شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 92)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 92)
- المحتوى
-
سل النظام الفلسطيني والنظم الاقليمية
من هذا المنطلقء نمضى الى ايراد ملاحظاتنا على هذا الكتاب الجيدء حريصين على البقاء عند المستوى
العلمي الراقي للكتابء وعلى نمو هذ! النوع من الدراسات, متناولين المنهج المتّبِع.
كتب المؤلفء في الجزء النظري من الكتابء «ان مفهوم الوحدات الاقليمية الوسيطة؛ كمستوى لتحليل
العلاقات الدولية» هو مفهوم حديث لم تتداوله الدراسات الآ في مطلع السبعينات» (ص »)١١ وهذا صحيح. غير
ان ربط الكاتب ظهور المفهوم بتطور الدراسات حولهء لا يفسّرء لوحده, عدم تنبه المحللين اليه بقدر ضآلة أهميته
في واقع العلاقات الدولية, قبل تلك الفترة, نتيجة الاستقطاب الحاد بين القطبين الجبارين (الاتحاد السوفياتي
والولايات المتحدة الاميركية)ء الذي ساد في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية, والذي لم يكن؛ في ظل ايديولوجيا
الحرب الباردة» ليسمح ببروز ظواهر اقليمية مستقلة, دون ان يستتبعها الى هذا القطب أو ذاك. بيد ان تحوّل
النظام الدولي الشاملء خلال عقد الستينات: الى نظام أكثر مرونة بتأثير منا الوفاق» أدى الى التخفيف من وطأة
الاستقطابء, وسمح, بالتالي» ببروز اقطاب أقليمية في غير منطقة من العالم.
ثمّة سبب آخر يتعلق بندرة المادة العلمية, على النطاق الاقليمي؛ التي يمكن تخمينها بسهولة» ويمكن
تقسيمها الى مستويين رئيسين, أحدهما تجريبي والآخر نظري؛ فالتجريبي» هى المتعلق بموضوع توافر المعلومات
وامكانية الحصول عليهاء وتوافر البيئة المساعدة على البحث التجريبيء أو عدم توافرها أحياناً؛ أمّا مستوى
التصور النظريء فهو القدرة, أ عدمهاء على استيعاب المفاهيم السائدة في الحقل الفرعي للسياسات الخارجية
المقارئة لكي تقوم بدور «العدسات الفكرية» التي تطرح الاسئلة الهامة, وتقودنا الى البحث في الظواهر التي
تجيب عن هذه الاسئلة. ولكل من هذين المستويين بعض الصعوبات التي تحتاج تعليقاً لسنا في وارده في هذا
السياق.
على أي حالء لقد بذل الكاتب جهداً صادقاً في اتجاه بناء نموذجه (ص 55 -١1)؛ فقدم هيكلا أولياً يتكوّن
من غايات لتحرك الوحدة الاقليمية وممكنات تحقيق هذه الغايات. انناء هناء ازاء تركيية منطقية تجمع بين الغاية
والوسيلة: الغاية هي تحقيق الاعتراف بمشروعية المطالب الكيانية الفلسطينية؛ والممكنات بعضها استراتيجي
(الهوية المستقلة؛ مثلً) والآخر أدوات (الدبلوماسية ٠ القدرة العسكرية). وتثار بخصوص هذا النسق المقترح
ملاحظات عدة, يأتي في مقدمها ان هذا الهيكل غض النظر عمًا حمل الوحدات الاقليمية الوسيطة الى البحث عن
دائرة نفوذ أقليمية» لعدم قدرتها على ترجمة قوتها الحديثة نسبياً في موقع دولي متميز: فكان أنشاء دائرة نقون
اقليمية هو الباب الضروري لتحسين الموقع الدولي. وكان ذلك يعنيء واقعياًء بالنسبة الى المنظلمة, محاولة قرض
ضرورة المرور بها من قبل أي دولة عظمىء واقليمية» ساعية الى تنفيذ سياسة ما في المنطقة. في هذا الاطار يمكن
النظر الى تصريح جورج حبش حين ربط عمليات خطف الطائرات وانتباه العالم الى القضية الفلسطينية في شعار
معبّر (ص ,)5١ كمحاولة لتذكير العالم بأنه لا يمكن المحافظة على المصالح الدولية في المنطقة العربية» من دون
حساب ما يمكن ان يكون عليه الموقف الفلسطيني.
وقد يكون غياب هذا العنمر من الكتاب أحد العوامل التي تفسّر عدم مضيّ المؤلف في تناوله لدينامية النظام
الفالسطيني نفسه. والواقع أن هذا الجزء النظري من الكتاب (خصوصاً الصفحات ١617 --111) المثير
للاعجاب, لارتكازه على أهم ما تحويه البيبليوغرافيا الغربية في هذا المجال» غابت عنه واحدة من أهم «الجزن»
النظرية في التعامل مع السياسات الخارجية للوحدات الاقليمية الحديثة: تلك المتمثلة في العتصر النفسي . ولم يكن
من المستغرب ان نشهد غياب كتابي مورتون كابلان وفيليب برايار في باب البيبليوغراقيا النظرية التي ارتكزت
على أكثر من سبعين مرجعاً في هذا الشأن (ص 1417-146).
ولعل من الضروري التذكير بأن بناة نظرية السياسة الخارجية المعروفين, على الرغم من الخلافات الكبرى
بينهم, قد اجمعواء تقريباً؛ على الاتفاق على اولوية العنصر النفسي في التعامل مع السياسات الخارجية للوحدات
الاقليمية المختلفة (مثل بريتشر وروزناى ) على الرغم من اختلافهم في كثير من الاساسيات. هذا الاجماع, ومن
ثم أهميتهء برأيناء يجعلان من تقويم مفصّل لهذا العامل امرأ ضرورياً.
العدد 15١ شباط ( فيراين ) 1545 نثئون فلسطزية 55 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22434 (3 views)