شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 79)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 79)
- المحتوى
-
د ثييل ابراهيم أحمد سس
تطوّر صناعة الفضاء في اسرائيل
كانت البداية في شهر تموز ( يوليو) ,157١ حينما التقت مجموعة من المسؤولين الاسرائيليين,
ابرزهم دافيد بن - غوريون وغولده مائير وبشمعون بيرس» حين تجمّع هؤلاء من أجل مشاهدة اطلاق
اول صاروخ اسرائيلي «شافيت», الذي انطلق الى مسافة لم تتعد ٠١ كيلومتراً سقط بعدها. ثم
تطورت هذه الصناعة مدعمة بتقدم علمي أسرائيلي» وأجنبي» ومساعدات مالية من دول مختلفة.
وكانت ثمرة هذا التخطيط تطوّر الصاروخ غبريئيل؛ والصاروخ أريها الذي تمّ بواسطته اطلاق القمر
«آفق .»١ وفي العام .1541١ وبالتعاون مع صناعة الفضاء الاوروبية» استطاعت اسرائيل ان تخطى
خطوات سميعة تكلّلت بالنجاح باطلاق قمرها الاصطناعي الاول. وتأمل, استكمالاً لهذا النجاح: ان
تتمكن من اطلاق القمر الاصطناعي «عاموس» في العام 155١ وهو قمر خاص بالاتصالات, وتساهم
فيه وكالة الفضاء «اريانا»: الفرنسية. بالاضافة الى ذلك؛ فقد توّجت اسرائيل تعاونها مع الدول العاملة
في مجال هذه الصناعة بتوقيع اتفاق التعاون الاستراتيجي مع الولايات المتحدة الاميركية العام
57, وهو الاتفاق الذي بمقتضاهء يمكنها الاطلاع والتعرف مباشرة على احدث التطورات
التكنولوجية الاميركية, والخاصة بحرب التجوم.
البعد العلمي والتكتولوجي لصناعة الفضاء
استطاعت اسرائيلء بخصوصية علاقتها مع الولايات المتحدة الاميركية, ان تتعلق بها مدّعية
بامكانية اسهامها بقدر في هذا المشروع. الآ ان هدفها الرئيس كان الاستفادة من التقدم العلمي الذي
حقّقته الولايات المتحدة الاميركية في مجال صناعة الفضاءء بالاضافة الى ما تحصل عليه من دول
اوروباء خاصة فرنسا. ويذلك تمكّنت من ان تحرز موقعاً متميزاً بين الدول المتقدمة في هذه الصناعة,
واستطاعت تطوير صناعتها المتعلقة بالفضاءء مثل محركات الصواريخ ومعدات المسح والاستطلاع
والكاميرات التلفزيونية والخلايا الضوئية, بالاضافة الى المعدات الارضية؛ مثل الحاسبات الآلية التى
تستقبل معلومات الفضاء. لقد تمكنت اسرائيل من تحقيق هذا التقدم بفضل اشتراكها في بحوث
«حرب النجوم» مع الولايات المتحدة الاميركية بلا شكء علاوة على التخطيط الاستراتيجي الذي بدأته
العام .151١ وباطلاق القمر الاصطناعي الاسرائيي, بدأ سباق للتسلّح من نوع جديد في الشرق
الاوسعط » حيث تسرب سباق التسلح التقليدي الى الفضاءء تقوده اسرائيل وبدون منافسة:؛ بقدرة على
الاطلاع وكشف اعماق واسرار الدول العربية: من المغرب الى الخليج.
ومهما قيل عن هذا القمر انه نموذجي تجريبي سيبث طيلة اسابيع تقارير بواسطة اشارات
لاسلكية: الآ ان من الواضعء وطبقاً للتجارب السابقة؛ ان من يبدأ في غزو الفضاء, فانه ملزم بمواصلة
التجارب حتى يحقق النجاح المخطط له؛ أي ان اسرائيل سوف تطوّر قدرتها على صنع اقمار
اصطناعية كوسيلة انذار ذاتية علاوة على امكان استخدافها في الاغراض المدنية. وقد عبّر عن هذا
رئيس مجلس ادارة الصناعات الجوية الاسرائيلية, مردخاي هود حين قال ان مؤسسته تدرس» الآن,
عرض تقديم خدمات اطلاق اقمار اصطناعية لدول مختلفة في العالم» مما يدر على اسرائيل أرياحاً
متوقعة تقدر بنحو مليار دولار سنوياً.
وهكذاء لم تغفل اسرائيل البعد الاقتصادي لهذه الصناعة؛ حيث وضعت في اعتبارها ان قدرتها
الاقتصادية لن تمكنها من استمرارية التقدم في هذا المجال» خاصة وان الارقام المبدئية كما ذكر
خبراء الفضاء في اورويا تشير الى ان تكلفته قد قاربت المليار دولار وليس ١6١ مليون دولار
م7 شْوُون فلسطينية العدد ١15.ء كانون الثاني ( يناير) 1544 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)