شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 81)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 81)
المحتوى
د. عبد الوهاب المسيري
«العبرانيين» (كجماعة اثنية) وبني يسرائيل (كجماعة دينية). وهذه المرحلة الكبرى تقسم؛ بدورهاء
الى فترات عدة, وهي مرحلة يختلط فيها التاريخ بالاسطورة: ويتم اسقاط مفاهيم من فترات لاحقة على
‎١‏ فترة الآباء (البطارقة) ‎56٠١‏ 00؟١‏ ق.م.): ابتداء من ابراهيم حتى يوسف.
وحسيما 509 في التوراة, قطع الله على نفسه عهداً لابراهيم ان الشعب الذي سينددر من صلبه
سيكون شعباً عظيماًء وان أرض كنعان ستكون من نصيبه. وحسب الرؤية التوراتية؛ يمكن القول ان
عبادة الآباء قد تأثرت بالتراث الديني السامي القديم بتقديسها للقوى الطبيعية والايمان بالروح
والشياطين والتحريمات (18000 ) وتمييزها بين الطاهر والنجس؛ ويلاحظ وجود عناصر وثنية: كما هو
الحال في قضية التيرافيم (الاصنام) .
‏؟ - موسى والخروج من مصر أو فترة سيناء ‎١‏ 85175- 6 قل.حم.): تلقّى موسى؛ في
سيناءء الوحي الالهي من يهودء والأمر بآلا يعيد الآه, باعتباره الاله الواحدء ويعدم تجسيده؛ أو
تشبيهه؛ بشيء من خلقه (أي ان الخالق يصبح خالق التاريخ والطبيعة منقصلاً عن كليهما). وقد
صاحيت هذا الوحي مجموعة من الطقوسٍ والقوانين الاجتماعية تحكم القبائل العبرانية في محيطها
الصحراوي: أي نزل قانون ديني دائم ينظم المجتمع, وعلاقات أفراده. وفي هذه الفترة. تجدد العهد
الالهي المعطى لأقباء. ويعد الخروج ذاته تحقيقاً لهذا الوعد ؛ وتعد حادثة الخروج هي اللحظة التي
ولد فيها اليهوب (بني اسرائيل)؛ كجماعة دينية متميزة.
‏- للواجهة الاولى مع حضارة كنعان والصراع بين يهوه وبعل ‎0817-8٠‏ قم ):
حينما دخل العبرانيون فلسطينء أو ارض كنعان: وجدوا ان عيادة بعل ‎٠»‏ وشي عبادة من عبادات
الطبيعة, كانت سائدة هناك, وقد حملوا معهم عبادة يهوه وهي عبادة الصحراء. وحينما امتزجواء
وتزاوجواء مع السكان الاصليين: وتِبدُوا لسانهم, تم الامتزاج بين العقيدتين. وقد أصبح التناقض بين
عبادة يهوه (رب التاريخ والشعب) وعبادة بعل (رب الطبيعة والحياة اليومية) هو التوتر الاساسي الذي
تحكم في حياة العبرانيين الدينية, حتى سقوط الدويلتين اليهوديتين. وقد شهدت هذه الفترة ظهور
الانبياء المدافعين عن عبادة يهوه. والاصلاح التثنوي (١؟7‏ ق.م.) هو تعبير عن التوتر آنف الذكر,
الذي كان له ابعاده السياسية. وحسب التصور الديني» اكتمل الوعد الالهي بالارض والخلاص في
مرحلة الملوك؛ كما تمّ تشييد الهيكل في تلك المرحلة (مرحلة الهيكل الاول) وتحوّل الى محور الديانة
اليهودية. وكان يشرفاٌ على العيادة القربانية» المرتبطة بالهيكل: الكهنة. وعلى الرفم من تأكيد وحدانية
الله؛ فقد ظهرت مفاهيم أخرى ذات طابع حلولي متطرفء مثل الاختيار (بتضميناته العرقية) والتركيز
على الارضء تحدٌ من عالمية الخالق وتجعله مقصوراً على شعبه وأرضه: مما ينقص من وحد انيته. وقد
ظل هذا توتراً أساسياً في النسق الديني اليهودي. قاله العالمين لا يحتاج الى ارض أو شعب؛ اما الاله
القومي» فيحتاج الى شعب وأرض. وهو توتر بين النزعة الدينية الاخلاقية التي تبحث عن الخلاص في
الزمان والنزعة الوثنية القومية التي تبحث عنه في المكان (التي يمكن ان نسميها «نزعة صهيونية»
بالمعنى العام والبنيوي). وقد أصبح داوب الملك النموذجي الذي يحكم, » باعتباره حاكماً دينياً يساعده
الكهنة؛ وارتبط اسمه بالماشياح المخلّص الذي سيكون من نسله (الآ ان عقيدة الماشياح ذاتها لم تكن
قد ظهرت» بعدء في هذه الفترة). وقد ظهرء في هذه المرحلةء بعض القوانين الاخلاقية والشعائر. مثل
الختان وشعائر الطعام والزراعة والسبت واعياد الفصح والاسابيع والمظال. وتميزت المرحلة بأن
‏ُ/ شزُون فلسطيزية العدى ١15.ء‏ شباط ( قبراير) 1945
تاريخ
فبراير ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)