شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 21)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 21)
- المحتوى
-
د. عبد الرحمن الصالحي سس
وكانت خشيته في ان يكون ذلك مؤامرة يديّرها الملك السعودي مع الرئيس السوري شكري القوتي
لتقسيم شرق الاردن(9).
وبجانب هذا الموقف الرسمي للدول العربية» فان موقف القوى العربية داخل فلسطين لم يكن
أفضل حال فضلاً عن العجز المالي والعسكري والمتمثل» بصورة أكبرء في قلّة الاسلحة والذخائر. فقد
كان عرب فلسطين منقسمين ما بين أنصار المفتي وخصومه.
وعلى الجانب الآخر, هلّل الصهيونيون لقرار التقسيم؛ وعقدوا عزمهم على تحقيق اهدافهم. وقد
وضعت القيادة العليا لقوات الهاغاناه خطة شاملة لاحتلال فلسطين اطلقت عليها خطة «داليت»
(:221 ) مستهدقة السيطرة على المنطقة العربية؛ طبقاً لقرار التقسيم» فضلاٌ عن المناطق التي
احتلتها اصلاً القوات الصهيونية!").
ومجمل القول أنه.ء بعد صدور قرار التقسيم مبأشرة. تصاعدت المواجهاتٍ بين العرب
والصهيونيين في القدس وحيفا ويافا وعلى كل الاراضي الفلسطينية تقريياً .وان ن كنا لا نقّل من جهد
العرب في مقاومة هجمات الصهيونيين البريرية, الا انها لم تكن على القدر الذي يفرز صدّاً » أو مقاومة
فعّالة» الا ان العرب حاولوا التأر قدر المستطاع(١). كما ان دخول جيش الانقاذ الى فلسطين» بقيادة
فوزي القاوقجيء عمل على السيطرة على عديد من المواقع الاستراتيجية الهامة في فلسطينء وقطع
خطوط مواصلات اليهود» وتمكّن من السيطرة على طريق القدس يافاء كما حاصر اليهود في القدس
الجديدة: وقتل المئات واستولى على أسلحة وذخائر وتموين.
قيام اسرائيل
على الرغم من الحرب غير المعلنة بين الاطراف العربية واليهودية: فقد أعلنت بريطانياء في ؟١ أيار
( مايى ) ١1544 أنها حددت الساعة صفر من تاريخ ١5 أيار ( مايو) 194/4 لانهاء الانتداب على
فلسطين. وقبل الساعة صفر من تاريخ ١5 أيار ( مايى) /155١ء وفي مدينة تل - أبيب» وقف رئيس
الجهاز التنفيذي للوكالة اليهودية في فلسطين, د افيد بن - غوريون» يعلن ميلاد دولة يهودية في فلسطين
باسم اسرائيل().
ولقد واكبت تلك اللحظة؛ أيضاًء بداية زحف الجيوش العربية الى فلسطين: وتمكّنت؛ في خلال
أسبوعين, من السيطرة على المناطق العربية؛ طبقاأً لقرار التقسيمء عدا الجزء من الجليل الاعلي
ويافا() معلنة ضرورة عودة حكم فلسطين الى سكانها الذين يملكون حق تقرير مصيرهمء وذلك وفقاً
لنصوص واحكام الامم المتحدة.
العالم العربي وحرب العام 19558
كان ادراك العرب ورؤيتهم الى المشكلة الفلسطينية» منذ تفجّرهاء ادراكاً متبايناً ورؤية غير
متعمّقة فضلاً عن التباين الراجع الى الظلروف الداخلية والمحددات الخارجية لكل دولة.
ويصفة عامة» فان الدول هذهء في معظهماء لم تكن مستقلة في ادارة سياستهاء خاصة الخارجية,
بالقدر الذي يعطيها حرية الحركة» والمرونة» ومن ثمّ» فانه لا يمكن غض الطرف عن محدد التدخل
الاجنبى. وسيعالج هذا الجزء من الدراسة موقف كل دولة تجاه القضية» وبصفة خاصة في ضوء
الاحداث المتلاحقة, وخاصة بعد اصدار قرار التقسيم. فبعضها رأى تحريك جيوش نظامية,
5 نشؤون فلسطية العدد ,.١5١ شباط ( فيراير ) ١945 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22429 (3 views)