شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 99)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 190 (ص 99)
المحتوى
د. سامي الجندي
المختار. خافت ولكزت القرس باتجاه مغارة قبر أحد الجدوب (كما تسميه): وأحستء حين اقتربت منه وابتعدت
من القلاحء بالطمأنينة.
تدلت من ثقب ياب المغارة ونزلت. هالتها الرائحة القذرة؛ فلقد استخدمها الرعاة العرب لقضاء ء حاجاتهم.
جاءت عدة مرّات قبل هذه الزورة: وفي كل مرة استفدحت عدم وجو الرأس مع بقية العظامء وتساءلت عمن
أخذه . وحفرت الارض قليلاٌ لعلها 3 تعثر على عملة ماء فلا بد ان يكون الذين دفنوه قد وضعوا بعض النقود.
تعثر على شيء؛ فخرجت من المغارة وهبّت عليها من جديد, حارة لاهبة؛ ريح الخماسين. وامتطت سالومي
راجعة الى برج عذرا. في الطريق رأت فاقد ثذيّتيه ومعه اثنان. في اليوم التالي وجدت دينا قتيلة.
قال جوزيف: «ليس هناك من شيء هام آرويه. يقول الطبيب انهم كانوا على الأقل اثنين. ويبدى انها دافعت
عن نفسها بعنفء لأن أظافرها كلها تكسّرتء وعليها دم: وتحتها نتف جلدء كما كانت بقايا جلد بين أسنانها. ولقد
عدّوا في جسدها سبعا وعشرين طعنة خنجر لم تسبب أي منها وفاة سريعة. كان أنقها محطماء وانتزع منها شعر
بجلد . هذا كل شيء لولا انهم سرقوا أيضاً سالومي».
ماتت؛ أذاًء دفاعاً عن الفريسء خشية ان يسرقها اللصوص العرب ؟
عجيب! كوستلر الذي أدعىء في شبابه» بالشيوعية والنضال من اجل الديمقراطية وضد النازية يكتب ذلك ؟
هل بوسع القارىء ان يرويء أى يتصور, ان النازيين كتبوا مثل هذه الأشياء عن اليهود ؟ لقد قرأت كثيراً من
الأدب النازي والفاشي, فلم أجد فيه ما وجدته في هذه الرواية؛ وفي آثار أخرى يهودية, من بله.
بعد حادثة دينا وسالومي » أخذ جوزيف يطالب بالانضمام الى الارغون كي يكون أرهابياً ؛ لكنهم لم يقبلوا
بهء لأن حقده لم يكن كافياً. وعيّنوه مذيعاً في الاذاعة السرية باللغة الانكليزية, لأنها لغته الأصلية.
جيء بالشرطة التي استخدمت الكلابء فتبعت الأثر حتى وصلت الى بيت المختار؛ لكن ذلك لا يثيت شيئاً:
لأن الناس في القرى القريبة يؤمّونه جميعاً كل يوم . وقرر أصدقاء جوزيف ان يتنتقمواء لكن حين يتأكدون من هو
القاتل وليس جزافاً كما هى عادة العرب!
ذأت مساء طرق باب المختار. ودخل اثنان جاءا في سيارة: فاقتهمأ الباب وأستيقط الخادم وبعده المختار.
قال احدهما: «أنت مطلوب يا مختار.
«- من يطليتى ؟
« سألا الخادم الخروج.ء وقالا للمختار يصوت خفيض: فوزي!
« لبس وخرج معهماء فقاداه الى المكان ذاته الذي قتلت فيه ديناء وأخذ! منه خنجره فطعنأه به حتى الموت»
بعد ان ضريه احدهما بالمسدس الى ان سقط أرضاً... كانا متأكدين أنه ليس القاتل ومن أنه يعرف من هى
فاقتصوا منه وقتلوه بالطريقة عينها وبوسيلة التعذيب ذاتها. لكن الفرق بينه وبين دينا انه لم يقاوم
«غضبت الطايغة غضباً شديداً لموت المختار من اجل أمرأة جديرة بالقتل؛ لأنها كانت تلبس أكماماً قصيرة
وينطالاً قصيراً دون حشمة...». هكذا!
«وهاجم أهل الطابغة برج عذرا لكن حررسها ردّهم بسهولة. وبعد ذلك استأتفا حياة الجار والجار.
قال في الرواية» وهنا النقطة التي تستحق أكثر من سواها التأمل» على لسان بومان» وهى أكثر الشخوص
تمثيلاً لأقكار الارغون: «لا بد لجنودنا من نظام. ولا نظام من غير طقوس... أنه مناف للعقل ان يتعرض رجل الى
نيران رشاش» لأن رجااٌ آخر أمره بذلك؛ مع هذاء فالجيش مبنيٌ على مبد! لامنطقي بأن ذلك هو الواجب. ولذلك
كان لكل جيش تقليده وخرافته. وه ذ! الدور الذي تلعبه التوراة والمكابيون في تقليدنا وخرافتناء أ أعجبك ذلك أى
أعجبني أم لم يعجبناء سيان».
548 لشوون فلسطزية العذد ‎:16١‏ كانون الثاني ( يناير) 15/44
تاريخ
يناير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)