شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 53)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 53)
- المحتوى
-
رضا هلال
اليهودية والصهيونية؛ وبعد ادانة تعاون العرب مع الامبريالية العالمية» دان «الشوفينية العربية».
فقد «اظهر بعض العناصر وخاصة العربية اتجاهاً شوفينياً ان كانت لا ترى فرقاً بين يهوب فلسطين
ويين الصهيونية. خاصة وأن مجرد وجود هؤلاء اليهود في فلسطين كان يعني ان لديهم صلات تتفاوت
قوتها بالصهيونية. ومن الملاحظ أن نفس هذه العناصر اظهرت موقفاً سلبياً تجاه كثير من المواقف
النضالية».
وفي تقرير آخر(' '), اكد كورييل معاداة الامبريالية والتمييز بين يهود فلسطين والصهيونية,
فقال: «في اي م من [تشرين الاول] توفمير سنة ,.١1555 اليوم الموافق لذكرى اعلان بلفورء حاول
الاخوان المسلمون: بتحريض من الامبريالية والحكومة » اثارة المظاهرات المعادية للسامية» وقامواء
بالفعلء بمذبحة حقيقية في حماية البوليس. ولكن ' الحركة المصرية للتحرر الوطني ' استعدت لهذا
أليوم وكشفت هذه المناورة في منشور يحدد المطالب الوطنية مرة اخرى ويربطها بالمشكلة الفلسطينية
ويرقع الشعارات المعادية للامبريالية والرجعية العربية والصهيونية. وقد اوضحت مجلة ' النضال
المشترك ' موقف الحركة من المشكلة: استقلال البلاد» جلاء الجيوش الامبريالية» وحق تقرير المصير
للعرب واليهوب. اذ رفضت الحركة رؤية المشكلة من زاوية ' الهجرة ' كما فعلت ' اسكرا /
تحول الاهتمام من المشكلة الرئيسة». ثم ما لبث كورييل - بعد تأكيده معاداة الامبريالية وفصل
اليهودية عن الصهيونية ان تحول الى تأكيد «الحقوق القومية» لليهود, فاتهم الشيوعيين العرب
ب «تجاهل تعاليم ستالين التي تقول ان الشيوعيين يجب أن يهاجموا برجوازيتهم اولا». وأجاب عن
تساؤله عمًا يفعله الشيوعيون العرب بقوله: «انهم يماأون صفحات جرائدهم بهجوم على الصهيونية,
ويتركون:ء جانباً: مهاجمة الرجعية العريية؛ هم بهذا ينفذون الاهداف الرجعية... كما ينسى
الشيوعيون العرب ان المشاكل العريية قد تطورت في العشرين عاماً الاخيرة, وان الشيوعيين لا يمكن
ان يظلوا على موقفهم الماضي تجاه يهوب فلسطين؛ اذ يوجد» اليوم؛ سكان يهود في فلسطين لهم سمات
مميزة تختلف عن يهود الدول الاخرى: وهم سكان لهم ثقافتهم الخاصة:, ولغتهم الخاصة,
ومؤسساتهم الخاصة. سكان يتكوّن ربعهمء على الاقلء من العمال والفلاحين, وأخذوا يتخذون سمة
الشعب العامل. والسكان اليهوب في فلسطين يمتلون مركزاً هاماً في الصناعة. ولهؤلاء حقوق قومية؛ لا
يمكن لأي دولة ديمقراطية أن ترفض منحهم اياها. وعلى الشيوعيين النضال من أجل ذلك. عليهم منح
هؤلاء السكان حقوقهم السياسية: بما قي ذلك حق الانفصال. ولكن ما الذي يقوله الشيوعيون العرب ؟
ان فلسطين عربية ويجب ان تظل كذلك. وهم بذلك؛ ينكرون الواقع أيأً كانت الاسباب التي فرضته,
وبذلك ينكرون النظرية الستالينية»"١١) . ويعني هذا أن كورييل؛ بعد ان انتقد هجوم الشيوعيين
العرب على الصهيونية دون الهجوم على البرجوازية العربية اولاء أوصى الشيوعيين العرب بالنضال من
أجل «الحقوق القومية» ليهود فلسطين, لا النضال من اجل فلسطين العربية اعترافاً بالواقع وبغض
النظر عن الاسباب التي فرضته, لتصبح مهمة الشيوعيين العرب: النضال من اجل مشروع
الصهيونية باسم النظرية الستالينية.
ولذلك» فان كورييل كما قال طارق البثري - «يريد يد ان يسوق الشيوعيين العرب ياسم
الستالينية الى الكقاح والنضال من أجل ' حقوق قومية ' لمهاجرين يغتصبون الشعب الفلسطيني».
وقد اشار. دعماً لقوله. الى مقولة ستالين عن مهاجمة الشعب لبرجوازيته اولَاء ومقولة لينين عن حق
تقرير المصيرء يما في ذلك حق الانفصال. ولم يشر الى مقولة ثالثة لستالين تتعلق بالمضمون البرجوازي
للقوميةء وتفيد بأن «حقوق القومية» اليهودية مقولة برجوازية. وان إعمال المقولتين السالفتين؛ في
ومن وين فلسطيزية العدد .١5 ١ كانون الثاني ( يناير) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)