شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 56)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 56)
- المحتوى
-
سبل السياسة المصرية والمسألة الفلسطينية...
الاتحاد السوفياتي» قد يبرره مبدأ اخضاع النضال في كل بلد لصالح البروزيتاريا العالمية. فمن
الممكن أن يكون الاتحاد السوفياتي وافق على مشروع التقسيم «آملاً منه بأن المهاجرين اليهود الذين
قاوموا الاضسطهاد النازي سيكونون قوة ديمقراطية تقدمية في المنطقة؛ وسيسيرون في طريق دولة
اشتراكية صديقة... اى استجابة لرغبات بعض القادة الشيوعيين في اوروبا وللتقرب من الاحزاب
الاشتراكية الاوروبية وهى تعطف عطفاً كبيراً على اليهود» وللتساهل مع عواطف يهود الاتحاد
السوفياتي واوروبا الشرقية... او لأنه لم ير ء بشكل كافء احتمالات الموقف الثوري في بلدان المشرق
العربي ولم يثق بهذه الاحتمالات ....(071).
وأن يكن موقف «حدتى» يمكن تبريره بمبرّرات موقف الاتحاد السوفياتي الذي يحدّد مصالح
البروليتاريا العالمية, فان «حدتي كانت تستندء في موقفهاء ايضاً, الى الاساس النظري الذي وضعه
كورييل لانشاء الدولة اليهودية. وبمعنى آخرء ان موقف «حدتوه قبول الدولة اليهودية لم يكن مبرره
مجرب التطابق مع موقف الاتحاد السوفياتي؛ وانما كان مبعثه, أيضاً. الاساس النظري للحركة. وان
يكن موقف «حدتىي: أيضاً, المؤيد للدولة اليهودية؛ هى في النهاية, تأييد للبرجوازية اليهودية,
وللصهيونية» كحركة رأسمالية استعمارية» فان «حدتى»؛ وياسم الأممية, ظلت تعمل ضد البرجوازية
العربية والاستعمار البريطاني.
فكيف انتهى الخطاب الماركسي» في مصر الاربعينات, ليستبدل الاممية» كمنطلق الى العمل ضد
الرجعية العربية والرأسمالية الاستعمارية» بالنزعة القومية, كمنطلق الى تأييد البرجوازية اليهودية
والصهيونية كدركة رأسمالية استعمارية ؟
لعل التفسير الاول لذلك التناقض البنائى في الخطاب الماركسي» هو تفسير النشأة. فالاحزاب
الشيوعية العربية «نشات: أول ما نشأتء على يد افراد من الاقليات القومية؛ او العنصرية؛ او
الطائفية» وفي اوساط هذه الاقليات... أن تركيب الاحزاب الشيوعية المحلية وقياد اتها كان من من العوامل
الرئيسة التي حالت دون تحقيق الاندماج الضروري بين الحركة الوطنية والثورة الاجتماعية» بين
العقيدة القومية والعقيدة الاشتراكية العلمية... لقد كان يستحيل على القادة الشيوعيين المحليين غير
العرب ان يفهمواء قهماً صحيحاًء طبيعة الحركة التي يخوضها الشعب العربي ضد الزحف
الصهيوني على فلسطين...»(). ولم تكن الجماعات الماركسية الرئيسة؛ في مصر الاربعينات» لتشذ
عن ذلك. فقد كان مؤسسوها وقادتها من الاقليات القومية والجاليات الاجنبية في مصر(؟""). فجماعة
«الفجر الجديد»: وأان استقلت عن الاجانب: ضمت قيادتها صادق سعد وريمون دويك ويوسف
درويش, وكانوا يهود الديانة من اصول غير مصرية, ثم اعتنقوا الاسلام. والجماعة التروتسكية التي
ضمت كتّاباً وفنانين مصريين؛ كان خلقها مارسيل اسرائيل.
اما الحركتان الركيستان, فقد اسسهما وقادهما الاجانب. فحركة «اسكراء (الشرارة) انشأها
هليل شوارتنء وضمّت لجنتها المركزية ايلي ميزان وسني سلامون وعزرا هفراري وارمان بيليس؛
و«الحركة المصرية للتحرر الوطني» انشأها هذري كورييل» وسيطر على لجنتها المركزية, على الرغم مما
ضمّته من مصريين: ثم أنشق عنها مارسيل اسرائيل ليكوّن «تحرير الشعب». ومن الحركتين
الرئيست ين؛ «الحركة المصرية للتحرر الوطني» و«اسكراء, تكوّنت باتحادهما الحركة الديمقراطية
للتحرر الوطني ( حدتى) القائدة بين الجماعات الماركسية, 1951 - 158448 والتي تشرذمت حين
حمي وطيس الصراع من اجل «تمصين قيادتها. وان نسجل ذلك؛ فان هدفنا ليس اتهام
العدد 15١ كانون الثاني ( ينا اير ) 1545 شُوُون فلسطزية لك - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)