شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 57)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 57)
- المحتوى
-
رضا هلال
الجماعات الماركسية المصرية. في الاربعينات: في وطنيتهاء وانمًا غرضنا محاولة تفسير التناقض في
الخطاب ال ماركسي في تلك المرحلة, بين مناهضة الجامعة القومية. كجامعة سياسية في النضال ضد
الصهيونية باسم الاممية, وبين الاقرار بالقومية اليهودية والاعتراف بالدولة اليهودية باسم الاممية
ايضاً فيما بعد.
فتأسيس وقيادة اليهود المصريين والاجانب للجماعات الماركسية المصرية «كان من الطبيعي ان
يؤكد فكرة الاممية كبديل عن المفهوم القومي, ما دامت الاممية هي الفكرة الوحيدة التي يمكن ان
تضع وجودهم على رأس منظمات مصرية. ان الاممية اصل ثابت في الفكر الماركسي النظري؛ ولكن هذا
الاصل النظري اتخذ سمات وظلالاً متنوعة بتنوّع البلاد والبيئات السياسية؛ واتخذ سمات قومية في
الحركات النضالية لعدد من البلاد. ولكنه, في مصر الاربعينات, اتخذ شكلا اقرب الى الحلول محل
الجامع القومي. ويهذا المسلك الفكريء وجّه الاتهام الى الحركات القومية والدينية بالعنصرية
والشوفينية» واتهام دعاوى التمصير داخل الحركة الشيوعية بالشوفينية ايضاً. فصارت القومية
وهي وعاء النضال ضد الاستعمار تهمة؛ عانى منها عدد من الشيوعيين المصريين أنفسهم في
صراعاتهم التنظيمية ضد الاجانب. وجرت تهمة العنصرية؛ تمليها النشأة اليهودية لهؤلاء القادة في
ظروف صراع اليهود ضد عنصيية النازي في المانياء وفي ظروف تصاعد حركة اليهود العنصرية وهي
الصهيونية»(4؟0),
اذنء كانت قيادة اليهود والاجانب للجماعات الماركسية وراء حلول «الاممية» محل «القومية»
كجامعة سياسية؛ وأساس الادعاء في اتهام الجماعات القومية والدينية بالعنصرية: وسلاح المواجهة
ضد ما رآه القادة شوفينية العناصر الماركسية المصرية التي طالبت بتمصير قيادة التنظيمات
الماركسية. ١
بيد ان عنصي القيادة اليهودية والاجنبية للجماعة الماركسية المصرية» وان كان وراء نفى
«القومية» في مصر اتساقاً مع فكرة الأممية, فانه لا يفسّى وحدهء الخضاع «الاممية» لصالح فكرة
القومية اليهودية والدولة اليهودية في فلسطين. فهناك عنصر ثان: هى «ان مبدأ اخضاع النضال في كل
بلد لصالح البروليتاريا العالمية (الاممية)» ارتدىء أكثر من أي وقت مضىء؛ شكل خضوع وثيق لمصالح
وتقديرات الوطن الاشتراكي الاول (الاتحاد السوفياتي) وقائده الملهم الذي حقق النصر على الفاشية
الدولية (ستالين).05)
كما ان هناك عنصراً خالثاً وهى ان القادة الاجانب للتنظيمات الماركسية «استهوتهم نظرية ستالين
في المساألة القوميةء فنسوا التطيل اللينيني للامبريالية»(' "'). وبالتاليء فقد عجزواء استناداً الى
النظرية الستالينية؛ عن ادراك الغزى اليهودي لفلسطين كشكل اساسي من اشكال الامبريالية في الوطن
العربي. وكان ذلك طبيعياًء لأن الاجانب الماركسيين في مصر بد أوا معادين للعداء السامية؛ كما قال
هراريء وتحوّلوا الى الماركسية ليرفعوا شعار الاخاء «الاممي» بين المستعمر اليهودي والمستعمّر
الفلسطيني العربي؛ ثم رأوا في نظرية ستالين في المسألة القومية ما يدعم «الحقوق اليهودية العربية»»
متجاهلين طبيعة الصهيونية» كحركة رأسمالية استعمارية.
ولذلك: وكما قال صادق سعدء «ساند كبار اليهود في مصر الماركسيين... غير ان هؤلاء الكيار كانوا
يعملون؛ في الوقت نفسه؛ في محاولة استغلال النشاط الماركسي بين اليهود كفرس يجري مع الفرق
الصهيونية»(052),
امن هون فلسطزية العدد :.١15١ كانون الثاني ( يتاير ) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22430 (3 views)