شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 95)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 95)
- المحتوى
-
د. سامي الجندي
بعد ان انتهى الرقص بقليل, بدأ هجوم العرب على المستوطنة؛ حتى اذ! احتدم هبٌ اعصار امتلأت منه
السماء بالغيوم؛ ثم مطر جزاف انهى المعركة بانسحاب المهاجمين. معركة لم تتكرر فيما بعدء لأن العرب» عنده»
لا يقدورن على الاستمرار. قابلية ادراك معنى الحرب غير موجودة لديهم. ترى أكان يعني بالعاصفة ان عناصر
الطبيعة تشد أزرهم ؟!
كل شخوص الرواية العرب» عنده؛ هم أشخاص بلغ النقصان بهم حدّأ يجعل اخلاصهم مستحيلاً وكأن
النقصان هو الاصلء فيما الشخوص اليهود» وكلهم دون استثناء معقد, لكنها عقد الذين بلا أرضء الغرياء
حيث حلّواء بحيث يقنع القارىء الاوروبي بأن ما من سبيل الى رد اتسانيتهم لهم الا وجود «الوطن القومي».
وفي فلسطين (أذكّر القارىء بتصريحات جون بول سارتر بعد زيارته الى اسرائيل)» ويلخص هذا الوضع بجملة
لدريفوس: «اذا وجد امامك حاجز ولم تستطع المرور من تحته؛ لا يبقى لديك الا القفزمن فوقه».
انتقل في الفصل الثاني» الى التحدث عن التعاونيات؛ فقدّم لها بجملة من برنامج انشاء التعاونيات الجماعية
في فلسطين الذي أقرٌ سنة :151١ «أن أقامة المزارع الجماعية في أرض - اسرائيل يستهدف ازالة الحقارة
العرقية والاجتماعية».
تحدث جوزيفء في مذكراته عن نفتالي الذي كُرَس شهيد برج عذرا الاول ويطلها. وزاد» فقال أن هذا الايله
لم يكن يؤمن بالعنفء ثم قال: «من أجل ان نرى الابطال يجب ان نستخدم منظاراً لا مجهراً. إن التاريخ هى
سلسلة من السخافات التي ينتج تراكمها أثراً من عظمة,. '
مفهموم عجيب ومبتذل. لكن الذي يدرسء بجرأة» التاريخ اليهودي في كتبه؛ يصل الى هذه النتيجة. ولا أدري
كيف من هذا المنطلق يتصور تاريخهم المقبل وبناء الدولة» لو أننا رأينا من مجمل الكتاب, فيما بعدء ان مهمة
الدولة التى تمهد لها وتخلقها التعاونية تتلخص في انتاج بشر جديدين وانشائهم انشاء مختلفاً عمّا عهدوه. قال:
«كانت الرفيقات يظهرن ببطون كبرت. انهن في غاية الغرور, لأنهن يزدن الولادة القومية؛ ولقد بتن أقل جاذبية
من قبلء وافترض أنهن يغنين النشيد الوطني خلال عملية الانجاب».
ثم تحدث عن زيارة تهنئة بمناسبة مرور عام على انشاء التعاونية» قام بها مختار الطابغة. وبعد ان وجد
إحد المعمّرين في الوادي الذي يقوم تحت تحت المستعمرة قتيلاً وقد سُّملت عيناه وانتزعت خصيتاه في كمين نصب لأي
يهودي يمكن أن يمر ويستغرب هذا الضرب من التجاهل للجريمة ويلح على نفاق المختار. وحين اتصل الحديث
( حديث ا مختار ) بأنباء الاقتراح القائل بالتقسيم (أي تقسيم سنة 1518) أوهم القارىء بأن المختار (ويعني
من ذلك العرب ما دام هى النموذج الذي انتقاه منهم) موافق على التقسيمء فسأله عن مصدر إخباره: أجاب
المختان بعد ان غمز بعينه انه بالغ السرية, فقدّن آنئذء أنه ريما كان البائع المتجول الذي مرّمنذ ايام في طريقه
بين القرى العربية.
وأعلن» في نهاية الزيارة» أنه ليس من حزب امين الحسيني المتشددء وانما هى من جماعة النشاشيبي
المعتدلين» قيما المختار الثاني للطابغة هو من جماعة الحسينيء وان أمله عند اقامة الدولة اليهودية أن يعين
جابي ضرائب أو مفتشاً للباصات التي تسير على الطرق» وان يشنق المختار الآخر لجرائمه.
غني عن القول ان احداً من العرب؛ في تلك الاثناء, لم يكن يتصور قيام دولة يهودية. كانوا ينظرون الى
المستقبل بكثير من التفاؤل القائّم على عدم وضوح الرؤيا السياسية . فكيف يلتمسون عطف عدوهم بهذه الصورة
الشائنة ؟
وفي الرواية كثير من الآراء التي يجب الاطلاع عليهاء وأهمّها ما تعلق بتربية الجيل الصهيوني الجديد:
«ائنا نربى اطفالنا كامراء, فيما يعيش الجيل السالف كالخنازير». وذلك مثل عن الغلى الضار الذي تحمله الشدة
اذا تصالبت مع التعصب اليساري. اننا نتعامل مع الجيل الجديد وكأنه صنم فيما يؤْخذ السالف له على انه
«سماد المستقبل»: وذلك ما كان يقوله متزمتى الثورة الرووسية في بداياتهم. والنتيجة نسبة مرتفعة من المرضى
15 شوُون فلسطينية العدد .١5١ كاتون الثاني ( يناير) 1945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 190
- تاريخ
- يناير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)