شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 92)
- المحتوى
-
حب التلفيق في الادب العبري
شيلوح وهزار وضكته يجب ان تدفن في سجل المستقبل. والغريب أنه لا يتخذ من التوراة الا نموذجاً واحداً هو
المكابيون الذين قضوا في انتحار جماعيء أظنه كان الاول في التاريخ المعروف لدينا.
هذه الفكرة تلاحقه في كل صفحات الرواية» كأنه يتنبأ بموت جماعي يهودي جديد . والموت يرود كل شخوص
الرواية. وهي تبدا بأن يقول جوزيف (البطل الرئيس): «اذ! وجب ان اقتل اليوم: فلن يكون بالسقوط من
الشاحنة... قالها وقد تمدّد على ظهر الشاحنة التي تنقله الى برج عذرا كمصلوب. كأنه يريد ان يقول ان الذاهبين
الى بناء مستعمرة, يذهبون وقد وطّدوا أنفسهم على ان يصلبوا... على الموت بطريقة يختارونها هم وليس
الصدقة».
ثم يأتي على وصف أبطال الرواية؛ فردأ فرداًء وينتقي اكثرهم من نزلاء السجون النازية؛ ان لم نقل كلهم.
وهنا يقع الكاتب في اخطاء عديدة: عبر الكتابء لكنها؛ برأيذاء متعمدة؛ منهأ ان عدد القتلى اليهود في اورويا بلغوا
خسمة ملايين. وهذا خطأ شائع يذكره الناس في اوروبا دون التحقق من صحته؛ مع أن عدد جميع اليهود فيها
ما عدا الاتحاد السوفياتي كان أقل من مليونين ونصف المليون. وقد سمعت بكتاب لم استطع الحصول
عليه هى اطروحة دكتوراه قدمت ألى جامعة تولون ينفي صاحبها كل الاسطورة التعذيبية التي يتوجع بها
اليهودء جملة وتفصيلاً. لا يخفى؛ طبعاًء ان اناساً منهم - وعددهم كبير قد وضعوا في السجون, لكن سلخ
الجلود وحرق الاحياء ليس سوى تدجيل دعائي.
أما الكتاب الذي أشرنا اليه, فقد اختفى من السوق بعد نشره, ولم يطبع ثانية, كما هو مصير أي كتاب ينشر
في اوروبا واميركا ضد الدعوة الصهيونية.
يلح كوستلر على ان هؤلاء القادمين هم ورثة اسرى بابل وهم ابناء عذاب استمر ألفي عام؛ عائلة روتشيلد
نفسها منهم, ذاقت في رأي كوستلر العذاب ذاته؛ أما ثروتهاء فقد جاءت عفى خاطر ما جرى لها من احداث.
يصيٌ في الرواية, على ضخامة ما يشتريه الصندوق الصهيوني من أراض عربية وغلاء الاسعار التي
يدفعون؛ لكنه نسي أن كل ما اشتروه حتى سنة 11517 لا يتجاوز اثنين بالمئة من مجموع الارض الزراعية في
فلسطين» وأن جل هذه النسبة باعهم اياها اناس غير فلسطينيين. وهذا الاحصاء مأخوذ عن دائرة المساحة
البريطانية آيام الانتداب؛ أما بعد العام ,١154/ فقد تبدلت النسبة, تبدلاً فظيعاً: لأن شريعة أخرى غير شريعة
القوانين المرعية في دول العالم سدِّت وطبقت.
ولقد اتبع خطة في روايته تقضي بأن يتحدث عن نماذج معينة يقابل فيها عربياً بيهودي؛ وملا الصفحات
بالتغني بالنماذج اليهود؛ فيما جعل من العرب شعباً لا يستحق الحياة.
دينا فتاة حييّة غريبة الاطوار تعشق وترفض الحبء لأنها تعقدت من المعتقل؛ يقابلها مختار قرية الطابغة
السمين؛ الضخمء الذي يتميز عن الوسط الذي يعيش فيه بأنه يعيش في بيت قذر, ولكنه مبني بناء متيناًء ولى انه
غير جميل؛ يسمى كثيرا على بيوت اللبن المهترىء في القرية: مما يجعل من المختار أعلى مستوى.
كان ضابطأ في الجيش العثماني. قاتل ضد الجنرال اللنبي. وما زال يحتفظ من حياته العسكرية بمنظار
استخدمه كيما يرى ما يفعل المعمّرون الذين نزلواء فجأة, في «هضية الكلاب».
أول صورة عن المختار عندما نظر فرأى المعمّرين يعملون؛ انه ارتجف واصقرٌ ولاحت عليه علائم الغضر
على أبنه عيسى الذي اختفى من البيت. غير ان الجد أتى يتوكأ على عصا وسأل ابنه عمّا يجرى وكيف بيعت
الارض.
لم يكن المختار طيّعأً مهذباً مع ابيه عن قناعة؛ وانما تمشّياً مع التقاليد, وخوفاً من مجتمع متخلف. يقول
له: «تلك ليست غلطتي. كل القرية كانت تريد البيع. وكان هؤلاء. الكلاب سيبيعون ضصد ارادتي. وما كنا نلنا
شيئأ.
العدد :15١ كانون الثاني ( يناير ) ١545 شُوُونَ فلسطيزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22134 (3 views)