شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 9)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 9)
- المحتوى
-
ربعي المدهون
وجهة نظر أخرىء لن تدفع واشنطن الى التقرب أكثر من تل أبيبء بل على العكس من ذلك؛ يمكن
توقع تطورات سلبية نسبية في العلاقات الثنائية بين الجانبين. فاذا كان بوش يعلن, صراحة, رفض
بلاده لاقامة دولة فلسطينية مستقلة, كونها سوف «تفقد النظام الاقليمي استقراره»؛ ففي المقابل» لن
تقدم واشنطن على اعطاء وعود جديدة لاسرائيل» قبل ابداء الاخيرة رغية ملموسة في التعاطي مع
المتغيرات الدولية: والاستجابة للحد الادنى من شروطها. فما هو مدى استجابة اسرائيل الفعلية لتلك
الشروط ؟
اسرائيل واللتغيرات الجديدة
حكمت ررّات الفعل الاسرائيلية تجاه المتغيرات السياسية؛ المحلية والاقليمية والدولية, الخاصة
بأزمة الشرق الاوسط والصراع الفلسطيني - الاسرائيليء أربع قواعد رئيسة حدّدت المسان العام
للسياسة الاسرائيلية ومكوّنات الرأي العام الاسرائيي. وهي: استمرار الانتفاضة واستبعاد توقفها أى
نجاح محاولات ايقافها في المدى المنظور على الأقل؛ وقرار الاردن فك ارتباطه القانوني, والاداري, مع
الضفة الفلسطينية, الصادر في تموز ( يوليى ) 5/47١؛ وأعلان وثيقة الاستقلال الفاسطيني وما تبعه
من تطورات؛ أبرزها خطاب رئيس اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف. ياسرعرفات, في الجمعية العامة للامم
المتحدة؛ في جنيفء وفتح صفحة جديدة في العلاقات الاميركية - الفلسطينية. وتكونت: في ظل هذه
القواعدء واستتاداً اليهاء ثلاثة اتجاهات رئيسة في النظر الى المسألة الفلسطينية, وتحديد الموقف
الذي ينبغي على اسرائيل اتخاذه. سواء أكان تمشّياً مع المتغيرات الجديدة اولمجابهتها واعتراضها
والتخلّص من نتائجها.
في الجانب الأول؛ تقف مجموعة على يمين المجتمع تعتقد بأن ما وقع من متغيرات لا قيمة لهء
ويمثل المنتمون الى هذه المجموعة الاسرائيليين الذين يرفضون الاعتراف بتبلور الشخصية الوطنية
الفلسطينية وتمايزهاء وبالتالي يرفضون كل ما يترتب على هذا من حقائق» أبرزها ان الغالبية الساحقة
من أبناء هذه الوطنية الفلسطينية تعتير م.ت.ف. ممظها الشرعي والوحيد وتسعى الى اقامة دولة
فلسطينية مستقلة على أراضي الضفة الفلسطينية وقطاع غزة أكثر مما تسعى الى تدمير اسرائيل: وآن
4 بالمئة من بلدان العالم أصبحت جاهزة: وأن بدرجات متفاوتة, للاقرار بهذه الحقائق
على النقيض من ذلك تقف مجموعة يسارية تضم بين صفوفها الاقلية العربية في اسرائيل ؛ تشكّل
قطاعاً محدوداً من قطاعات الرأي العام الاسرائيي. ويؤمن هؤلاء بأن فجراً جديداً انبثق في المنطقة,
وان الوطنية الفلسطينية بلغت سن الرشدء وان م.ت.ف. هي الممثل الشرعي الوحيد لابناء فلسطين,
وأن الوطنية الفلسطينية تشق طريقهاء الآن» ببطءء ولكن بثبات» نحو أخذ مكانها لتكون على قدم
المساواة مع اسرائيل» وان مساعيها الى اقامة دولة فلسطينية؛ في فلسطين الانتدابية» غرب نهر
الاردن: 5 جانب اسرائيل؛ هي مسالة وقت لا أكشر, وان الولايات المتحدة الاميركية هي الدولة
الوحيدة التي لا تزال تتبثى السياسة الاسرائيلية كاملة: وترفض حق تقرير المصير للشعب
الفلسطيني سلس ا أقراد هذه المجموعة انه حان الوقت لأن تستيقظ اسرائيل على الحقائق
الجديدة: وتوقف ضفطها على الفلسطينيين, وتعترف بالمنظمة والحقوق الوطنية المشروعة
للفلسطينيين: وتبدا مفاوضات مع المنظمة.
بعد هذين الاتجاهين المتناقضين, يأتي تيار الوسط الذي يعترف بالحقائق والمتغيرات في المنطقة,
وفي العالم؛ لكنه يعتبرها غير كافية لتغيير وجهة نظره تجاه الصراع, ويدعو الاسرائيليين الى الصبر
والتريّث. يقف اتباع هذا التيار ضد قيام دولتين غرب نهر الاردنء ويرون ان حل المسألة
4 يون فلسطزية العدد 156.: آذار ( مارس ) 1545 - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 22431 (3 views)