شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 7)

غرض

عنوان
شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 7)
المحتوى
ربعي المدهون
قبل الادارة الاميركية, استهدفت الوقوف على مدى قناعة المنظمة بالخطوات السياسية التي اعلنتهاء
وما أذا كانت تقع في سياق خطواتها التكتيكية أم هي خطوات حقيقية في اتجاه السعي الى سلام
حقيقي في المنطقة ؟ وقد أجريت هذه العملية من خلال الحوار الثنائي بين واشنطن وم.ث.ف. . بدت
فيه واشنطن غير متعجلة للوصول الى نتائج؛ وعلى العكس من ذلك ريما راغبة في اطالة أمد الحوار
لأطول وقت تتمكن خلاله الادارة الاصيركية من تطوير اختباراتهاء ووضع تصوّر للحل المحتمل في
المنطقة؛ وتتمكن اسرائيل؛ كذلك؛ من بلورة مواقفها وايجاد صيغة للردّ على التطورات الدولية الآخذة
في التزايد في اتجاهات غير مُرْضية لها. لذاء لم يكن مصادفة جعل «موضوع الارهاب» البند الأول على
جدول أعمال الحوار الاميركي ‏ الفلسطينيء الذي تبعه فتح ملفات عدّة للمنظمة» وقراءة عناوين بارزة
فيها وفصول هامّة. وانعكس ذلك في المعلومات التي تحدثت عن ثلاثة مطالب أميركية جديدة الى
المنظمة؛ هي طرد العناصر «المتطرفة», وحل القوة ‎,١7‏ والموافقة المسبقة على قيام اتحاد كونفدرالي مع
الاردن قبل قيام الدولة الفلسطينية وليس بعدها كما تنص الوثائق الفلسطينية في هذا الخصوص.
فواشنطن تعتبر الاردن صاحب دور رئيس في عملية السلام في الشرق الاوسط؛ وكذلك تعتبر القرار
الرقم ‎18١‏ الصادر عن مجلس الأمن الدولي العام 151: منتهياًء على العكس من موقف م.ت.ف.
الذي يعتبر القرار ‎١8١‏ الاساس الذي يُبنى عليه الاستقلال الفلسطيني» بما يوفره من شرعية دولية,
سبق ان اعطت اعلان قيام اسرائيل العام ‎١944‏ شرعيته, اعتماداً على نصف القرار, بعد ان أهمل
نصقه الآخر المتعلق بقيام دولة فلسطينية على أرض فلسطين الانتدابية. «فهل مغضتم ت.ف. النظن
عن كثرة التساؤلات الاميركية وأصبحت طرفاً متلقياً لاختبارات واشنطن ؟ أم خاضت معركة دفاع
ناجحة اعتماداً عل مالدوها من مقدرة عل ملم مشاطر التسلل لايك لداعل ل الفلسطيتى
عبر الوجبات المتتالية من المطالب: حيث لديها من أوراق الضغط ما يدعم سياساتها ويثيّت اقدامها
ويضمن النجاح لمرحلة «الانفتاح» الفلسطينية ؟
حتى الآن؛ يمكن القول ان م.ت.ف. لم تلق بأوراقها كاملة؛ وان ما قدمته لم يسقط في سلة بلا
قاع. فمحصلة الاندفاعة الفلسطينية نحى حقل السلام» جاءت بعد التأكد من احتمال سقوط المطر,
أى وجود غيوم تبشر بذلك على الأقل. وقد أثمر هجوم السلام الفلسطيني نتائج ايجابية كثيرة, وقّرت
ل م.ت.ف. أرضية أرحب للتحرّك بفعالية أكبر. على المستوى الدوليء لتفعيل العملية السلمية في
اتجاه الاهداف الوطنية المعلنة للشعب الفلسطيني. وأدت هذه السياسة؛ في مراحلها الاولى؛ الى
تشديد الضغط الدولي على اسرائيل» من جهة:؛ ولف حبل السياسة الفلسطينية حول عنق حكومة
شامير من جهة أخرى. وفي سياق هذه العملية أبدت م.ت.ف. أقصى مرونة تكتيكية في اجراء اختبار
واستكشاف مماثل لاختبارات الآخرين» لمعرفة قدرة الولايات المتحدة الاميركية وأورويا الغربية على
الحركة خارج المذحى التقليدي لعلاقاتهما السابقة مع اسرائيل. وراعت م.ت.ف. في ذلك تمسّكها
بثوابتها الاساسية؛ وحمايتها من محاولات مسّهاء وهو ما يفسّر دوافع الانزعاج الفلسطينيء الذي
بلغ حدّ «النرفزة», من اقدام رئيس بلدية بيت لحم, الياس فريج؛ على طرح «مبادرة» على تماس مباشر
بأهم هذه الثوابت, وهو المتعلق بورقة الانتفاضة:؛ التي تتطلع واشنطن وتل ‏ أبيب الى حرمان المنظمة
منهاء وافقادها أهم عناصر قوتها على الاطلاق . فالانتفاضة هي السدّ المنيع الذي يحمي م.ت.ف. من
جميع العواصف, متلما هي السلاح «غير الارهابي» الأمضى الذي أذهل العالم وقيّر قناعاته. ومن
لمتوقع ان يزداد تأثيرهاء في المراحل اللاحقة؛ بحيث تدفع اسرائيل الى اعادة نظر شاملة في قناعاتهاء
أيضاًء تكون نتيجتها التخلي الكامل عن احتلالها للضفة الفلسطينية وقطاع غزة. وللتدليل على
3 لون فلسطزية العدد 157 آذار ( مارس ) 15245
تاريخ
مارس ١٩٨٩
المنشئ
منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
مجموعات العناصر
Generated Pages Set
Periodicals دوريّات

Contribute

A template with fields is required to edit this resource. Ask the administrator for more information.

Position: 22431 (3 views)