شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 5)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 5)
المحتوى
ربعي المدهون
الصراع الرئيسة؛ تل - أبيب وواشنطن وموسكو. ففي اسرائيل» وجدت الحكومة الجديدة: برئاسة
اسحق شامير, نفسها مراقبة ومحاطة بسلسلة من الضغوط الداخلية المحدودة» والخارجية المتفاقمة.
وهي ضغوط لم تقتصر على الموقف التقليدي: الموخد الى حدّ كبير للكتلة الاشتراكية تجاه اسرائيل: وذي
التأثير المحدود في أزمة المنطقة, على الأقل في الظروف الراهنة؛ بل تعدّت ذلك الى أورويا الغربية,
ودخلت قاعات البيت الآبيضء الذي لم يعد قادراً على تجاهل الرياح الدولية. فقط اضطرت واشنطن
الى فتح حوار مباشر مع م.ت.ف. زاد في عزلة اسرائيل: وأحدث هرّةء ليست بالقليلة؛ في الارض
السياسية التي تقف عليها حكومة شامير. أما موسكو. المحطة الثالثة» والحارس الآخر على بوابة
الانفراج الدوليء فقد سارعت» من جانبهاء الى الاستفادة من التطورات الجارية نحو ايجاد موطىء
قدم» ومكان لاثق لها حول طاولة المفاوضات السلمية حول الشرق الاوسط. ولتحقيق تقدّم ملموس في
هذا الاتجاهء أبدت العاصمة السوفياتية استعداداً ملحوظاً للتجاوب مع بعض المطالب الاميركية
والاسرائيلية المعروضة؛ من بينها التخفيف من شروط وصيغة المؤتمر الدولي للسلام حول الشرق
الاوسطء واعادة العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل: في حال أقرّت الأخيرة: بدور السوفيات في المؤتمر
الدوليء وأفسحت في المجال لمشاركتهم فيه بفعالية.
فالى أي مدى غابت طروحات ما قبل اعلان الاستقلال الفلسطينى» ويضمنها الانتخابات
ومشتقاتها واستهدافاتها ؟ ولاذا عادت بعد شهور قليلة» في أعقاب دورة سياسية واسعة؛ بدا
اقترابها من هذه المسائل بعيداً ومستبعداً ؟
استكشاف الخطوة خطوة
انطلاقاً من المحطات هذهء بدأت أطراف النزاع الرئيسة الثلاثة, الولايات المتحدة الاميركية
واسرائيل وم.ت .ف. مرحلة استكشاف للتعرّف على حدوب المتفيرات في موقف كل منهاء وامكانات التأثير
فيه. فتميزت سياسة واشنطن, ما بعد مرحلة الحوار الاميركي ‏ الفلسطيني؛ بمحاولات جسٌ نبض
واختبار لمواقف كل من م.ت .ف. واسرائيل: وبالطريقة التي تتفق وطبيعة العلاقة بين واشنطن وكل من
الطرفين المذكورين. ففي تحديدها لمستقبل علاقتها بالمنظمة, سعت واشنطن الى التثيّتء والتحقق,
من مصداقية الطروحات السلمية الفلسطينية؛ ومدى عمق التغيّرات السياسة المستجدة لديهاء وهى
جدية الاعتراف بالقرارين ”4 و53748, وجديّة الاعتراف بحق أسرائيل في الوجود» ومدى التزام
المنظمة بعدم القيام يما أسمته واشنطن عمليات «ارهابية»؛ أما تجاه اسرائيل» فتعمل واشنطن لمعرفة
المدى الذي سوف تذهب اليه اسرائيل في اقرارها واعترافها بالمتغيرات الدولية» واستعدادها لتقديم
تنازلات موازية» وحدود. الضغط الاميركي اللازم لتحقيق الدرجة المطلوبة» أى التنازل المحتمل من جانب
اسرائيل والذي يمكّنها في نهاية ألامرء من القيام بعملية توفيق بين الطرفين: بعد أن تكون قد حققت
درجة التقارب المطلوية في وجهات نظرهما .
من جانبهاء لم تقف الحكومة الاسرائيلية مكتوفة اليدين تجاه التطوّرات الجارية: وكذلك حيال
العملية الاستكشافية الاميركية فأطلقت ساسلة «مبادرات» سياسية غير مكتملة يهدف القيام
بعملية مضادة لعملية واشنطن, تستهدف, من جانبهاء التعرّق على حدوب التقيّل الاميركي لهذا النوع
من المبادرات؛ ومستوى التعديل المطلوب للحصول على رضا الحليف الاميركي ؛ كذلك لتفادي الالتزام
بخطة سياسية محدّدة تتحول الى برنامج عمل محسوب على الحكومة, واستيدال ذلك: كله» بسياسة
ترك الاطراف الاخرى تمارس الترقبء وانتظار ما يمكن ان تصدره تل - أبيب» قطرة» قطرة.
3 نثؤون فلسطزية العدد ‎,١157‏ آذار ( مارس ) 15485
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)