شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 51)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 51)
المحتوى
رضا هلال
خلال المسألة اليهودية (مسالة الاقليات اليهودية): فان الجماعات الماركسية ذات القيادات الاجنبية
كانت أكثر اقتراباً من تلك النظرة. فالاخيرة, أن تأسسست وانتشرت بين أقليات يهودية وأجنبية: فقد
بدأت بمناهضة العداء للسامية والدفاع عن الاقلية اليهودية؛ ثم تمركست وشهرت الماركسية في
معاداة الصهيونيين والدفاع عن اليهودب» وانتهت الى ان توظف الماركسية في خدمة الصهيونية والدولة
اليهودية. ومن ثمء فقد اتسقت, نظرياً مع الماركسية؛ وحركياً مع الجماعة المصرية الوطنية في عدائها
للصهيونية ومناهضتها العداء للسامية؛ كما افتقدت التبرير الايديولوجي والبعد الوطني في توظيفها
الماركسية في خدمة الصهيونية, ولتتابع ذلك المسار «التناقضي» من خلال أدبيات تنظيم «اسكراء
والذي تكوّنت من خلاله «الرابطة الاسرائيلية لمكافحة الصهيونية»؛ وتنظيم «حدتى» ‏ أكبر التنظيمات
الشيوعية في مصر الاربعينات والذي تكوّن من اتحاد «اسكرا» مع «الحركة المصرية للتحرر الوطنى».
قال ايلي ميزان, وهى احد قادة اسكراء ان «ما دفعنا الى الشيوعية سير الاحداث. فقد بدأنا
بمعاداة الثازية, ومن ثم كنا ضد غزى الحبشة وضد الملكيين في اسبانيا. وكذلك تبثينا شعار الجبهة
الشعبية لتكوين أوسع جبهة ضد النازية. والحقيقة ان تبنّينا لشعار الجبهة الشعبية كان يمثّل نقطة
أساسية في موقفنا. وهكذا بدأنا كيهود يحاربون العداء للسامية؛ ثم انتهينا شيوعيين؛ ولا بد
أن ذلك كان, أيضاً: بتأثير عناصر يسارية ية ساهمت في تأسيس الجمعية (فرع رابطة مكافحة العداء
للسامية)(001.
وذكر ماركسي قيادي آخر انه «تبلور تياران داخل فرع ' الرايطة العالمية لمكافحة معاداة
السامية ' في مصرء سرعان ما تباعدا بعد ثلاث سنوات من بدء الرابطة لنشاطها. ضمٌ التيار الاول
كبار اثرياء اليهوب الذين كانوا يمولون الرابطة بداقع الخوف من دخول الافكار المعادية للسامية الى
مصر. وكان هؤلاء الاثرياء ‏ في البداية ‏ ينظرون لى الافكار التقدمية كدرع لهم وان كشفوا عداعهم
الصريح لها بعد سقوط النازية وغياب الخطر المحدق بهم. اما التيار الثاني؛ فكان ماركسياً...
وكشف الكاتب نفسه عن «ان كبار اليهود في مصر كانوا يخشون انتشار الحركة المعادية
للسامية» ورأوا مساندة بعض الماركسيين باعتبار الحركة الديمقراطية أحسن درع ضد العنصرية».
أذن: نحن ازاء يهود يحاربون العداء للسامية؛ وفي اطار الحرب ضد العداء للسامية يظهر دور
الماركسية؛ فنكون أزاء يهود ماركسيين يحاربون العداء للسامية ثم يكاقحون ضد الصهيونية. وفي
هذا السياق, تكين «الرابطة الاسرائيلية لمكافحة الصهيونية» العام ‎١557‏ من نتاج قسم اليهود في
تنظيم «اسكرا»(؟'). فلماذا الكفاح ضد الصهيونية ؟
حسب ما أوربه بيان الرايطة؛ أنشئت «الرابطة الاسرائيلية لمكافحة الصهيونية» من الشعور
بخطر الصهيونية على حل المشكلة اليهودية: «ان كفاحنا ضد الصهيونية جزء لا يتجزأ من الكفاح
العام لحل المشكلة اليهوبية». واضح. اذا » أن مكافحة الصهيونية هي من أجل المشكلة اليهودية التي
«قد تفرعت أليوم, قأصبحت ذات ثلاثة جوانب متمايزة الواحدةٍ عن الأخرى... توجد: اولاء مشكلة
الاقليات اليهودية التي تعيش في أغلب انحاء العالم... [وثانياً] مشكلة يهود فلسطين... وإثالثاً]
مشكلة اليهوب الذين لا مأوى لهم غير معسكرات المشردين في اورويا الغريية. 57 ).
واذا كانت تلك جوانب المشكلة اليهودية؛ فنحن «لا نعترض من ناحية المبدأ على فكرة تكوين قومية
يهودية في جهة ما من العالم» ولكننا نراه أمراً خيالياً ومستحيلاً... الطريق الوحيد الذي يجب على
اليهودب ان يسلكوه هو الاشتراك الصحيح المخلص في الحياة القومية للبلد الذي يعيشون
06 شْيُونُ فلسطنية العدد ‎:15١‏ كانون الثاني ( يناير) 1545
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18073 (3 views)