شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 6)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 6)
- المحتوى
-
سبل الانتخابات ومرحلة الاختيارات المتبادلة
وكان شامير واضحاً في تأكيد هذا المنحى التكتيكي لدى حكومته؛ باعتباره غير معني» في الظروف
الراهنة, باطلاق مبادرة سياسية كاملة؛ فذلك «تبديد للأفكار». حيث ستواجه أي مبادرة اسرائيلية
رفضاً عربياً قاطعاً. ويطمح شامير, بالتالي» الى تطبيق تكتيك «خاص»» يقوم على تفخّص الوضع
السياسي في اللحخة الزمنية المعنيّة, على المستويينء الاقليمي والدولي؛ ومعرفة حظ كل خطة؛ أى
مشروعء من النجاح؛ قبل ان تنظم اسرائيل . عملية ردّ شاملة تلتزم بها الآنء وفي المستقبل. وهكذاء
اكتفت حكومة شامير في المرحلة الحالية» بنشر أجزاء من خطط دبلوماسية توفر ردّات فعل مباشرة,
من قبل الاطراف الأخرى؛ من دون ان تسمح لهذه الاطراف بوضع تصوّر كامل للموقف الاسرائيلي»
وتركهم يحاولون جمع حِزئيات صورة لا تتوقف اسرائيل عن القاء قطعها على طاولاتهم؛ حتى قيل في
اسرائيل؛ ان شامين الذي يعتبر «مايستري هذه اللعبة, يعرف من أين؛ وكيف, يبدأ رحلته
الدبلوماسية؛ لكنه لا يملك أية فكرة عن أين؛ وكيف؛ ومتى» يصل بها الى نهاية مبادرته السلمية ؟
نتبين من ذلك كيف بيدأت ترتسم خطوها سير الاختارات السياسية التبادلة بين الاطراف؛ وهى:
واشنطن تل أبيب؛ وأشخطن م.ت.ف.؛ تل أبيب - واشنطن؛ تل - أبيب -م.ت.ف.؟ م.ت .ف.
- واشنطن. ويبقى خط م.ت.ف. تل - أبيب غير سالك حتى الآن, الا بصورة غير مباشرة, اذ لم تطلق
م.ت.ف. مبادرات تستهدف اسرائيل؛ واكتفت بالرد على مبادرات تل أبيب الجزئية» اعتماد ا على ان
ما يصدر من واشنطن يمكنه ان يعكسء بطريقة أو بأخرى؛ مزاج تل - أبيب؛ وعليه ينبغي مراقبة ذلك
بحذر شديدء وكذلك دراسته, بعناية؛ ففي البيت الابيض يحتفظون بمفاتيح الضغط الكافي لتغيير
الموقف الاسرائيلي.
ون كانت م.ت.ف. مهتمة بمراقبة التغيرات في سياسة الادارة الاميركية الجديدة» وهى أمر يقع
ضمن اختباراتهاء فتل أبيب مهتمة؛ بدورهاء بمعرفة مدى استعداد الاتحاد السوفياتي لتقديم
تنازلات تنهى القطيعة الدبلوماسية مع اسرائيلء وتعيد تطبيع العلاقات بينهما. ولا تخفي موسكو. هي
الاخرى, محاولاتها لمعرفة مدى استعداد اسرائيل لدفع ثمن مقايل, لا يقل عن سحب اعتراضها على
المؤتمر الدولي ومشاركة الاتحاد السوفياتي فيه. والنتيجة الماثلة لهذه التقاطعات هي ان اسرائيل
أصبحت محطة تقاطع الاختبارات الثلاثة, الاميركية والسوفياتية والفلسطينية؛ في وقت بدأت تنتظم,
الى حد ماء الخطوط الرئيسة لطبيعة الردود الاسرائيلية المحتملة على هذه الاختبارات: وهي: العمل
على التوصّل الى صيفة اتفاق مقبول مع واشنطن؛ وتطبيع العلاقات مع الاتحاد السوفياتي واقامة
حوار صد اقة معه قبل تقديم أي تنازل من جانب اسرائيل, والنظر. في ضوء ذلك؛ الى ما يمكن ان تتطور
اليه الامور, والاتفاق مع ممظين عن السكان في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة حول مشروع الحكم
الذاتي قبل اتخاذ أي خطوة أخرى في اتجاه تنظيم انتخابات لمجلس اداري مقترح لتسيير «الحكم»
في المناطق المحتلة» أو اقامة كونفدرالية بين هذا «الحكم» والاردن. وتبقى الانتخابات» التي تمثل حجر
الزاوية في الطروحات الاسرائيلية. خاضعة لسياسة الفحص والاختبارء التي يتبعها شامير الذي
يعتبر ان هناك صيغاً كثيرة للانتخابات واشكالاً يمكن دراستها. فأين تقع هذه المسألة في تفاعلات
الاختبارات السياسية المتبادلة بين اميركا واسرائيل وم.ت.ف. وفق ما أشرنا اليه ؟
واشتطن ح.ت.ف.؛ اختبار الثوايا
منذ ان استجابت م.ت.ف. للمطالب الاميركية الثلاثة وهي الموافقة على 47 ١ و/17؟, والاعتراف
بحق اسرائيل في الوجودء ونبذ الارهاب والتنديد به؛ تعرّضت المنظمة لعملية اختبار جديّة من
العدد 1515 آذار ( مارس ) 15435 شين فلسطيزية 0 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)