شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 7)
المحتوى
محمد عبدالردحمن سم
الذي كان عليه العام 1571, وهذا أمر طبيعيء نتيجة تطوّر الحياة ذاتهاء ولا يعقل ان يبقى مستوى
المعيشة ثابتاً خلال عشرين سنة:؛ الآ انه, مع ذلك » لا مجال لمقارنة مستوى الرخاء بين الجانبين. ويكفي
ان ذعرفء ان ناتج الفرد في الضفة الغربية يبلغ حوالى ثلث ناتج الفرد الاسرائيئيء ويبلغ في قطاع غزة
حوالى سُدس ناتج الفرب في اسرائيل(١١)‏ ونتيجة لكل ذلك؛ يختلف الاسرائيليون في تقدير نسبة
الضائقة الاقتصادية كعامل مسيّب للانتفاضة . فبينما يقدرها البعض بنسبة 58 بالمئة» يرى آخرون
أن وزن العامل الاقتصادي أقل من ذلك بكثير. فوزن العامل الاقتصادىي؛ من وجهة نظر هؤلاء, لا
يكاد يذكر بالنسبة الى العامل الأساسي للانتفاضة: «فالرغبة في اقامة دولة قلسطينية, ‎٠‏ حتى ولو بثمن
من الجوع: هي أقوى من أي شيء آخن 0 .في هذا السياقء جاء تحرك سكان الاراضي المحتلة في
كانون الاول ( ديسمبر ) 1147, حيث وجد الاسرائيليون أنفسهم وجهاً لوجه مع الشعب
الفلسطينيء العدى الحقيقي لهم عليهم مواجهته في معركة اضطروا الى خوضها في المكان والزمان
الذي اختاره الفلسطينيون» ويأسلوب جديد لم يرغبه الاسرائيليون؛ ولم يتوقعوه بطبيعة الحال؛ ولن
يعود الوضع الى سابقه قبل الانتفاضة» وسوف تستمر عمليات مقاومة الاحتلال؛ وأي هدوء؛ أوتوقف,
«سيكون بمثابة مهلة زمنية لتأمّب الفريقين للمرحلة المقبلة»0'). فالمواجهة تحدث بين شبان
فلسطينيين» ابناء جيل ترعرع وتثقف تحت الاحتلال؛ «جيل عزل القيادة القديمة والمؤسسية؛ وهو
يحتل مكانهاء مُظهراً سيطرة ة تكاد تكون كاملة على مخيمات اللاجئينء وعلى الشارع الفلسطيني»!؟0).
ويعتقد الاسرائيليون بأن سكان المناطق المحتلة يبذلون جهدهم لترجمة انجازاتهم يخطوات
سياسية تمهّد لاقامة دولة فلسطينية. وهذه أول مرة في تاريخهم لا يعتمدون على جهة خارجية تقوم
بالعمل من أجلهم. «وقد أعطى اعلان الملك حسين فك ارتباط الضفة الغربية مع الاردنء عملياً » الدفعة
الأخيرة» والأقورى, لميلهم الى أخذ زمام مصيرهم بأيديهم, » بواسطة م.ت.ف. وهم يحثون الآن زعامة
م.ت.ف. والمجلس الوطني الفلسطيني على بلورة مشروع سياسي: ووضعه موضع الفعل»(05.
الصراع فلسطيتي - أسرائيبي
المواجهة:؛ اذا هي مع الحقيقة الفلسطينية التي حاولت القيادات الاسرائيلية المتعاقبة,
وبمختلف اتجاهاتها السياسية؛ تغييبهاء والبحث عن حل اقليمي: أو دويء لما اصطلح على تسميته
أزمة الشرق الاوسط, متجاهلين» بذلك؛ الطرف الحقيقي الذي يجب الاعتراف بوجوده ويحقه المشروع
على أرض وطنه.
لقد استطاع الاسرائيليون عبر قوتهم العسكرية؛ ومن خلال الحروبء أقلمة الصراع او تدويله
حيناً: ‎٠‏ وتجميده في أكشر الأحيان؛ الا أن الانتفاضة استطاعتء: خلال وقت قصير نسبياً: » تصحيح
الكثير من الأمور في معادلة الصراع العربي ‏ الاسرائيي» ووضعه في قالبه الصحيع؛ اذ ان المواجهة؛
الآن» هي فلسطينية ‏ اسرائيلية في اطار الصمراع العربي - الصهيوني. فالفلسطينيون في الاراضي
المحتلة هم التجمّع الفلسطيني الأكبر بين التجمعات الفلسطينية الأخرى, وهم بؤرة النشاط الوطني
بعد العام ‎١585‏ والقاعدة الشعبية للحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة بقيادة م.ت.ف. وقد اجتاز
هذا الشعبء طوال أكثر من عشرين عاماً من الاحتلال, «مساراً مكثقاً من الفلسطنة: بمفهوج تعزيز
الوعي والهوية الوطنية الفلسطينية»[07).
لقد أعادت الانتفاضة الفلسطينية: منذ العام /1541: الصراع في الشرق الاوسط الى سايق عهده
قبل أكثر من مثئة عامء عندما حصلت المواجهات الأولى بين الصهيونيين القادمين من أنحاء
3 نؤُون فلسطيزية العدد ‎:15١‏ شباط ( قبراير) 1946
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)