شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 84)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 84)
- المحتوى
-
سك اليهودية؛ مخطط تاريخي موجز
تسفي) (المواجهة الخامسة مع العلمانية في الغرب): بينما كانت اليهودية متخندقة في الغيتى
تدفع عن نقسها هجمات المسيحيين» كان المجتمع الاوروبي آخذاً في التطور السريع؛ وهى تطور لم
يشارك فيه أعضاء الجماعات اليهودية في الغرب. ومع ظهور الدولة القومية» التي طالبت بفصل الولاء
القومي عن الانتماء الديني: وجد اعضاء الجماعات اليهودية انفسهم, في العصر الحديث؛ غير
مهيئينء على الاطلاق» لانجاز هذه العملية. ويمكن القولء أن المرحلة الحديثة بدأت في هولندا في
القرن السابع عش في امستردام, ثم في فرنسا والمانيا في القرن الثامن عشرء ومعظم بلاد أورويا منذ
منتصف القرن التاسع عشر وفي البلاد العربية والاسلامية في القرن العشرين. وقد تسبب هذا
الوضع في خلهور ازمة هويّة عميقة» وأخذت ردوب الفعل أشكالا كثيرة.
١ - حركة التنوير اليهودية وظهور اليهودية الاصلاحية ( أواخر القرن الثامن عشر) : تعد
حركة التنوير واليهودية الاصلاحية احدى الاستجابات اليهودية للعصر الحديث. وهي استجابة
تتقبل معطيات هذا العصرء وتنطلق منه؛ وتحاول فصل الدين لا عن الدولة الحاكمة وحسب, وانما عن
الجماعة الاثنية تماماً؛ بحيث يصبح اليهودي يهودياً في منزله؛ مواطناً في الشارع.
” - الحركات الارتوذكسية واللحافظة (في أوائل القرن التاسع عشر ): لم تكن كل قطاعات
اليهود راغبة؛ أو قادرة على دخول العصر الحديث. ولذاء انخرطت أعداد كبيرة منها في حركات دينية,
هيء في جوهرهاء رد فعل للعصر الحديث يأخذ شكل الامساك بتلابيب الصيغة الدينية / القومية
التقليدية, مثل الحسيدية (التي بعت التراث الصوف) واليهودية الارثوذكسية: والمحافظة,
والتجديدية. ولا تزال الفرق اليهودية, كلهاء مختلفة بخصوص امور شعائرية وعقائدية عديدة,
وتبلورت الخلافات في موقفها من الشريعة؛ وهل هي ملزمة لليهودي في العصر الحديث أم أنه يمكنه
اعادة تفسيرها على طريقته؛ أى حتى التخلي عنها ؟
؟ - الحركة الصهيونية بين اليهود ( أواخر القرن التاسع عشر): وعلى الرفم من أن
الصهيونية: في جوهرهاء حركة دينية؛ الآ ان ظهورها قد أثر, تأثيراً عميقاً في اليهردية والفكر الديني
اليهودي؛ الى درجة أن اليهودية الارتوذكسية. التي بدأت بمعاداة الصهيونية, أصيحت هي العمود
الفقري للاستيطان الصهيوني. والصهيونية استفادت من الاتجاه القومي داخل اليهودية؛ وحوّلت
كثيراً من المفاهيم الدينية الروحية الى مفاهيم قومية فيزيقية؛ بحيث تحولت العودة, في نهاية الايام,
الى الاستيطان الصهيوني هذه الايام؛ كما تمّت علمنة المفاهيم الدينية» بحيث أصبح هناك ما يشبه
التماشل البنيوي بين اليهودية الحاخامية والصهيونية. كما ان كثيراً من علماء الدين اليهودي
يتحدثتون عن دولة اسرائيل كما لو كان لها معنى أخروي ميتافيزيقي, وأنها علامة على تدخل الله في
التاريخ لينقذ شعبه ويأتي له بالخلاصء تماماً كما فعل في واقعة الخروج. وقد قرن أحد المفكرين
الدينيين اليهود بين الرب والدولة الى درجة أنه صرح العام 19717. بأن الرب ذاته كان مهدداً في
هذه الحرب ؛ وقد ظهر الى جوار الصهيونية ما يسمى باليهودية الاثنية التى اعادت تعريف اليهودية:
بحيث افرغتها من محتواها الديني والاخلاقي؛ أو جعلته في المرتبة الثانية, وأكدت محتواها الاثني,
بحيث أصبح من الممكن لليهودي الذي لا يؤمن بالله؛ ولا يمارس التحريمات الخاصة بالطعام» ان
يصر على تسمية نفسه «يهودي». واليهودية الاثنية لا تختلف عن الصهيونية الا في انها تسمح
بممارسة هذا الاحساس الاثني خارج فلسطين أي ان اليهودية الاثنية هي؛ في جوهرهاء صهيونية
الجماعات أي تحقق الذات الاثنية خارج فلسطين. لكنء على الرغم من انتصار الصهيونية
العدد :.15١ شباط ( قبراير ) ١945 شْيُونُ فلصطيزية م - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22436 (3 views)