شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 98)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 98)
المحتوى
ل التلفيق في الادب العيري
مساجين. اما أناء فحرٌ أستطيع ان أرحل متى أردت» أى أقيم متى شثت...»
وهو أراد ان يتوصل للقول أن العربي جؤالء لا يرتبط بالارضء وليس له وطن؛ فلماذ! يعذيه ضميره اذا
طردهم من قلسطين ؟
استمر المؤلف يتحدث بلسان جوزيف عن آثار التعذيب النازي باليهود» قال: «أغلقت عينيٌ وأخذت اتخيّل
ما كنت أفعل بالبشر الذين جعلوا دينا على هذا الحال. لى اني اضع يدي عليهم». ثم قال: محتى الآن» وبعد ان
استرديت منطقي» متى سنحت فرصة الانتقام سأضع يدي عليها ولى خالفت عقلي وقناعاتي». ثم أعطى مثلاً
يشرح فيه وضع اليهودي في فلسطين .حادثة روآها له ديق صقي معن فلاح صف حاول قتل عشيق زوجته
فوضع في السجن خمس سنوات . فلما انتهت, خرج للتى الى العشيقء فقتله وقضى بقية عمره كلها سجيناً
وسعيداً...». وأضاف على هذه الرواية: «يبدى ان الجوٌ او الاحتكاك بهذه الارض ' المخردقة ' بمغاور الاجداد
يثير متل هذه العواطف» . ثم قال: «اذا لم أعضء فان غضبي سوف يعض احشائي نقسها. من اجل هذا كان
عرقنا كله مقروحاً في أبشع المعاني حرفية».
وقال في الرواية ان المعركة في فلسطين كانت معركة بين حرس الأشجار واعدائها: «كانت تلك أشجاراً دخيلة
ع (الفستق الحلبي !)» أشجاراً عبرية» كلّ من جذوعها السامقة ينفرز كشوكة في عين كل وطني عربي. ولذلك
كانوا ينظمون ليلاً غزوات لقطع الاشجار الفتيّة وانتزاع الغراس من الارضء وتقوم خلال الثورات معارك دامية
بين حرّاس الأحراج العبرانيين وذبّاحيهم العرب».
في الرواية أمران أساسيان أراد ان يبرزهما كوستلر: أولهماء ان العرب؛ في العصر الحاض بلا تقاليد: أي
ذوو تقاليد من عصور الاحتلال المفرط باضطهاد الأممء والذي لم يقاوموه بضراوةء وانما تلاءموا معه احتيالاً
ونفاقاً. الأمر الثاني» ان اليهود يبنون تقاليد ترتكزء أساساً »علي تضحيات المكابيين العنيدة والدوفما التوراتية
وما فيها من اخبار وأماكن؛ لكن يايمان جديد يكاد يكون علمانياً.
وبعد ان مرّ بحياة العرب» نقطة نقطة؛ حتى المطعم العربي وحتى المحاكمة التي يحاكم فيها قروي عربي
لأنه كان يستخدمء على الرغم من الانذار, بغلته المريضة المقروحة دون ان يعالجهاء تأتي المقارنة مع المطعم
اليهودي والمقهى اليهودي ومع ناج من الغرق رمى نفسه في البحر من سفينة للمهاجرين (الفارين من أورويا)
فسبح حتى الشاطىء» وعندما وصله أغمي عليه, ورآهء طبعاً. عربيء فوشى به الى الشرطة, فاقتادته الى التحقيق»
فالمحكمة. يختاره كوسظر من نزلاء د اشى والناجين من المذبحة الهتلرية. ترى كيف «زمط» منها ؟
العربي في الرواية يناور ويكذبء ويخاف من رقيب الشرطة؛ فيما يقف خرّيخ داشى برجولة ودقة وشجاعة.
لم أتصور أن كاتيا له أهمية يتهاقت الى هذا الدرك.
بعد هذا كله نصل الى حادثة الرواية الرئيسة. كيف قتلت دينا ؟ دينا المسكينة التي أصيبت بتعقيد نفسي
بين يدي التحقيق النازي. دينا التي تضيق أنفاسها اذا ذهبت رياح الخماسين ويهدىء لواعجها القمر الصافي.
دينا التي رفضت الزواج وأولعت بالتأمل في مقابر جدودها قبل هدم الرومان لمعبد سليمان.
في اثناء احدى نزواتهاء خرجت من سهرة مع بعض رفاقهاء وفي موجة من الغيرة سبيها انها لم تستطع
الزواج (من عقدتها النفسية) من حبيبها الذي مني بغيرهاء فذهبت الى الاسطبل وأيقظلت الفرس «سالومي»,
وامتطتهاء ونزلت الوادي لزيارة قبر جد من الجدود.
كانت حوادث الا الاعتداء العربية كثيرة (ولى ان تأثيرها لا يؤبه له)؛ لكن دينا لم تتراجع؛ على العكسء, كانت
أمثال هذه الحوادث تزيد في رفيتها بالمغامرة.
منذ ان اتجهت باتجاه الوادي تحوّلت ريح الخماسين الى ما يشبه الصبا الناعمة. غير انها التقت, في
سبيلهاء فلاحاً لم يخف عليها انه من الطابغة؛ وقدّرت من ثنيّتيه المفقودتين ومن عينه الضائعة انه ابن
العدد ‎:15١‏ كانون الثاني ( يتاير ) 1985 لشؤون فلسطيزية /ا5
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 18242 (3 views)