شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 11)
غرض
- عنوان
- شؤون فلسطينية : عدد 192 (ص 11)
- المحتوى
-
ريعي المدهون سح
الفلسطيني» للتصدي له وابطال مفعوله, والتغلّب على نتائجه قبل ان تصبح احدى ممكنات الواقع
وعنصراً رئيساً في عناصر تكوينه يصعب القفز عنه. أى حتى الابتعاد منه. على هذا الاساسء يمكن
فهم الحركة الدبلوماسية السياسية بما هي محاولة أخيرة لتأكيد سياسة اسرائيل في الاحتفاظ بالمناطق
المحتلة» ورفض التنازل عنها. ويمعنى آخر, الحفاظ على الوضع الراهن» وافشال أي محاولة لادخال
تعديلات عليه مهما كانت هذه التعديلات طفيفة؛ طاما تمس جوهره. ان ما يريده شامير من تقديم
أفكار ومبادرات ناقصة وغير واقعية؛ يرفضها العرب عموماً والفلسطينيون خصوصاً, هو خلق انطباع
لدى حلفاء اسرائيل وأصدقائها بأنها تملك بدائل فعلية للمبادرة الفلسطينية؛ وكذلك لأي مبادرة قد
يتفق العرب بشأنهاء لاحقاً؛ وان العرب والفلسطينيين هم الذين يرفضون الافكار الاسرائيلية, على
الرقم مما في هذه الافكار من «مجازفات» و«مخاطر» على أمن اسرائيل وسلامتها. انه يريدء حقيقة,
كسب الوقت» وليس اضاعته كما يبدومن الظاهرء لكن لتأكيد ان الارض التي في حوزة اسرائيل» الآن,
سوف تبقى كذلك؛ وهي تخصها وحدها . والنتيجة الطبيعية لهكذا تكتيك هي تعطيل عملية السلام
وتجميد حركتها بعد شل وايقاف ما انجزته من خطوات» بفعل هجوم السلام الفلسطيني الناجح.
ويبدو أن الحكومة الاسرائيلية قد وضعت القرار الاميركي بفتح الحوار مع م.ت.ف. وممارسة هذا
القرار عملياً في اطار التكتيكات الاميركية. وعلى الرغم مما في هذا الاعتقاد من وجاهة:؛ الَّا ان امكانات
أبقاء التحرك الاميركي في حدوده التكتيكية؛ اى تطويره في اتجاه ان يتحول الى موقف استراتيجي
ليس رهناً بوضعيته وامكاناته في الظروف الراهنة» وانما هى رهن تطور الصراع في المنطقة وتعطلور
المتغيرات الدولية والاقليمية وتغير بعض عناصر الصراع ومستوى فاعلية كل طرف من أطرافه الثلاثة,
الولايات المتحدة واسرائيل وم.ت.ف. والدور الخاص لكل من اوروبا الغربية والاتحاد السوفياتي,
وقدرة هذه الاطراف على اجتذاب حلقة التغيير في الاتجاه الذي يخدم اهدافها ويلبّي مصالحها. وقد
قيل في اسرائيل» مثلما يقال في كل زمان ومكان» «أن ما هو تكتيكي اليوم قد يصبح استراتيجياً غداً؛
فالمسألة تتوقف على نوع الكائن الحيّ الذي سوف يخرج من الشرنقة الاسرائيلية». فأي مخلوق سوف
ينطلق من الشرنقة حقاً ؟
تستند ثوايت السياسية الاسرائيلية: راهناً. على المحاور التالية: وقف الانتفاضة؛ والاتفاق
المسيق على الخطوط العامة للحكم الذاتي, كما وردت في اتفاقيتي كامب ديفيد» وريما يجرى تطويرها
نسبياً؛ واجراء انتخابات في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة؛ لاختيار ممثلين لمفاوضات الحكم الذاتي»
الى جانب مصر والاردن واسرائيل» تشرف القوتان العظميان» اشرافاً خارجياً. على هذه المفاوضات:
التي تتم مباشرة وبصورة ثنائية بين الاطرافء؛ وريما انتدبت هيئة دولية للاشراف عليهاء كهيئة
مراقبين من دون أية صلاحيات, مع ضمان عدم تأثير أي من هاتين الهيئتين المشرفتين على سير
المفاوضات. ويتحدّد الوضع النهائي للمناطق المحتلة بعد خمس سنوات من تطبيق الحكم الذاتي.
تحت مذلة هذه الثوايتء» وعلى ارضيتهاء أطلقت القيادات الاسرائيلية وجبات متتالية من
التصريحات والمقترحات وانصاف المبادرات. فتحدث وزير المالية» شمعون بيرس»؛ عن مبادرة أعادت
الى الاذهان مبادرات بيرس السايقة المبنية على «الخيار الاردني». وطرح وزير الدفاع» اسحق رابين,
مبادرة من ثلاث مراحل تهدف الى منح الفلسطينيين حكماً ذاتياً في الضفة والقطاعء بعد انتخابات
يقبل المنتخبون فيها مبدأ التفاوض مع اسرائيل؛ وتبقى المستوطنات على ما هي عليه حيث تُمارس
سلطات الحكم الذاتي في مناطق يجرى تحديدها. أما وزير الخارجية: موشي ارنسء فدعا الى اقامة
اتحاد كونفدرالي ثلاثي بين اسرائيل والاردن وكيان فلسسطيني. . وقدم وزيس المواصلات: جاد
1545 ) شْوُون فلسطزية العدد ؟15, آذار ( مايس 1١ - هو جزء من
- شؤون فلسطينية : عدد 192
- تاريخ
- مارس ١٩٨٩
- المنشئ
- منظمة التحرير الفلسطينية - مركز الأبحاث
Contribute
Position: 10631 (4 views)