معاملة أهل البلاد الوطنيين: الى حد انه
5 شيُون قلسطيزية العدد 15١ كانون الثاني ( يناير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22428 (3 views)