شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 33)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 33)
المحتوى
د. عبدالرحمن الصالحي ل
الافصاح عن ذلك؛ وانها كانت تود ان يتمكن الملك عبد الله من احتلال الجزء العربي من فلسطين مع
الاتفاق مع الصهيونيين حتى يمكن تسوية المسألة عند هذا الحد. وحقيقة:؛ لقد كانت بريطانيا متعامية
عن أمور كثيرة, ولا يمكن دفع مسؤولية اقامة اسرائيل في قلب فلسطين والامة العربية بعيداً منهاء
وأن دافعت عن موقفها من البلاد العربية» ذاكرة انها لم تحتّها على القتال؛ وانها تدخلت بصورة تحفظ
كرامتهاء خاصة وانها قدّمت العتاد الحربي الى كل من مصر وشرق الاردن والعراق» وان الهدنة جاءعت
في وقت كانت الظروف العسكرية للدول العربية سيئة ومعرّضة لهزائم محققة, وان بريطانيا حالت دون
ادانة الدول العربية واعتبارها معتدية(؟).
اللوقف الاميركي
كان من بين نتائج وآثار الحرب العالمية الثانية وبروز الدور الكبير للولايات المتحدة الاميركية
الاهتمام بمنطقة الشرق الاوسط عند تخطيط السياسة الاميركية بعد أن تأكدت أهمية المنطقة,
استراتيجياً وعسكرياً. سواء كمركز للمواصلات او كمصدر للنفط. ولقد كانت بريطانيا تظن ان بوسعها
احتواء الاطماع الاميركية في اطار من التعاون الثنائي؛ الا انه غاب عذها أن نتائج الحرب غيّرت من
الموقف الاميركي كثيراً. بل واخذت الاخيرة تتطلع الى ان تّحل محل القوى الاستعمارية التقليدية في
المنطقة, طبقاً لاستراتيجية جديدة معلنة بمسوح ديمقراطية ورافعة راية خطب ود الشعوب وتشجيع
الاستقلال» الآ انهاء اولا واخيراًء تحقق مطامعها الاقتصادية والسياسية في المنطقة, وتعملء في الوقت
عينه؛ على اقصاء الاتحاد السوفياتي عنها(7).
ولقسد ظلت الولايات المتحدة الاميركية بمنئى عن القيام بدور أساسي في المنطقة لعديد من
الاسباب؛ لعل من بينها ان المنطقة كانت منطقة نفوذ بريطاني. الا انه مع ظهور عديد من المتغيرات,
تأثّرتَ السياسة الاميركية بها. ولعل من أهمها تزايد النفوذ الصهيوني المصحوب بضغوط على الاتحاد
السوفياتي كقوة كبرى تقترب حدودها الجنوبية من الوطن العربي (0).
وازاء هذه المتغيرات» فان الولايات المتحدة ادركت مساويىء الاستراتيجية الاستعمارية
التقليدية؛ وحاولت تعديلها بما يتلاءم والمتغيرات الراهنة؛ وان كان هذا لا يتعارض مع الاهداف
الاستراتيجية الثابتة المرتكزة على تحقيق مصالحها.
ولقد تدخلت الولايات المتحدة باسلوب غير مباشر في تأييد اطماع الصهيونية في فلسطين منذ
أواخر القرن التاسع عشر, ويطلبها من السلطات العثمانية تسهيل هجرة اليهود الى فلسطين. وأيّدت:
وياركت» وعد بلفور, وكذلك صك الانتداب البريطاني على فلسطين. حتى ذهب حاييم وايزمان الى حد
مباركة التأييد الاميركى بقوله: «مضى اصدقاؤنا الاميركيون الى أبعد من هذا الحدّ؛ فقرروا شكل
الدولة التي ستقام؛ منادين بقيام جمهورية يهودية»(5؛).
والواقع ان السياسة الاميركية تجاه اليهود قد تطوّرت:؛ ان لم يكن تبدّلت تماماء لتعكس رؤية
اميركية جديدة تجاه الصهيونيين, سواء لدى النخبة الاميركية الحاكمة, أو لدى الرأي العام
الاميركي» وكلها مكاسبء او تطورات؛ ايجابية تماماً بالنسبة الى الصهيونيين!”*).
واذا كان التأييد الاميركي الكامل للصهيونيين تأرجح في اثناء الحرب العالمية الثانية, حرصاً على
الموازنة بين المصالح الاميركية كافة وعدم اغضاب العرب في اثناء الحرب» فقد أرسل الرئيس الاميركي»
فرانكلين روزفلت: في أيار ( مايى) 1547. الى الملك عبد العزيز آل سعودء رسالة سرية أكد فيها
7 شُوُون فلسطزية العدد ‎:.١151١‏ شباط ( قبراير ) 1945
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 17772 (3 views)