شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 83)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 83)
- المحتوى
-
د. عبد الوهاب المسيري
المعبد اليهودي (السيناجوج). وقد واكب كل هذا انتشار الحضارة الهيلينية وقيمهاء بين اليهود
الذين لم يعودوا يعرفون العبرية؛ كما ان عدد اليهودء خارج فلسطينء كان أكثر من عددهم داخلها.
ولذاء أدى تحطيم الهيكل على يد تيتوس الى تكريس اتجاه موجود بالفعل.
وقد ظهرت المسيحية في هذه الفترة. وهي تحقيق لعملية فصل الدين عن الدولة, ثم عن الجماعة
الاثنيةء بحيث جعل باب الخلاص مفتوحاً لجماعة المؤمنين بأسرهاء وليس للمنتسيين الى جماعة اثينة
محددة. وقد أدى انتشار المسيحية الى ضمور اليهودية.
وفي القرن السادسء تم تدوين التلمود, الذي يتسم بزيادة الاتجاه نحو الحلولية والنزعة القومية,
كما انه ينسب الى الله صفات بشرية عديدة. ولم تعد أورشليم مركزاً دينياً وحيداً: بل اصبحت هناك
مراكز عديدة منفصلة يقودها الحاخامات. ومن المشاكل الاساسية التي واجهتها اليهودية؛ ابتداء من
هذه الفترةء انها كانت: دائماًء ديانة توحيدية: أو شبه توحيدية:» في ترية وثنية» تكتسب هويتها من
وحد انيتهاء وتحارب ضد الاسطورة؛ ولكنها وجدت نقسها في تربة توحيدية اسلامية (أى مسيحية).
ولذاء عدّلت من استراتيجيتها وبدأت تتجه نحو الاسطورة والتعددية. وقد وصل هذا الاتجاه الى قِمّته
في القبالة .
- اليهودية الحاخامية؛ من القرن السابع الميلادي (بعد تدوين التلمود) حتى منتصف
7 السابع عشر (ظهور القبالة): في هذه الفترة, تحول اليهود الى جماعات متفرقة لا تعمل
بالزراعة؛ الامر الذي ترك أثرا عميقاً في تركيب اليهود الطبقي: فدعم مركز الحاخامات (الذين حلّوا
محل الكهنة), واكتملت المعالم الاساسية للتفسيرات الحاخامية التي تسمى بالشريعة الشفوية. وقد
أخذ الفكر الديني اليهودي في الضمورء في الغربء في العصور الوسطى الغربية» بينما نجده ينفتح
ويتطور نتيجة احتكاكه بالفكر الاسلامي العقلاني والصوفي (المواجهة الرابعة مع الحضارة
الاسلامية). وبلغ ذروته في كتابات موسى بن ميمون الذي قدم أول تحديد لأصول الدين اليهودي.
وقد ظهر تحت تأثير الفكر الاسلامي الاحتجاج القرائي (العقلاني) برفضه للشريعة الشفوية.
ويلاحظء في هذه الفترة» ان اليهودية لم تعد مرتبطة بالمكان (على الرغم من ان اليهودية ظلت ديانة
جماعة اثنية محددة) . وأصيحت العودة مفهوماً دينياً وعملً من اعمال التقوىء: وأصبحت صهيون
استعارة دينية. وكان على المؤمن الا يحاول العودة الى صهيون (فلسطين)؛ وان ينتظر الى ان يشاء
الله ان يعوب الشعب. ونظراً الى تواجد اليهودية في حالة العركة داخل الغيتى تجد انها قد أصابها
الجمود واصبحت عاجزة عن الوفاء بحاجات اليهود الدينية. وأخذت الازمة تتفاقم مع القرن السادس
عشر ومع هجمات شميلنكي. وقد أخذ الاحتجاج على اليهودية الحاخامية شكل ثورات للمشحاء
الدجالين, مثل شبتاي تسفيء الذين كانوا يطالبون باسقاط الشريعة والتلمود» وبالعودة الفعلية
والفورية الى فلسطين. وقد أخذت التورة ضد اليهودية الحاخامية شكلاً آخر, وهو ظهور تراث القبالة
الصوفي المفرط في الحلولية (كتاب الزوهار وكتأبات اسحق لوريا) والحركة الشباتية والحركة
الحسيدية: وان كانت المؤسسة الحاخامية لم ترفض القبالة تمامأء بل استوعيتها بعد حينء وجعلت
الايمان بها واحداً من أركان العقيدة اليهودية. ومع هذا ظل التوتر قائماً فيما بين المؤسسة الحاخامية
التلموبية والمؤسسة القبالية الحسيدية. كما يتضح في الصراع فيما بين المتناجديم والحسيديين:
ولكنهم وحّدوا صفوفهم في مواجهة الحركات التجديدية الحديتة.
ثالاً: العصر الحديث (مع منتصف القرن السابع عشر تقريباً - سبينوزا وشبتاي
5م شؤون قلسطيزية العدد ,.15١ شباط ( قيراير) 1944 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)