شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 55)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 55)
- المحتوى
-
رضا هلال
فعندما أرسلت الحكومة المصرية جيشها الى العريش»؛ تمهيداً لدخول فلسطين؛ سألت
«الجماهير»: «أَذّهبٍ جيشنا المصري الى العريش دون ان يمر على فايد وقنال السويس ؟ ألم ير في
طريقه جنود يريطانيا يحتلون ارضنا المقدسة ؟». ثم ذكرت جريدة «حدتو» ان الحكومة المصرية تستغل
«مشكلة فلسطين لتحويل انظار الشعب عن قضيته الوطنية؛ وتشغل أذهانه عن الداء الحقيقي؛
قاس الداء هنا في مصر, وهناك في فلسطين وشرق الاردن والعراق» ما هو الا الاستعمار... ان تحرير
وادي النيل وتوجيه ضربة قاصمة للاستعمار البريطاني في مصر هو خير مساعدة تقدمها لفلسطين
والشعوب العربية»(5١05,
واتهمت «الجماهير» عبد الرحمن عزام باشاء اذ قال ان القوة اصبحت ضرورية لرد الظلم عن
فلسطين, بإثارة «حرب عنصرية طائفية دامية تنهك قوى الجماهير العربية واليهودية معا . فهل هذاء
حقاً » طريق انقاذ فلسطين وتحريرها ؟». واعتيرت «الجماهير» ان العدى الاول هى الاستعمار «ولن
يتأتى الخلاص منه باثارة حرب دينية بين العرب واليهود في فلسطينء او بين المسلمين والمسيحيين في
ليذان» بل بتوحيد صفوف كل الوطنيين المعادية للاستعمار, أيا كان دينهم, ف جبهة تضم شعوب البلاد
العربية للنضال والكفاح ضد قوى المستعمر»7١١). ووفقاً لمقولة «الاستعمار أولاً»» اعتبرت «حدتي»
دخول العرب الحرب ضد الدولة الصهيونية, العام «انحرافاً بالتنضال ضد الاستعمار
والرجعية». وفي بيان لهاء ذكرت «حدتى» «ان قرار زعماء العرب بشأن دخول الحربء: يهدف الى وقف
تيار الحركات الوطنية الصاعدة وتحويل حرينا الوطنية المقدسة ضد الاستعمار الى حرب عنصرية
دينية تدعم مركز الاستعمار... انه يرمي الى صرف انظار الجماهير الكادحة عن الكفاح في سبيل
مستوى معيشتها الى امر خارجي ينسيها هذا الكفاح... انه يرمي الى تحويل انظار المعارضة الوطنية
الديمقراطية عن العهود الرجعية الحاكمة في الشرق الحربي عن مؤامراتها لتكتيله في كتلة استراتيجية
خاضعة للاستعمان7١3),
ووصف كورييل حرب العام ١954 ب «الحرب الظالمة ضد دولة اسرائيل»!. وأسف لآن
' حدتو' لم تقدر على تطبيق الخط السياسي الصحيحء وذلك بتحويل الحرب الامبريالية الظالمة الى حرب
عادلة ضد الامبريالية والرجعية(037,
وف الحق ان موقف «حدتوه المؤيد للدولة اليهودية كان متسقاً مع الاساس النظري الذي وضعه
كورييلء؛ ومطابقاً لموقف الدولة السوفياتية فنظرياء رأى كيدييل ان على العرب ان يناضلوا ضد
البرجوازية العربية المرتبطة بالاستعمار اول وان لليهود حقوقاً قومية» بما في ذلك حق الانفصال» وان
على العرب - وفقاً للنظرية الستالينية النضال من اجل «الحقوق القومية» اليهودية . ووصلت «حدتوى»,
نظريًء الى حد تأبيد قيام الدولة اليهودية, باعتبارها تمثل «تطوراً اجتماعياً». فقد «دعا بعض قادة
حدتق ' الى تأييد اسرائيل: لأنها تمثّل مرحلة ارقى من التطور الاجتماعي هي المرحلة الرأسمالية
البرجوازية الديمقراطية في حين ان الدول العربية تمثّل مرحلة العلاقات الاقطاعية,(015), وعملياً.
كان موقف «حدتى مطابقاً تماماً ٠» لموقف الاتحاد السوفياتي من التقسيمء الذي جاء على لسان
المندوب السوفياتي» اندريه غروميكى في هيئة الامم المتحدة حينما أعلن ان التقسيم «حل رديء:
لكنه الحل الوحيد لاعلان استقلال فلسطين وانهاء الانتداب البريطاني». ويعني ذلك ان هناك أمرين:
اما قبول التقسيمء وبذلك يتمكنون من التخلص من السيطرة الاستعمارية؛ واما قبول الوضع كما
هوىء ومعنى ذلك بقاء فلسطين تحت السيطرة الاستعمارية(”'''). هذا التحول في موقف
فلن نشؤون فلسطيزية العدد .١5١ كانون الثاني ( يناير) ١545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)