شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 103)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 191 (ص 103)
- المحتوى
-
كمال سيّد محمد
مع اسرائيل سيؤدي إلى تقارب البلاد العربية وليس الى مزيد من تفرّقها. أمّا رب الفعل الاسرائيلي» فان التنسيق
بين المشرق ووادي النيل سيكون يمثابة مبرّر لشن حرب وقائية . ويقدر ما يمس هذا التفسيق مصالح قوى أجنبية
مسيطرة في المنطقة, فانه يستنفرها للتدخل. وأكد المؤلف ان التجمّع الاقليمي الرائد والمؤثر والحاسم في الصراع
مع أسرائيل» هو الذي يجمع مصر وسوريا على الأقل» ويتسع للعراق وليبيا والاردن ولينان.
اما التسوية؛ في ظل هذا المشهدء فتنتقل من حالة اللاتسوية وتبتعد من التسوية كما تريدها أسرائيل» وذلك
بسبب حدوث تغير نسبي لصالح العربء لكنها لا تصبح هي الأفضل من وجهة نظر العرب» وتخال هدنة مقلقة.
ان توازن القوى العربي الاسرائيليء» في ظل مشهد التنسيقء سيفضي الى تسوية عند نقطة وسط تدور حول كيان
السليني ف الضفة والشطاع متي انين
- الوحدة العربية: وهي وحدة فيدرالية تضمٌ معظم الاقطار الرئيسة؛ ومعها بعض, أو كل, الاقطار
الى ا الكيان الموحّد مهيمناً على مجريات الامور في الوطن العربي. وهذا المشهد - كما ذكر المؤلف
- لا تتوافر لهء في الحاضرء أسس فعلية؛ أو شكلية؛ ملموسة:؛ وتتجِسّد كل مقوّماته الراهنة في الأمل فيه والايمان
بأنه الطريق الوحيد الى الخلاص من المحن الحالية. فهذا الاعتقاد بفاعلية الارادة السياسية الواعية المصحوية
بتأييد جماهيري واسع هو الذي يسمح بتصور امكان حدوث هذا المشهد.
وأهم الافتراضات التي ينطوي عليها هذا المشهدء هى أمكان قيام قوة اقليمية ثورية لها من الثقل والمركزية
والمصداقية ما يجعلها ذات تأثير عام على المنطقة كلها. ومصصرء بمأ تضم من سكان واقتصاد وهياكل اجتماعية
وموقع مركزي وقدرة عسكرية؛ هي المرشّحةيلذلك. وأهم محدّدات الصراع في هذا المشهد, هى: القوة الذاتية
لطرفي الصراع» أي «الكم العربي القابل للتطوّر الكيفي» والكيف الاسرائيلي غير القابل للتطور الكمي». فالوحدة
تضمن احتواء اسرائيل؛ وتوافر عمق عربي وفاعلية عربية. وفي هذا طرح المؤلف فكرة ان أكثر الاحتمالات المؤاتية
لنشوء القوة الاقليمية التي تشكّل قاعدة للوحدة في مصر يرتبط بتبلور نخبة سياسية مدنية ذات توجه علماني
تمكل اساساً. مصالح البرجوازية الوطنية, وترى في الوحدة العربية الامكانية الوحيدة لانجاز مشروع للنهضة؛
مصري وعربي في آن. وقيام دولة الوحدة سيعني قيام قوة كبرى في المنطقة تقلب حسابات القوى العظمى ازاءها.
«وهذه الدولة ستواجه تحدي العلاقة العضوية بين اسرائيل واميركاء لكنها ستكون في وضع يسم لها بالتنسيق
القعّال مع السوفيات» . ويتيح هذا المشهد لدولة الوحدة تحقيق تفوق عددي حاسم على قوات ت اسرائيل في جميع
المجالات؛ والتقدّمء نوعياً في المجال التووي مع مرور الزمن
والتسوية: في ظل الوحدة الشاملة؛ هي النقيض الكامل للوضع الراهن؛ اذ تصبح التسوية وفقاً للشروط
العربية؛ وتصبع اسرائيل مرغمة على التسليم بالكيان الفلسطيني المستقل في الضفة وغزة؛ بل وينتقل التناقض
بين اليهود والعرب 3 اسرائيل ذاتها آلى مستوى جديد. حينئذ» فان ما سيسود هو السلام العربي» الذي يجعل
من اسرائيل نتوءاً هامشياً. ويطلق العقال لقوى المنطق التاريخي لتأخذ مداها في امتصاص الجسم الصهيوني
الدخيل.
والحق انه يمكن الاختلاف حول بعض الطروحات الواردة في الكتاب ؛ مثلاً حول القوة القادرة على تحويل
مصر الى قاعدة للوحدة أى التقديرات العسكرية للأطراف العربية أو حدوث تغيّرات جذرية عالمية, كحرب شاملة
مثلاً؛ لكن يظل الاختلاف مع منطق الكتاب كله أمراً صعباً؛ فالمقولات التي يطرحها وجيهة تماماً. والمبررات التي
يسوقها قوية تماماً » أيضاً.
كمال سيد محمد
1545 شباط ( فيراير) :.15١ شؤون فلسطزية العدد 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 191
- تاريخ
- فبراير ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10630 (4 views)