شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 8)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 8)
- المحتوى
-
الانتفاضة وخيارات اسرائيل الصعية...
الارض كافة؛ وبين الفلاحين الفلسطينيين المدافعين عن وطنهم من النهب والاغتصاب. وفي كانون
الأول ( ديسمبر ) 19419 لم يعد في الامكان تجاهل حقيقة ان الشعب الفلسطيني اعاد النزاع الى
سابق عهده؛ وعاد هذا الشعب ليحتل منزلة الخصم الاساسي للدولة العبرية. فلأول مرة منذ العام
يسدب في أوساط الرأي العام العالمي انطباع ان النزاع الشرق أوسطي ليس نزاعاً حدودياً بين
الدول العربية واسرائيل» بل هو صراع بين محتل أجنبي وشعب يناضل لازالة الاحتلال من على
أرضه. وليس من السهل على اسرائيل حل هذا المأزق عبر حرب جديدة: مهما كان اتجاههاء أودرجة
الحسم قيها.
لقد ألغت الحرب الفلسطينية الجديدة من القاموس الاسرائيلي عبارتي «الحدود الآمنة» والحدود
التي «يمكن الدفاع عنها». أي بمعنى ان الجدل الذي يجرى التركيز عليه» الآن» يتمحور في «طابع
الدولة التي تدافع الحدوب عنهاء وليس في شأن مدى منطق تلك الحدوب العسكرية»!5١). أما الجيش
الاسرائيليء ذراع اسرائيل الطويلة وصاحب الحلول السحرية لكل الأزمات الاسرائيلية الصعبة منذ
أكثر من أربعين عاماًء فقد استطاعت الانتفاضة أن تلوي ذراعه؛ وتعرّي حقيقته «الدفاعية» على
الرغم من ادعاءات قادته ب «طهارة سلاح» جيشهم . ووقف هذا الجيش عاجزاً تجاه الابتكار الحربي
الفلسطيني الجديد . وقد اعترف رئيس الاركان الاسرائيلية: الجنرال دان شومرون:» بأنه لا يملك حلولا
سحرية لقمع الانتفاضة؛ فهذه معركة «عميقة ومترسّخة في وعي الاشخاصء حيث يظهر التوتر مرة
بعد أخرى»4(2). ونقلت أوساط صحافية اسرائيلية عن مصادر عسكرية رفيعة المستوى قولها ان
الانتفاضة «هفي حرب حقيقية خسرناها. والحل هو في التفاوض مع م.ت.ف.03(2).
وإزاء هذا التبلور للحركة الوطنية الفلسطينية في الاراضي المحتلة؛ تعرّزت مكانة م.ت.ف. عربياً
دي وفشلت جميع محاولات شق الوحدة الوطنية الفلسطينية. خاصة فيما بين الداخل والخارج.
يحققت المنظمة نجاحات كبيرة على أكثر من صعيد. ولا يخفي الاسرائيليون اعجابهم بدقة التنظيم
التي ب يتمتع بها قادة الانتفاضة:؛ وجلريقة تحديد الاهداف التي يطرحونها في كل مرحلة من مراحل
النضال, م يتلاءم مع الظروف المتغيرة. فقد تبدّلت العفوية التي ميّزت المرحلة الاولل بقسط من
الضبط والقدرة على التوجيه, «وضعقت الدوافع غير المتعلقة ب م.ت.ف. الى حد ما»(' ')؛ وحقق قادة
الانتفاضة انجازاً هاماً يتعلق بالمحافظة على وحدة الصف حول دعائم خطة حد أدنى واقعية . ولهذا
الانجاز مغزى مباشر رئيس. وأصبح قسم هام من الاسرائيليين ينظر الى الشعب الفلسطيني نظرة
جديدة. وحدث تغير في موقف «الأكثرية الصامتة في اسرائيل امن الفلسطينيين على جانبي الخط
الاخضر؛ وهذاء على المدى الطويل: ثمن الانتقاضة الأغلى»(١"). ولم يعد في الامكان تجاهل وجود
الشعب الفلسطيني: وضرورة الاعتراف بدوره في تقرير مستقبله.
قرارات مصيرية
لقد أيقظت الانتفاضة نقاشات عديدة من سباتهاء هي محور خلاف تاريخي بين مختلف
التيارات السياسية في اسرائيل ولا توجد لها أجوبة محدّدة حتى الآن. ويعود هذا النقاش الى
العشرينات والثلاثينات من هذا القرن» وهي السنوات الصاخبة التي تبلورت خلالها الافكار الرئيسة
للحركة الصهيونية. وكان النقاش تركزء آنذاك؛ على ماهيّة الوجود العربي في فلسطين» وكيفية التعامل
معه ؟ وتجدد هذا النقاش بعد حرب العام ١4371 واحتلال المزيد من الاراضي الفلسطينية والعربية.
وجاءت الانتفاضة لتفرض على الاسرائيليين تجديد النقاش, لكن بجدية أكثر, وبشعور حقيقي
بالخطر. ويدور الجدلء الآن؛ حول هويّة الدولة وحدودها ؟ وتعريف سكانها وقدرتهم على
العدد ,١151١ شباط ( فبراير ) 1145 دون قلسطؤية 37 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)